سي إن إن: صورة قاتمة لأمريكا البائسة في عهد بايدن
رصدت الشبكة آراء الأمريكيين، في استطلاع جديد، أظهر تراجع الثقة بالانتخابات الأمريكية، ووجد أن الأمريكيين الذين لا يوافقون على الطريقة التي يتعامل بها بايدن مع رئاسته، ما يقرب من 60%، لم يتمكنوا من تسمية شيء واحد إيجابي له.

ترجمات - السياق
وصفت شبكة "سي إن إن" الولايات المتحدة بـ"البائسة" في عهد الرئيس جو بايدن، قائلة إنه كثيراً ما يقول إن أفضل أيام أمريكا قادمة، ولكن يبدو أن الأمر ليس كذلك.
وأضافت الشبكة الأمريكية، في تقرير، أن الدولة التي أنهكتها جائحة كورونا، المستمرة منذ عامين، تكافح للتغلب على ارتفاع أسعار المواد الغذائية والغاز، ويمزِّقها الانقسام السياسي، الذي اندلع إلى أعمال عنف، كما أنها أبعد ما تكون عن الشعور بالراحة.
تراجع الثقة
ورصدت الشبكة آراء الأمريكيين، في استطلاع جديد، أظهر تراجع الثقة بالانتخابات الأمريكية، ووجد أن الأمريكيين الذين لا يوافقون على الطريقة التي يتعامل بها بايدن مع رئاسته، ما يقرب من 60%، لم يتمكنوا من تسمية شيء واحد إيجابي له.
وأشارت الشبكة إلى ارتفاع مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكيين، وهو أحد المقاييس الرئيسة للتضخم، إلى أعلى مستوى له منذ 40 عامًا الشهر الماضي، مضيفة أن ارتفاع الأسعار لا يخيف الناخبين فحسب، بل يؤدي أيضًا إلى الاضطراب السياسي، الذي يمكن أن يزدهر فيه المتطرفون أمثال الرئيس السابق دونالد ترامب، الذي جعل اعتداءه على الحقائق، بمساعدة وسائل الإعلام اليمينية، معجبيه يتوقون إلى عودته الاستبدادية إلى السلطة، بعد 13 شهراً من تحريضه على التمرد المميت في مبنى الكابيتول الأمريكي، حسب "سي إن إن".
وقالت الشبكة إنه لم يعد لدى الولايات المتحدة فهم مشترك للحقيقة، حيث قال 37% من الأمريكيين -في الاستطلاع- إن بايدن لم يفز بشكل مشروع بما يكفي من الأصوات ليصبح رئيساً، مشيرة إلى أن هذا المزاج الوطني السيئ، يمثل كارثة في طور التكوين بالنسبة للديمقراطيين، في انتخابات التجديد النصفي، التي من المقرر إجراؤها نوفمبر المقبل.
هزائم عسكرية
وقالت "سي إن إن": "لقد شهد العقدان الأوليان من هذا القرن هزائم عسكرية محطمة للمعنويات، وأزمة اقتصادية كبيرة، وعصراً من الاضطرابات السياسية، بما في ذلك التغيير الاجتماعي والديموغرافي، كما أدى ارتفاع معدلات جرائم العنف، إلى جعل الولايات المتحدة -الغارقة في استخدام الأسلحة- تشعر بأنها أقل أماناً".
وأضافت: "صحيح أن الحديث عن حرب أهلية جديدة -في بعض وسائل الإعلام- يبدو مبالغاً فيه، ولكن يبدو أن الكتل المنقسمة من المحافظين والليبراليين، تعتقد أن الآخر مصمم على تمزيق رؤيتهم لأمريكا، فقد جعل ترامب انقسامات الأمة سلاحاً لتحقيق أهدافه السياسية، إذ أدى كذبه بأن الانتخابات الأخيرة سُرقت منه لأسر أتباعه، وجعل بايدن زعيماً غير قانوني في أعين الملايين من الأمريكيين، الانطباع الذي سيكون من المستحيل على الرئيس الحالي إصلاحه".
الهيمنة الأمريكية
ووفقاً لـ"سي إن إن"، فإن الشعور بعدم الارتياح في الداخل، يتفاقم بفعل الأحداث في الخارج، إذ تطور العالم أحادي القطب بقيادة أمريكا، نهاية القرن العشرين، إلى تحديات عدة لهيمنة الولايات المتحدة، من الصين الصاعدة إلى روسيا الانتقامية، التي تهدد النظام العالمي الديمقراطي، وباتت مهمة هذه الدول تدمير الديمقراطية، بمساعدة أتباع ترامب داخل الولايات المتحدة، في سيناريو كان من المستحيل تصديقه قبل بضع سنوات.
صحيح أنه من المستحيل تحديد أسباب هذه المشكلات، ولكن الجميع يرون الضغط النفسي لدى أصدقائهم وعائلاتهم، جراء أزمة الصحة العامة الحالية، التي تحدث مرة واحدة كل 100 عام، حتى لو كان متوسط الحالات اليومية الجديدة، في طريقه إلى الانخفاض، فإن الوباء نتج عنه شعور بالصدمة سيستغرق سنوات للشفاء، حسب الشبكة.
توحيد الأمة
ورأت الشبكة أن الحالة المزاجية المتقلبة في الدولة المنقسمة بطرق عدة، تتضح جلياً في استمرار تضاؤل الثقة بالقادة السياسيين والنظام نفسه، وهو ما يفسر عدم احتمال أن تنجح الطفرة الاقتصادية في الصيف، وتراجع معدل التضخم، والمزيد من النجاح التشريعي في الكابيتول هيل، في إنقاذ رئاسة بايدن.
وذكرت الشبكة أن استطلاعها الأخير كان شديد القسوة لبايدن، إذ وافق 41% فقط على الطريقة التي يتعامل بها مع وظيفته، بينما انخفض معدل تأييد الأمريكيين على أداء الاقتصاد إلى 37%، بانخفاض 8 نقاط مئوية منذ أوائل ديسمبر وحده، كما أن 45% فقط يوافقون على طريقة تعامله مع الوباء الذي انتخب لإنهائه.
وتابعت: "صحيح أنه لم يواجه أي رئيس حديث تراكم هذه الأزما،ت التي واجهها بايدن عندما أدى اليمين الدستورية، منذ ما يقرب من 13 شهراً، ولكن نادراً ما حصل الرئيس الأمريكي على التعاطف الذي أظهره في خطاب تنصيبه، الذي كان يهدف إلى إعادة توحيد الأمة، بعد الفوضى التي شهدتها سنوات ترامب".
وقالت الشبكة إن التأثير النفسي، لما تشعر به أمريكا اليوم، سيكون على التاريخ أن يصفه، لكن ذلك ستكون له عواقب سياسية في الوقت الحالي.