صفعة سميث حاضرة.. أبرز الفائزين في الاحتفال الـ95 لجوائز الأوسكار

صفعة ويل سميث للفكاهي كريس روك، التي عكرت صفو حفل الأوسكار العام الفائت، كانت حاضرة في عدد من دعابات الفكاهي جيمي كيميل، الذي تولى تقديم الأمسية.

صفعة سميث حاضرة.. أبرز الفائزين في الاحتفال الـ95 لجوائز الأوسكار

السياق

هيمن فيلم "إفريثينغ إفريوير آل أت وانس" على حفلة الأوسكار الـ95، إثر فوزه بسبع جوائز في فئات رئيسة، بينها أفضل فيلم وأفضل ممثلة، لبطلته ميشيل يو التي أصبحت أول ممثلة من أصل آسيوي تنال هذه المكافأة الكبرى.

وحده الفيلم الألماني "آل كوايت أون ذي ويسترن فرونت" نجح في إثبات وجوده، أمام هذا الفيلم الطويل المفعم بالغرابة، إذ نال العمل المقتبس من رواية عن الحرب العالمية الأولى، أربع جوائز أوسكار، بينها أفضل فيلم دولي.

ويروي "إفريثينغ إفريوير آل أت وانس" الذي يجمع الحركة والكوميديا والخيال العلمي، قصة مالكة مغسل تدعى إفلين، تؤدي دورها ميشيل يو، أنهكتها مشكلاتها الإدارية مع الضرائب، وانغمست فجأة في مجموعة عوالم موازية.

حصد الفيلم معظم الجوائز السينمائية، التي وُزعت قبل حفل الأوسكار، بفضل حبكته التي تقوم على أفكار مؤثرة عن حب العائلة، تولى ترجمتها على الشاشة فريق عمل لامع معظمه أعضائه من الآسيويين.

وكانت لهيمنة الآسيويين على فريق عمل الفيلم، رمزية كبيرة في هوليوود، التي تواجه -منذ سنوات- انتقادات لنقص التنوع فيها.

وقالت الماليزية ميشيل يو، بطلة الفيلم وأول امرأة من أصل آسيوي تفوز بأوسكار أفضل ممثلة: "شكراً للأكاديمية، نحن نكتب التاريخ".

 

عوالم غريبة

في الفيلم، تصبح المهاجرة الصينية، التي تؤدي دورها ميشيل يو بمنزلة الأمل الأخير للبشرية، إذ تواجه شريرةً خارقة تهدد "الكون المتعدد"، يتبين أنها الأنا الأخرى لابنتها التي تعاني اكتئاباً.

وللتمكّن من ذلك، عليها استخدام قوى حيواتها البديلة، من خلال عوالم غريبة، تكون لبعض البشر فيها مثلاً نقانق "هوت دوغ" بدلاً من الأصابع.

وتقاسم مخرجا هذا العمل الغريب، دانيال شينرت ودانيال كوان، جائزة أوسكار أفضل مخرج.

وعلى المسرح، شكر الأول والديه على دعمهما لأفكاره المبتكرة. وقال: "شكراً لأنكما لم تخنقا إبداعي عندما كنتُ أصنع أفلام رعب مزعجة أو أعمالاً كوميدية منحرفة".

وحصد نجما الفيلم الآخران، كي هوي كوان وجيمي لي كورتيس، جائزتي أفضل أداء تمثيلي في دور ثانوي لدى الجنسين، وانهارا بالبكاء على المسرح عقب الفوز.

بالنسبة للممثل المتحدر من أصل فيتنامي، الذي يؤدي دور زوج إفلين، يشكل الفوز بالأوسكار رد اعتبار مدوياً، بعدما اضطر كي هوي كوان في تسعينيات القرن الماضي، إلى تعليق مسيرته التمثيلية، في ظل نقص الأدوار في هوليوود، للممثلين المتحدرين من أصل آسيوي.

