في خطوة مفاجئة... لماذا تخلى مؤسس نتفليكس عن قيادتها؟

الوقت مناسب لخليفة لي في المنصب

في خطوة مفاجئة... لماذا تخلى مؤسس نتفليكس عن قيادتها؟

ترجمات - السياق

عام كان الأصعب على "نتفليكس"، بعدما فقدت ثلث قيمتها التسويقية عام 2022، لتدخل السنة الجديدة بتغيير جذري على مستوى الأشخاص، إذ سيتنحى ريد هاستينغز عن منصبه رئيسًا لمجلس إدارة الشركة، التي أسسها قبل 25 عامًا وسيعمل رئيسًا تنفيذيًا.

 وكتب هاستينغز، الذي أطلق "نتفليكس" عام 1997 أنه كان يفوِّض الإدارة في السنوات الأخيرة. مضيفًا: "الوقت مناسب لخليفة لي في المنصب".

وقال مؤسس "نتفليكس": "ظل مجلس إدارتنا يناقش التخطيط للخلافة سنوات عدة"، مردفًا :"حتى المؤسسون بحاجة إلى التطور!". وتابع: "أنا فخور جدًا بأول 25 عامًا لنا، ومتحمس جدًا لربع القرن المقبل."

تنحي هاستينغز سيعوِّضه جريج بيترز الرئيس التنفيذي للعمليات، الذي رُقيَ ليكون الرئيس التنفيذي المشارك مع تيد ساراندوس، وكان مسؤولاً عن البرمجة خلال فترة الاستثمار الضخمة للشركة ورُقيَ عام 2020 إلى منصب الرئيس التنفيذي المشارك مع هاستينغز، اللذين تقع على عاتقهما مهمة استعادة الزخم وقيادة "نتفليكس" خلال حقبة أكثر تقشفًا لصناعة الترفيه.

 يأتي هذا التغيير في الوقت الذي فقدت فيه "نتفليكس" أكثر من ثلث قيمتها السوقية العام الماضي، بعد أن كشفت أن طفرة النمو التي استمرت عقدًا من الزمن انتهت. 

سيبقى هاستينغز الرئيس التنفيذي، متبعًا الأمثلة السابقة لجيف بيزوس من أمازون ومؤسس شركة مايكروسوفت بيل جيتس، حيث قال المؤسس الملياردير إنه يخطط "لقضاء مزيد من الوقت في العمل الخيري" ولكن يظل مركزًا للغاية على أداء أسهم "نتفليكس" بشكل جيد.

جاء التغيير على قمة "نتفليكس"، حيث ذكرت الشركة أنها أضافت 7.7 مليون مشترك في الربع الأخير، وهو ما يفوق التوقعات بكثير، بفضل البرامج الشعبية، مثل عرض عائلة آدامز  الأربعاء، وسلسلة هاري و ميغان الوثائقية، كذلك توقعت "نتفليكس" أنها ستضيف 4.5 مليون مشترك في الربع الأول من السنة.

وقالت صوفي لوندييتس، المحللة في هارجريفز لانسداون: بينما تتدهور وول ستريت مع ثقل الخوف من الركود وتوتر بنك الاحتياطي الفيدرالي، فإن فوز "نتفليكس" الهائل بأعداد المشتركين أضفى بعض التفاؤل الذي تشتد الحاجة إليه في هذا المزيج.

وصدمت "نتفليكس" المستثمرين في أبريل الماضي، عندما كشفت أنها فقدت مشتركين، ما أدى إلى إعادة تقييم سوق الأسهم لقطاع الإعلام الأمريكي.

وأصبحت "وول ستريت" أكثر تشككًا في سوق بث الفيديو، حيث ركزت -بشكل متزايد- على الربحية، وأجبرت مجموعات الترفيه الكبيرة على أن تكون أكثر وعياً بإنفاقها.

و أنهت "نتفليكس" عام 2022 بـ 231 مليون مشترك مدفوع، ما أضاف 8 ملايين لهذا العام، وهو أسوأ نمو سنوي لها منذ عقد. 

وفي رسالة إلى المستثمرين، قالت الشركة: "2022 كان عامًا صعبًا، مع بداية وعرة، لكن النهاية كانت أكثر إشراقًا".

 وقفزت الإيرادات في هذا الربع إلى 7.9 مليار دولار، بزيادة 2 في المئة عن العام الماضي.

كما انخفض صافي الدخل إلى 55 مليون دولار في الربع الأول، من 607 ملايين دولار في الفترة نفسها من العام الماضي، وهو انخفاض حاد نسبته الشركة جزئيًا إلى قوة الدولار الأمريكي. 

وانخفض الدخل التشغيلي إلى 550 مليون دولار من 632 مليون دولار.

وأنفقت الشركة 4 مليارات دولار على المحتوى في هذا الربع، بأقل 1.7 مليار دولار عن الوقت نفسه العام الماضي.

كذلك تعافت الأسهم في "نتفليكس" إلى حد ما من أدنى مستوياتها العام الماضي، حيث ارتفعت 9 في المئة هذا العام، لكن تقييمها السوقي البالغ 141 مليار دولار لا يزال نحو نصف ذروته التي بلغها خلال جائحة كورونا.

ومع تباطؤ نمو المشتركين، اتخذت "نتفليكس" خطوتين مهمتين لدعم أعمالها: تقديم نسخة أرخص من خدمة البث الخاصة بها مع الإعلانات، ومحاولة الحد من مشاركة كلمات المرور، وهي ممارسة تجاهلتها -إلى حد كبير- عندما كان النمو متزايدًا.

و مع هذين المصدرين الجديدين للإيرادات، توقفت "نتفليكس" عن تقديم إرشادات للمستثمرين بشأن المشتركين الجدد، وهو تحول رمزي لشركة ارتفع سعر سهمها، بناءً على نمو عددهم.