محاكمة قاتل الطالبة نيرة أشرف بمصر.. اعترافات مثيرة وجلسة حافلة بالمفاجآت

أدلى المتهم بقتل نيرة أشرف باعترافات مثيرة، سرد فيها تفاصيل ما قبل الجريمة

محاكمة قاتل الطالبة نيرة أشرف بمصر.. اعترافات مثيرة وجلسة حافلة بالمفاجآت
عائلة نيرة أشرف

السياق

بعد أيام من ارتكاب جريمة قتل الطالبة نيرة أشرف، أمام إحدى بوابات جامعة المنصورة، شمالي القاهرة، وما أثارته من استياء وجدل كبيرين، عقدت –الأحد- أولى جلسات المحاكمة التي تعد الأسرع في تاريخ القضاء المصري.

وعلى وقع الجدل الكبير الذي أثارته الجريمة، ورغم اعتراف المتهم بارتكابها عمدًا، فإن جلسة الأحد، كانت حافلة بالمفاجآت، التي دفعت محكمة جنايات المنصورة لتأجيلها إلى 28 يونيو الجاري.

ماذا قال المتهم؟

بداية الجلسة انهار قاتل الطالبة نيرة أشرف وانهمر في البكاء، خلال تلاوته أقواله أمام محكمة جنايات المنصورة، في أولى جلسات محاكمته بالقتل العمد، التي شهدت حضورًا أمنيًا مكثفًا، وبثت وقائعها وسائل الإعلام المحلية.

وأدلى المتهم بقتل نيرة أشرف باعترافات «مثيرة»، سرد فيها تفاصيل ما قبل الجريمة، قائلًا: إن المجني عليها وزميلة لها كانا يسخران منه داخل الحافلة التي كانت تنقلها إلى الجامعة، والتي صعد إليها هو أيضًا.

وما إن سأله القاضي عن المدة التي استغرقتها الحافلة للوصول إلى الجامعة، وما إذا كانت كافية للتخلص من فكرة قتل المجني عليها، أجاب قاتل نيرة أشرف بالنفي، موضحًا أنه كان ينوي الانتقام منها لكن ليس بالطريقة التي حدثت.

وعن سبب حمله سلاحًا أبيض (سكينًا) أثناء توجهه إلى الجامعة، قال قاتل نيرة أشرف، إنه اشترى السكين ليس لقتلها، لكن للدفاع عن نفسه ضد التهديدات التي تلقاها منها، في مفاجأة أثارت الحضور بالذهول.

 

كيف تعرَّف إلى نيرة أشرف؟

أجاب محمد المتهم بقتل نيرة أشرف عن طريقة التعرف إلى الطالبة المقتولة، بأنه تعرف إليها في السنة الدراسية الأولى لهما معًا في الجامعة، مشيرًا إلى أنه التقاها ووالدتها في ما بعد بالقاهرة.

وأشار إلى أن نيرة كانت تروي له في ذلك الوقت، مشكلات كانت تحدث بينها وبين والدتها، كاشفًا أنه توجه ذات مرة إلى منزل أسرة الطالبة، بعد مشكلة بينه وبين نيرة، معتمدًا على أن ذويها كانوا يعرفون علاقته بالفتاة، إلا أن المفاجأة كانت أن والدتها فقط من تعرف بعلاقتهما، بينما تشاجر معه والدها.

وبحسب رواية المتهم، فإنه كان ينفق على الطالبة نيرة أشرف، ويوفر لها حاجاتها المادية، إلا أنه حينما طالبها بالتوقف عن العمل كـ«موديل»، رفضت.

وقال قاتل نيرة أشرف: «اتفقت ونيرة على الخطبة (...) حواري معها مسجل في محادثات بيني وبينها، إلا أنه بعد فترة من الارتباط غير الرسمي، اتضح أنها كانت تعتبرني مرحلة في حياتها لكي تصل إلى أهداف معينة، وفعلت ذلك حينما تحققت».

ولم تكتفِ الطالبة برفض طلبه فقط بالخطبة ووقف العمل كـ«موديل»، بل إنها –على حد زعمه- فاجأته باتصال دام قرابة الساعة، هددته فيه بأنه حال طلبه شيئًا منها «ستأتي ببعض الرجال من أماكن معينة، للاعتداء عليه، والادعاء عليه بأي شيء».

 

تهديدات ورسائل

تهديدات نيرة أشرف بأنها ستكون سببًا في إحالته للنيابة، التي زعم المتهم بحدوثها، دفعته إلى الرد عليها قائلًا إنه «سيكون في النيابة بالفعل، لكن مقابل شيء فعله»، في إشارة إلى ما يبدو على نيته قتلها.