تعرف جمهور السينما -لأول مرة- إلى هذا الممثل، حين كان في سن 12 عاماً في فيلم "إنديانا جونز أند ذي تمبل أوف دوم"، وقال: "لا أصدق أن هذا يحصل لي. هذا الحلم الأمريكي".

 

جوائز "الميدان الغربي"

إلى جانب اكتساح "إفريثينغ إفريوير آل أت وانس" الذي نال أيضاً جائزتي أفضل سيناريو أصلي وأفضل توليف، فرض الفيلم الألماني "آل كوايت أون ذي ويسترن فرونت" نفسه من خلال فوزه بأربعة أوسكارات.

فقد حصل "آل كوايت أون ذي ويسترن فرونت/ كل شيء هادئ في الميدان الغربي" بحسب الترجمة المعتمدة من "نتفليكس"، واسمه بالنسخة الأصلية "Im Westen Nichts Neues" على جائزة أفضل فيلم دولي، وعلى مكافآت فنية في فئات التصوير والديكور والموسيقى الأصلية.

وقال إدوارد برغر الذي تولى إخراج هذا الاقتباس الثالث، الأول بلغة غوته، من رواية الألماني إريش ماريا ريمارك الشهيرة عن أهوال الحرب العالمية الأولى: "شكراً. هذه الجائزة تعني لنا الكثير".

وانتزع برندان فرايرز جائزة أفضل ممثل، عن أدائه المؤثر كمدرّس بدين منعزل بمنزله في فيلم "ذي وايل"، بينما فاز فيلم "غييرمو ديل توروز بينوكيو"، وهو نسخة قاتمة عن قصة الأطفال الشهيرة "بينوكيو" حول الدمية الحية ووالده نحات الخشب المسن، بجائزة أفضل فيلم رسوم متحركة.

 

الصفعة حضرت

كانت صفعة ويل سميث للفكاهي كريس روك، التي عكرت صفو حفل الأوسكار العام الفائت، حاضرة في عدد من دعابات الفكاهي جيمي كيميل، الذي تولى تقديم الأمسية.

وقال كيميل بلهجة الدعابة: "إذا أقدم أيّ كان في هذا المسرح على عمل عنيف، في أي وقت خلال الاحتفال، ستفوزون بأوسكار أفضل ممثل وستتمكنون من إلقاء خطاب لمدة 19 دقيقة".

وتعرّضت الأكاديمية لانتقادات، العام الفائت، لأنها سمحت لسميث بتسلم جائزة أفضل ممثل على المسرح، بعد صفعه كريس روك، وصدر بعد ذلك قرار بمنعه من حضور الحفل عشر سنوات.

لم تتخلل الحفل أية مشكلة، وكانت بدايتها قوية، إذ حلقت طائرتان مقاتلتان لمشاة البحرية الأمربكية فوق هوليوود، في إشارة إلى فيلم "توب غَن: مافريك" الجماهيري الذي أسهم في إنعاش دور السينما وإعادة المشاهدين إلى الصالات بعد أزمة الجائحة.

ومن المحطات البارزة الأخرى خلال الأمسية، وصلتان غنائيتان للنجمتين ليدي غاغا وريهانا، وقد أدت كل منهما الأغنية التي كانت مرشحة عنها. كذلك استمتع الجمهور برقصة على طريقة السينما الهندية على أنغام أغنية "ناتو ناتو" من فيلم "آر آر آر" التي حازت جائزة أوسكار.

ويترقب المنظمون إحصاءات المشاهدة التفلزيونية، ليعرفوا ما إذا كان الحفل نجح في استقطاب الجمهور مجدداً.

ورغم ارتفاع عدد المشاهدين، بفعل الصفعة الشهيرة خصوصاً، سجل حفل الأوسكار -العام الماضي- ثاني أسوأ نسبة مشاهدة في تاريخ الحدث. وعلى غرار قطاع السينما برمته، يسعى القائمون على هذه المناسبة الأبرز على صعيد المكافآت الهوليوودية، إلى إثبات أن مكانها لا يزال محفوظاً في عالم ما بعد الجائحة.