طالب مصري ينحر زميلته.. تفاصيل جريمة هزت مصر
النيابة العامة، أكدت أنها فتحت تحقيقًا عاجلًا في الواقعة، بعد أن تلقت إخطارًا من الشرطة بوفاة المجني عليها، بعدما نحرها المتهم بسكين أمام بوابة جامعة المنصورة

السياق
لم يكد ينسى الشارع المصري صدمة «سفاح الإسماعيلية» الذي قتل -قبل أشهر- شخصًا «نحرًا» أمام المارة في الشارع، حتى استيقظ، الاثنين، على حادثة أخرى أكثر إيلامًا.
تلك الحادثة، التي وثقتها كاميرات الشوارع وشهود العيان، تمثلت في مقتل طالبة «نحرًا» على يد زميلها أمام إحدى بوابات جامعة مدينة المنصورة، شمالي القاهرة، بعد رفضها الارتباط به.
بداية الواقعة
بحسب شهود عيان، فإنهم شاهدوا طالبًا وطالبة أثناء نزولهما من سيارة أمام بوابة جامعة المنصورة التي تدعى «توشكى»، إلا أن مشادة كلامية نشبت بينهما، بعد فترة وجيزة من الحديث الجانبي.
وما إن توجهت الطالبة إلى الجامعة، حتى لحقها زميلها بسلاح أبيض (سكين) أخرجه من ملابسه، وطعنها مرتين في الصدر ثم ذبحها، وتمكن المارة في الشارع من ضبطه والسيطرة عليه.
إلا أن رواية أخرى ليست بعيدة عن الأولى، استندت إلى كاميرات المراقبة في محيط الحادث، كشفت أن الطالب المتهم بنحر زميلته كان ينتظرها أمام الباب الذي توقع وصولها إليه لأداء الامتحان، وكان يقود دراجة نارية.
وبحسب وسائل إعلام محلية، فإن كاميرات المراقبة رصدت ترجل المجني عليها الطالبة نيرة، من حافلة نقل جماعي للركاب، ليلتقيها المتهم ويدور نقاش حاد بينها، انتهى بانصراف الطالبة عن زميلها، لدخول الجامعة وأداء الامتحان، إلا أنه أخرج من طيات ملابسه، آلة حادة وسدد لها طعنتين ثم ذبحها.
من جانبها، أصدرت جامعة المنصورة بيانًا، أكدت فيه أن واقعة تعدي أحد طلاب جامعة المنصورة على زميلته بآلة حادة، التي تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي، حدثت خارج أسوار الجامعة بالقرب من إحدى البوابات.
وأكدت جامعة المنصورة، أن قوات الشرطة، الموجودة أمام بوابة الجامعة، تمكنت من القبض على المعتدي.
النيابة العامة تتدخل
ومن بيان جامعة المنصورة إلى النيابة العامة، التي أكدت أنها فتحت تحقيقًا عاجلًا في الواقعة، بعد أن تلقت إخطارًا من الشرطة بوفاة المجني عليها، بعدما نحرها المتهم بسكين أمام بوابة جامعة المنصورة.
وقالت النيابة العامة، في بيان اطلعت «السياق» على نسخة منه، إنها انتقلت لمعاينة مسرح الجريمة، وتمكنت من تفريغ تسجيلات آلات المراقبة في محيط الواقعة، مشيرة إلى أنها انتقلت لمناظرة جثمان المجني عليها، وتبين أن بها إصابات بالعنق والصدر ومناطق أخرى بجسدها.
وأوضحت أنها استمعت إلى شهادة اثنين من أفراد الأمن الإداري بالجامعة من شهود الواقعة، اللذين أكدا تعدي المتهم على المجني عليها بالسكين، بينما رصدت وحدة الرصد والتحليل التابعة لها مقاطع تصوِّر جانبًا من الواقعة.
وبينما أهابت النيابة العامة بالكافة الامتناع عن تداول هذه المقاطع والأخبار، في تلك الواقعة أو غيرها، وتقديمها إلى جهات التحقيق، أكدت أنها حريصة على الشفافية مع المجتمع، في ما يشغله من وقائع تختص بمباشرة التحقيق فيها.
