أمريكا تدق ناقوس الخطر.. أفغانستان تتحول ببطء إلى مركز دولي للجماعات المسلحة

التقى دبلوماسيون كبار من روسيا والصين وإيران وباكستان وطاجيكستان وأوزبكستان وتركمانستان في طشقند، لمناقشة الوضع في أفغانستان.

أمريكا تدق ناقوس الخطر.. أفغانستان تتحول ببطء إلى مركز دولي للجماعات المسلحة

ترجمات - السياق

رغم الاختلافات الواضحة مع الولايات المتحدة في عديد من القضايا، فإن روسيا والصين وإيران تشارك واشنطن مخاوفها في التهديدات الإرهابية من أفغانستان، داعية نظام طالبان إلى الوفاء بوعود مكافحة الإرهاب.

وقال مسؤولون أمريكيون إن الجماعات الإرهابية المتمركزة في أفغانستان، خططت ونفذت هجمات ضد باكستان وطاجيكستان وأوزبكستان، مشيرين إلى أن هناك أكثر من 20 جماعة مسلحة على الأراضي الأفغانية.

وبحسب التقرير الذي نشرته شبكة صوت أمريكا، فإن ما يثير القلق هو الوجود النشط في أفغانستان لطالبان باكستان، وهي جماعة متمردة أعلنت مسؤوليتها عن هجمات إرهابية في باكستان، خلال الأشهر الماضية.

والأسبوع الماضي، التقى دبلوماسيون كبار من روسيا والصين وإيران وباكستان وطاجيكستان وأوزبكستان وتركمانستان في طشقند، لمناقشة الوضع في أفغانستان.

وقال بيان وزارة الخارجية الأوزبكية، إن المشاركين في الاجتماع أشاروا إلى أن الجماعات الإرهابية المتمركزة في أفغانستان تشكل تهديدًا خطيرا للأمن الإقليمي والعالمي، داعين «سلطات الأمر الواقع الأفغانية الحالية» -في إشارة إلى حركة طالبان- إلى اتخاذ تدابير أكثر فعالية، للقضاء على الجماعات الإرهابية.

 

مخالفات للوعود

وقال الممثل الخاص للولايات المتحدة في أفغانستان توماس ويست، في تصريحات لشبكة «Tolonews» الأسبوع الماضي: «رغم أن طالبان التزمت بعدم استضافة الإرهابيين، الذين يريدون إلحاق الأذى بدول أخرى، وعدم السماح بالتدريب أو التجنيد أو جمع الأموال على أراضيها، فإن كل ذلك يحدث».

وعند التفاوض على الانسحاب العسكري الأمريكي من أفغانستان في 2019-2020، التزمت طالبان بالتحرك السريع، في المناطق الواقعة تحت سيطرتها، ضد الجماعات والأفراد الذين يهددون أمن أي دولة، بحسب «صوت أمريكا».

ويقول الخبراء إن حركة طالبان تدير دولة ذات حدود سهلة الاختراق مع ستة جيران، بينما تفتقر إلى جيش دائم، وتخضع لعقوبات دولية، وغير قادرة على تلبية توقعات الولايات المتحدة والإقليمية لمكافحة الإرهاب.

وقال غرايم سميث، الخبير في مجموعة الأزمات الدولية: «يمكن للجميع رؤية طالبان الباكستانية وهي تحتمي في أفغانستان وتهاجم باكستان».

 

الإرهاب الداخلي

إلا أن طالبان تنفي إيواء جماعات إرهابية داخل أفغانستان، وتؤكد التزامها بمنع التهديدات الأمنية لدول أخرى، بحسب «صوت أمريكا»، التي قالت إنه رغم التقليل من أهمية التهديدات المستمرة من «داعش خراسان» وغيرهما من جماعات المعارضة المسلحة، كتهديدات غير مهمة ويمكن التحكم فيها، فشلت طالبان في منع الهجمات الإرهابية داخل أفغانستان.

وقُتل حاكم طالبان في محافظة بلخ الشمالية الأسبوع الماضي، في هجوم انتحاري تبناه «داعش».

وفي ديسمبر الماضي، أعلن التنظيم الإرهابي قتل مسؤول سياسي محلي في محافظة بدخشان شمالي شرق البلاد، بينما تقول طالبان وداعش إنهما في حالة حرب مع بعضهما.