تلك الإشارة بدت واضحة، بعد أن أضاف المتهم أنه «اشترى سكينًا قبل الحادث بثلاثة أيام، لكن للدفاع عن نفسه»، مشيرًا إلى أنه احتفظ بالآلة الحادة للدفاع عن نفسه، إذا نفذت نيرة وأسرتها تهديداتها، على حد قوله.

وبعد أن سأله القاضي ما إذا كان الحب يدفع بالإنسان إلى القتل، إذا ما استطاع الفوز بمن يحب، أبدى قاتل نيرة أشرف، ندمه على ارتكاب الجريمة، قائلًا: «نادم على قتل نيرة (...) الحب لا يعرف القتل، لكنها استغلتني وبهدلتني»، على حد زعمه.

وأضاف قاتل نيرة أشرف: «لم أقتلها لرفضها لي (...) ولا يوجد مبرر لما فعلته، لكن والدتها السبب»، على حد قوله.

وبينما أكد قاتل نيرة أشرف -أمام هيئة المحكمة- أنه كان في كامل قواه العقلية أثناء ارتكابه الجريمة، طالب محامو الضحية بتوقيع أقصى عقوبة على المتهم.

من جانبها، قالت والدة نيرة والدموع تغلبها: «ابنتي ماتت شهيدة، وهي عروس في الجنة، وده اللي مصبرني... حسبي الله ونعم الوكيل في القاتل»، مؤكدة أنها تثق بالقضاء المصري.

بينما قال والد الطالبة نيرة أشرف، إنه وأسرته ينتظرون القصاص والحكم العادل، حتى لا يتكرر ذلك الحادث.

 

بداية الواقعة

بحسب شهود عيان، فإنهم شاهدوا طالبًا وطالبة أثناء نزولهما من سيارة أمام إحدى بوابات جامعة المنصورة تدعى «توشكى»، إلا أن مشادة كلامية نشبت بينهما، بعد فترة وجيزة من الحديث الجانبي.

وما إن توجهت الطالبة إلى الجامعة، حتى لحقها زميلها بسلاح أبيض (سكين) أخرجه من ملابسه، وطعنها مرتين في الصدر ثم ذبحها، إلا أن المارة في الشارع تمكنوا من ضبطه والسيطرة عليه.

إلا أن رواية أخرى ليست بعيدة عن الأولى، استندت إلى كاميرات المراقبة في محيط الحادث، كشفت أن الطالب المتهم بنحر زميلته كان ينتظرها أمام الباب الذي توقع وصولها إليه لأداء الامتحان، بينما كان يقود دراجة نارية.

وبحسب وسائل إعلام محلية، فإن كاميرات المراقبة رصدت ترجل المجني عليها الطالبة نيرة من حافلة نقل جماعي للركاب، ليلتقيها المتهم ويدور نقاش حاد بينها، انتهى بانصراف الطالبة عن زميله، لدخول الجامعة وأداء الامتحان، إلا أنه أخرج من طيات ملابسه، آلة حادة وسدد لها طعنتين ثم ذبحها.

من جانبها، أصدرت جامعة المنصورة بيانًا، أكدت فيه أن واقعة تعدي أحد طلاب جامعة المنصورة على زميلته بآلة حادة، تداولتها مواقع التواصل الاجتماعي، فإن الحادث وقع خارج أسوار الجامعة بالقرب من إحدى البوابات.

وأكدت جامعة المنصورة، أن قوات الشرطة الموجودة أمام بوابة الجامعة، تمكنت من القبض بشكل فوري على المعتدي.

 

العقوبة المنتظرة

«بعد نحر الطالب لزميلته، فإنه سيواجه –بحسب القانون المصري– إحدى عقوبتين، أعلاهما الإعدام وأدناهما الأشغال الشاقة المؤبدة، التي تصل إلى السجن 25 عامًا.

وعن الفرق بين الحالتين، قال الدكتور شريف خاطر، عميد كلية الحقوق بجامعة المنصورة، في تصريحات صحفية، إن عقوبة الأشغال الشاقة المؤبدة ستطبق على الطالب، إذا كان ارتكب جريمة القتل عن عمد، أما الحكم بالإعدام فسيكون حال ارتكابه الجريمة مع سبق الإصرار والترصد.

إلا أن حيازة طالب المنصورة السلاح، تؤكد الإصرار المسبق من الجاني على ارتكاب الجريمة، بحسب أيمن محفوظ المحامي بالنقض، الذي أكد أن المادة 230 من قانون العقوبات، تؤكد معاقبة القاتل مع سبق الإصرار والترصد بالإعدام شنقًا.