من نيرة أشرف إلى إيمان إرشيد... رسالة تربط الجريمتين وكشف ملابسات القضية

قتل طالبة الأردن... كشف لغزًا يربط الجريمة بحادث نيرة أشرف في مصر ووالدتها تخرج عن صمتها والأمن يكشف التطورات

من نيرة أشرف إلى إيمان إرشيد... رسالة تربط الجريمتين وكشف ملابسات القضية

السياق

«مؤدبة، ضحوك، لا تخفي شيئًا عنا»، بهذه الكلمات المؤثرة، تحدثت والدة الطالبة إيمان إرشيد، التي قُتلت بالرصاص على يد أحد الجناة، في جامعة خاصة بالأردن.

ذلك الحادث -الذي وقع صباح الخميس- جاء بعد أيام من صدمة عاشها المجتمع العربي، إثر قتل طالبة نحرًا على يد زميلها على أبواب جامعة المنصورة بمصر، ما أثار تساؤلات ومطالبات عن وضع النساء في الوطن العربي، ودق جرس إنذار لضرورة سن تشريعات، تغلِّظ العقوبات على من يمارس أعمال عنف بحقهن.

فمن نيرة أشرف المصرية، إلى إيمان إرشيد الأردنية، تشابهت الواقعتان في حدوثهما، وتشابكت خيوطهما، خاصة أن الجاني أرسل رسالة إلى الضحية، يطالبها فيها بضرورة التحدث معه، مهددًا إياها بأنها -حال امتناعها- ستواجه مصير نيرة أشرف.

طالب مصري ينحر زميلته.. تفاصيل جريمة هزت مصر

فماذا عن قتل إيمان إرشيد؟

«بعد سويعات من حديث والدة إيمان إرشيد إلى ابنتها، الذي أخبرتها فيه بأن موعد انتهاء الامتحان سيكون في العاشرة صباحًا، وبعد وعد من الأم لابنتها بلقاء هاتفي قريب في العاشرة والنصف، دق جرس الهاتف في الحادية عشرة، وكانت المفاجأة»، تقول والدة الطالبة.

وأضافت: في العاشرة والنصف، ردت على هاتف ابنتي ممرضة من المستشفى، تقول لي، إن ابنتك أطلق عليها النار في الجامعة ونُقلت إلى مستشفى ابن الهيثم، وبينما ظنت الوالدة المكلومة أن صديقة ابنتها حنين، تمزح معها، فطالبتها بإعطاء الهاتف لابنتها، إلا أن الواقع كان أشد إيلامًا، فلم تكن هناك إيمان، ولم تكن هناك مزحة، بل فقط الصدمة...!

والدة إيمان إرشيد تقول: "الممرضة قالت إنها ليست حنين ولا تمزح، بل إنها ممرضة في مستشفى ابن الهيثم (...) حكيت لزوجي وأولادي وتوجهنا إلى المستشفى، إلا أننا لم نرها... فقط دمها... رأيت ابنتي ميتة في طوارئ مستشفى ابن الهيثم".

وعن ابنتها، تقول الأم المكلومة: "كانت مؤدبة، ضحوكًا، لا تزعل أحدًا"، متسائلة: "أريد أن أعرف لم أطلق عليها النار، وكيف دخل الجامعة؟".

وتابعت: «ابنتي لا تخفي عنا شيئًا، وتخبر أباها وإخوانها بكل شيء، ولم يأتِ الجاني ليطلبها للزواج، أريد أن أراه، كي أحرق قلب أمه، كما حرق قلبي على ابنتي الصغيرة المدللة في العائلة».

وطالبت بإعدام قاتل ابنتها على أبواب الجامعة كما فعل مع ابنتها، قائلة: «ابنتي ماتت بين صاحباتها في الجامعة، يعدم على أبواب الجامعة، أريد أن أراه يعذب، كما عذبني فيها».

ومن حديث الأم المكلومة إلى رواية شهود العيان، الذين أشاروا إلى أن الجاني الذي دخل الجامعة متنكراً، أطلق 5 رصاصات على الطالبة، أصابت إحداها رأسها، بينما أصابت 4 رصاصات أخرى جسدها.

