ما فائدة الجامعة العربية إذا لم تتدخل لمساعدة السوريين المنكوبين؟.. أبرز محطات في دقيقتين

حزب الله منزعج، وأردوغان غير متصالح مع الانتقاد، ولماذا لسنا بحاجة إلى الجامعة العربية إذا لم تساعد السوريين؟ أبرز محطات في دقيقتين مع حسينة أوشان.

ما فائدة الجامعة العربية، إذا لم تتدخل لمساعدة السوريين المنكوبين؟

مناسبة السؤال، الزلزال المدمر، الذي ضرب سوريا وتركيا، وراح ضحيته عشرات المئات، ناهيك عن الخسائر المادية.

نسأل لأن أمين عام الجامعة العربية، غرد قائلًا:

أعزي الشعب السوري، في وفاة ضحايا الزلزال المدمر، وأدعو المجتمع الدولي، إلى تقديم الدعم والمساعدة".

التغريدة المثيرة للجدل، كانت الردود عليها مثيرة كذلك...

أغلبيتها ذهبت إلى لومه على عدم تعزية تركيا، فالإنسانية لا تتجزأ... وكأن دور الجامعة في هذه المواقف، هو فقط تقديم العزاء...!

لا ندري لماذا لا تأخذ الجامعة زمام المبادرة، وتنسق مع الدول التي لا علاقة لها بسوريا، لتجمع منها المساعدات، لإيصالها إلى البلد المحتاج إليها بشدة؟!

 أكاد أجزم بأنّ كل هذه الدول، تريد أن تمد يدها للشعب السوري، الذي لا يمتلك أية معدات، ولا فرقا كافية، للبحث عن أحياء، وإيواء فاقدي المنازل.

أتصور أن الجامعة عليها إرسال فريق ميداني، لتحديد احتياجات سوريا، ثم التحرك لتوفيرها، أو إنشاء منصةٍ للتبرع من خلالها للسوريين.

حسابات السياسة، ينبغي وضعها على الرف الآن، فلا سياسة مع هذه المأساة... لتعود كل القيم، عربية، أو إسلامية، أو إنسانية، أو كلها معًا.

لماذا ركزت على سوريا؟

ببساطة... لأن الإنسانية لا تتجزأ، والأقربون أولى بالمعروف، في بلدٍ حطمت بناه حرب استمرت أحد عشر عاما.

2

لماذا انتقاد أردوغان، بعد الزلزال المدمر في تركيا؟

لأنه في جميع الكوارث والأزمات، يتم تحميل المسؤولية كاملة، أو جانب منها للقادة...

لكن يبدو أن الرئيس التركي، غير متصالح مع الانتقادات...

فقبل يومين، ألقى خطابًا غاضبًا، أعلن فيه حالة الطوارئ المحلية.

وذكر أيضًا أنه يتابع الأكاذيب والتشويهات، وسيفتح دفتر ملاحظاته، عندما يحين الوقت.

لماذا التهديد في ظرف كهذا؟

ردًا على الانتقادات، في وسائل التواصل، لما وصفوها بإخفاقات الدولة التركية الواضحة (في التخطيط وتنظيم البناء) التي أدت إلى انهيار عدد كبير من المباني، وسقوط عديد الضحايا.

المفارقة هنا... أن الغضب الشديد، ضد استجابة الدولة لزلزال تركيا المدمر، عام تسعةٍ وتسعين، الذي أودى بحياة ثمانية عشر ألف شخص، هو ما ولد سياق صعود أردوغان السريع، والنصر الانتخابي الأول له عام ألفين واثنين.

صعود أردوغان، كان مدفوعاً أيضاً بسجنه عام ثمانية وتسعين، بتهم ذات دوافع سياسية.

وقبل أربعة أشهر فقط، من الزلزال المدمر، خرج أردوغان من السجن، وساعد سجنه في تحويله -بالنسبة لكثيرين- إلى رمز للمقاومة الديمقراطية للدولة.

يقول منتقدو أردوغان، إن استجابته للزلزال، تشبه استجابة أجاويد عام تسعة وتسعين، من خلال توجيه التهديدات، وتأخير الانتشار العسكري، وعدم زيارة منطقة الكوارث على الفور.

ويؤكدون أن أصداء عام تسعةٍ وتسعين لاتزال قائمة... فماذا يجبرنا -غير الماضي- على تذكر الدروس الحاسمة؟!