وذكرت الأمم المتحدة أنه في ظل حكم طالبان، استهدف تنظيم داعش الأقليات الدينية والفئات الضعيفة، ما أسفر عن قتل المئات في أفغانستان العام الماضي.

وفي تقرير لمجلس الأمن، قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش، إنه بين 14 نوفمبر و31 يناير الماضي، سجلت الأمم المتحدة 1201 حادثة متعلقة بالأمومة، بزيادة قدرها 10% عن 1088 حادثة، سجلت خلال الفترة نفسها في 2021-2022.

 

تنظيم القاعدة

وبحسب «صوت أمريكا»، فإنه منذ ما يقرب من ثلاثة عقود، أعربت الولايات المتحدة عن مخاوفها من وجود متشددي القاعدة وقادتها في أفغانستان، حيث خططوا لهجمات ضد المصالح الأمريكية في العالم.

وتقول الشبكة الأمريكية، إن الولايات المتحدة غزت أفغانستان بحثًا عن قادة القاعدة، بعد هجمات 11 سبتمبر، مشيرة إلى أنها شاركت في ما يُشار إليه بأطول حرب خارجية في تاريخ الولايات المتحدة.

والعام الماضي قتلت غارة أمريكية -بطائرة مسيرة- زعيم القاعدة أيمن الظواهري في كابل، بحسب «صوت أمريكا»، التي قالت إن حركة طالبان ترفض تأكيد أن زعيم القاعدة عُثر عليه بالفعل وقُتل في كابل، هربًا من اللوم لإيواء الظواهري في انتهاك لوعودهم بمحاربة الإرهاب.

ووفقًا لتقرير للأمم المتحدة صدر في فبراير الماضي، فإن تنظيم القاعدة لم يعلن زعيمه الجديد بسبب «الحساسية لمخاوف طالبان الأفغانية من عدم الاعتراف بوفاة الظواهري في كابل».

ويقول مسؤولون أمريكيون إن زعيم القاعدة الجديد سيف العدل، الضابط السابق في القوات الخاصة المصرية، موجود في إيران، وهو ما تنفيه طهران.

 

تشكيكات أمريكية

بينما تتبادل الولايات المتحدة وطالبان اتهامات، بانتهاك أجزاء معينة من الاتفاقية التي وقعها ممثلوهم في فبراير 2020 بالعاصمة القطرية الدوحة، فإنه من غير الواضح كيف يتعامل الطرفان مع الخلافات والعواقب التي قد تنجم عن انتهاكات تلك الاتفاقية.

وبحسب تقرير سابق لـ«صوت أمريكا»، فإن تنظيم داعش خراسان شن هجمات بارزة تستهدف المدنيين وأعضاء طالبان والبعثات الدبلوماسية الأجنبية.

وتصف الولايات المتحدة تنظيم داعش في خراسان، بأنه فرع «خطير» للتنظيم الإرهابي، بينما لا تزال متشككة في فعالية جهود طالبان في مكافحة الإرهاب.

وأصدرت وزارة الخارجية الأمريكية تقارير لعام 2021 عن الإرهاب الشهر الماضي، أشارت فيه إلى أن تنظيم داعش والجماعات الإرهابية الأخرى ذات التركيز الإقليمي، حافظت على «وجود نشط» ونفذت عمليات إرهابية في أفغانستان.

وقال التقرير: «ظل تنظيم داعش خراسان عدواً قوياً بوجود ما يقرب من 2000 إلى 3000 مقاتل في البلاد، رغم صعوبة تحديد التقديرات الدقيقة».

ورغم التزام طالبان بمنع الجماعات الإرهابية من استخدام أفغانستان، لشن هجمات ضد الولايات المتحدة أو غيرها، فإن قدرتها واستعدادها لمنع القاعدة وداعش من شن عمليات خارجية غير واضحة.

ولم يعترف المجتمع الدولي بطالبان كحكام لأفغانستان، وحثهم على احترام حقوق الإنسان، ورفع حظر التعليم والعمل عن النساء، وقطع العلاقات مع الجماعات الإرهابية، وحكم البلاد من خلال حكومة شاملة سياسياً.

وتدافع حركة طالبان عن حكمها قائلة إنها تتماشى مع الثقافة المحلية والشريعة الإسلامية، بينما أنكروا ما تردد عن وجود آلاف من مقاتلي «داعش» في خراسان بأفغانستان، ووصفوا تلك التقارير بأنها لا أساس لها.