من جانبه، قال والد الطالبة إيمان إرشيد، إن ابنته ذهبت إلى الجامعة في الثامنة و10 دقائق، مشيرًا إلى أنه أخبرها بأن شقيقها سيعيدها إلى المنزل في العاشرة والنصف، بعد انتهاء امتحانها في العاشرة، إلا أنه تلقى اتصالًا هاتفيًا بأن ابنته في المستشفى فتوجه إليها ليجدها متوفاة.

وشدد والد الطالبة على أنه لن يقبل بأي صلح أو فدية في حادث قتل ابنته، متسائلًا: «بأي ذنب قتلت؟!»، مطالبًا بالقصاص من قاتل ابنته، بإصدار حكم الإعدام بحقه وتنفيذه.

بدوره، قال نور إرشيد شقيق الطالبة، إن العائلة لا تعرف سبب إقدام الجاني على جريمته، مشيرًا إلى أنه لا يوجد أي مبرر لتلك الجريمة، التي أبلغتهم الأجهزة الأمنية بأنها باشرت التحقيق فيها فور حدوثها والبحث عن الجاني.

لغز الرسالة الغامضة

وتداول مغرِّدون على مواقع التواصل الاجتماعي رسالة من الجاني، إلى الطالبة إيمان إرشيد، قبل يوم من الجريمة يهددها بالقتل، وبملاقاة مصير الفتاة المصرية نيرة أشرف على يد زميلها في الجامعة.

الرسالة التي كان نصها: «بكرة راح آجي أحكي معكي وإذا ما قبلتي رح أقتلك مثل ما المصري قتل البنت اليوم»، أكدت صحتها مصادر أمنية، في تصريحات لوسائل إعلام محلية.

 

الجامعة تتدخل

من جانبها، نعت جامعة العلوم التطبيقية الخاصة طالبة كلية التمريض إيمان إرشيد، متعهدة بالملاحقة القضائية لكل من تسبب بهذا «الحادث المؤلم حتى ينال القصاص العادل على جريمته البشعة».

وفي بيان لاحق، أعلنت الجامعة الحداد يوم 26 من الشهر الجاري، مع تأجيل امتحانات هذا اليوم لتصبح السبت الموافق 2 يوليو المقبل، تخليداً لذكرى الفقيدة إيمان إرشيد.

كما قررت الجامعة إطلاق اسم الطالبة إيمان إرشيد على إحدى قاعات كليتها، كلية التمريض... «لتبقى في عمق ذاكرتنا وحاضرة في دعواتنا».

وما إن إثارت الجريمة غضبًا عارمًا في الشارع الأردني، وباتت حديث مواقع التواصل الاجتماعي، حتى قرر نائب عام محكمة الجنايات الكبرى، القاضي إحسان السلامات، حظر النشر في القضية، مطالبًا مدير عام هيئة الإعلام، بالتعميم على وسائل الإعلام المرئي والمسموع ومواقع التواصل الاجتماعي، للتقيد بعدم نشر أي معلومات تتعلق بالقضية، أو مجريات التحقيق فيها أو نشر أو إعادة نشر أو تداول أي صور أو فيديوهات تتعلق بالقضية.

 

ملابسات القضية

وعن التطورات الأمنية في القضية وملابساتها، قالت مديرية الأمن العام في الأردن، في بيان اطلعت «السياق» على نسخة منه، إنه تحديد هوية قاتل الفتاة بينما البحث عنه ما زال جاريًا.

وأوضحت مديرية الأمن، أن الجاني خطط لجريمته وتوارى عن الأنظار، مشيرة إلى أنه جرت مداهمة منزله ومواقع عدة، بينما تتواصل الجهود من دون توقف حتى القبض عليه.

وأكد الناطق الإعلامي باسم مديرية الأمن العام، أن فريق التحقيق الخاص، المشكل لمتابعة التحقيقات في حادثة قتل الفتاة داخل إحدى الجامعات الخاصة، يواصل  البحث عن ذلك الشخص، بعد تحديد هويته، لإلقاء القبض عليه وتسليمه إلى العدالة.

وأهاب الناطق الإعلامي بالجميع الالتزام بما صدر من الجهات القضائية بمنع النشر في القضية، مؤكدًا أن المديرية «ستنشر كل جديد بما لا يتعارض مع مجريات التحقيق ولا يؤثر في سيره».

وأكد أن أي تصريح بخصوص هذه القضية، سيكون واضحًا بشكل رسمي، بالتنسيق مع الجهات القضائية وعبر وسائل الإعلام.