3

ما الذي يزعج حزب الله في الوثائقي الفرنسي؟

حزب الله منزعج، هذا ليس بالجديد، بعد أن ضاق حصار العالم عليه، لكن الانزعاج -هذه المرة- مختلف، فهو ليس بسبب تلكؤ وصول المال الإيراني، أو الهجوم المتكرر للمقاتلات الإسرائيلية، على تجمعات مقاتليه في سوريا، بل هو منزعج من فيلم...!

نعم، فيلم وثائقي عنوانه "حزب الله، التحقيق المحظور" الذي عرضته قناة فرنسية، بثلاثة أجزاء.

نعود إلى سؤالنا: لماذا انزعج الحزب؟!

لأن الفيلم أظهر -على حد تعبير أحد معديه "جيروم فريتيل"- الحزب كأنه نسخة من Narcos بين الملتحين.

مع ذلك، أعطى الفيلم الوثائقي الكلمة لنائب رئيس الحزب، نعيم قاسم، للإجابة عن الأسئلة المحرجة، بما فيها تهم تهريب المخدرات، لتمويل نشاطه.

كالعادة، نفى قاسم الاتهامات، لكن معدي الفيلم وصلوا إلى العملاء الأمريكيين، المسؤولين عن تحقيق كاسندرا، ليعرضوا تفاصيل تهريب المخدرات وغسل الأموال.

التحقيق انتهى إلى أحد أدراج المخابرات الأمريكية، بعد أن وقع أوباما الاتفاق النووي عام ألفين وخمسة عشر.

جيروم فريتيل قال حينها: عندما تفاوض ملالي طهران، لا تدغدغ عمامات ملالي لبنان...!

4

ما الذي استفاده السودان من التطبيع مع إسرائيل؟

فتح وزير عربي سابق، ملف تطبيع السودان... وكأننا أمام حدثٍ جديد، رافعًا وتيرة الصراخ بالتساؤل المحتج عما حصل عليه السودان بعد التطبيع.

اتفاق التطبيع عمره سنتان... لِماذا انتقادُهُ الآن؟!

هل لأن وقتها كان حمدوك في الحكومة، واستهداف التطبيعِ يعني -بطريقةٍ أو أخرى- استهدافه، لكن المعطيات الآن تغيرت، وتعال نستهدف الجيش تحت لافتة التطبيع؟!

عمومًا دعونا نجيب عن سؤاله المشروع، وندقق سجل الاستفادة السودانية من التطبيع...

- رفع اسم السودان من قوائم الإرهاب، ورفع الحظر الأمريكي، المفروض على البرمجيات وأجهزة الكمبيوتر والاتصال.

-تسوية عشرات القضايا المرفوعة ضد السودان، في المحاكم الأمريكية، التي تساوي عشرات المليارات، مقابل ثلاثمئةٍ وخمسين مليون دولار، دفعت منها إدارة ترامب أكثر من مئةَ مليون دولار.

- استعادة الحصانة، التي تحمي السودان من قضايا تعويضات، عن عملياتٍ إرهابية.

-دفع متأخرات صندوق النقد الدولي، ومتأخرات البنك الدولي، وأيضًا متأخرات صندوق التنمية الإفريقي.

-الوصول إلى نقطة القرار، في مبادرة هيبك، للإعفاء من الديون، وقد أقرت فرنسا إعفاء السودان من خمسة مليارات دولار.

-توقيع مذكرة تفاهم، مع بنك التصدير والاستيراد الأمريكي، بمليار دولار...

أعود للتذكير، بأن ذلك حدث في أقل من سنتين...!

5

كيفَ ورَّط الصدر نفسه؟

أختم تعليقات هذا الأسبوع، بتغريدة رئيس التيار الصدري العراقي، مقتدى الصدر، وما أحدثته من ردود فعل.

الصدر قال إن ما يواجِهه العرب والمسلمون من كوارث، سببه عدم اتخاذهم موقفاً دبلوماسياً وشعبياً من جريمة حرق عنصري متطرف، القرآن في السويد.

الردود على تغريدة الصدر، كانت كثيرة جداً، ذهب معظمها ضده، لكن الروائي أحمد سعداوي، الفائز بجائزة بوكر للرواية العربية، غرد قائلاً:

أنت تهين إلهك... حين تفترض أنه يقوم بعقاب جماعي، ويقتص من الأبرياء بذنوب الآخرين.

أنت تهين إلهك... حين تفترض أنّه يترك رؤيته الشمولية، لكي ينفعل بتفاصيل حياة البشر التافهة، ضئيلة الشأن والقيمة.

‏أنت تهين إلهك... حين تفترض أنه يرسل رسائل غامضة محيرة، لا يستطيع أحد أن يجزم بشأنها...!

إلى الملتقى.