وفي بيان لاحق، قالت النيابة العامة –الثلاثاء- إنها أمرت بحبس المتهم محمد عادل أربعة أيام احتياطيًا على ذمة التحقيقات، لاتهامه بقتل الطالبة نيرة عمدًا مع سبق الإصرار أمام جامعة المنصورة، بعد أن أقر -خلال استجوابه بالتحقيقات- بارتكابه الجريمة وإجرائه محاكاة لكيفية تنفيذها بمسرح الحادث.
وأوضحت أنها استمعت -منذ توليها التحقيقات- إلى عشرين شاهدًا منهم والدا المجني عليها وشقيقتها، الذين أكدوا -وأحد الطلاب بالجامعة- تعرض المتهم الدائم للمجني عليها، إثر فشل علاقتهما ورفضها له، وعقدهم جلسات عرفية وتحريرهم محاضر رسمية ضده منذ ما يربو على شهرين، لأخذ تعهده بعدم التعرض لها.
وأشارت إلى أن ثلاثة عشر شاهدًا من طلاب وعاملين بالجامعة وبمحيطها، رأوا المتهم حال ارتكابه الجريمة إبان وجودهم بمحيط مسرح الواقعة.
وقالت النيابة العامة إنها استجوبت المتهم في ما نُسب إليه من اتهامات، فأقر بارتكابه جريمة قتل المجني عليها، عمدًا مع سبق الإصرار، للخلافات التي كانت بينهما ورفضها الارتباط به، وبيَّن كيفية تخطيطه لارتكاب الجريمة وتنفيذها، وأجرى محاكاة مصورة لكيفية ذلك بمسرح الحادث، كما أقر بصحة ظهوره بتسجيلات آلات المراقبة التي رصدت الواقعة.
وبينما صرحت النيابة بدفن الطالبة المعتدى عليها، قال المتهم إنه قرر ارتكاب الواقعة بعد محاولات منه للارتباط بالمجني عليها استمرت عامًا ونصف العام.
وأوضح المتهم أن الطالبة، التي لم تتجاوب مع طلبه طوال هذه المدة، عبر «فيسبوك»، لجأت إلى حظر حسابه واقتصار صفحتها الشخصية على أصدقائها المقربين.
يأتي ذلك بينما خيَّمت حالة من الحزن على أسرة الطالبة، التي تحدثت كمدًا وحزنًا على ابنتهم، التي راحت ضحية «شاب متهور»، بحسب جدتها التي قالت إن الطالب القاتل ارتبط بـ«نيرة أشرف» عاطفياً، إلا أنه حينما تقدم -أكثر من مرة- للأسرة للزواج بها، رفضت لصغر سنها ورغبتها في استكمال تعليمها.
وفي تصريحات صحفية، قالت جدة الطالبة إن والدها رفض فكرة زاوجها، وليس الطالب، مطالبة بسرعة القصاص من الأخير الذي «نحرها» بدم بارد.
العقوبة المنتظرة
«بعد نحر الطالب لزميلته، سيواجه –بحسب القانون المصري– إحدى عقوبتين، أعلاهما الإعدام وأدناهما الأشغال الشاقة المؤبدة التي تصل إلى السجن 25 عامًا.
وعن الفرق بين الحالتين، قال الدكتور شريف خاطر، عميد كلية الحقوق بجامعة المنصورة -في تصريحات صحفية- إن عقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة ستطبق على الطالب، إذا كان ارتكب جريمة القتل عن عمد، أما الحكم بالإعدام فسيكون في حالة ارتكابه الجريمة مع سبق الإصرار والترصد.
إلا أن حيازة طالب المنصورة السلاح تؤكد الإصرار المسبق من الجاني على ارتكاب الجريمة، بحسب أيمن محفوظ المحامي بالنقض، الذي أوضح أن المادة 230 من قانون العقوبات، تؤكد معاقبة القاتل مع سبق الإصرار والترصد بالإعدام شنقًا.