مصطفى الكاظمي يفجر مفاجآت عن جثة صدام: شاهدتها قرب منزلي

قال رئيس الوزراء العراقي السابق، إنه تعرض لثلاث محاولات اغتيال، الأولى كانت عبر تعرضه لإطلاق نار.

مصطفى الكاظمي يفجر مفاجآت عن جثة صدام: شاهدتها قرب منزلي

السياق 

معلومات «صادمة» كشفها رئيس الوزراء العراقي السابق، مصطفى الكاظمي، في تصريحات لأول مرة، عن الرئيس العراقي الراحل صدام حسين، ومحاولات اغتياله، إضافة إلى الاتفاق السعودي الإيراني.

المعلومات، التي سردها الكاظمي، كشفت جانبًا مهمًا من الفترة التاريخية التي أعقبت سقوط صدام حسين، مرورًا بمحاكمته، إلى قتله، والتمثيل بجثته.

فماذا قال؟

ردًا على سؤال: هل رأيت صدام حسين؟، قال رئيس الوزراء العراقي السابق، في تصريحات لصحيفة الشرق الأوسط، إنه رأى الرئيس العراقي الأسبق صدام حسين في أول جلسة لمحاكمته.

وأشار إلى أنه ذهب إلى جلسة المحاكمة، لرؤية اللحظة التي وصفها بـ«الصعبة جداً والمفصلية» في تاريخ العراق، معبرًا عن أسفه بأن من حضر من ضحايا صدام حسين لم يكونوا في مستوى المسؤولية، حيث إنهم كانوا يتحدثون خلال الجلسة عما حصلوا عليه من مكاسب شخصية، ما يعد «تصغيرًا لجرائم» صدام حسين.

إلا أن هذه ليست المرة الأولى التي يرى فيها، الرئيس العراقي الراحل، يقول الكاظمي، مشيرًا إلى أن المرة الثانية كانت عندما ألقيت جثة صدام بين منزله ومنزل نوري المالكي، في المنطقة الخضراء، بعد إعدامه. 

وأكد رئيس الوزراء العراق السابق، أنه عبَّـر عن رفضه لهذا العمل، إلا أنه رأى مجموعة من الحرس، طلب منهم الابتعاد عن الجثة احتراماً لحرمة الميت.

وأشار إلى أن نوري المالكي رئيس الوزراء العراقي الأسبق، أمر ليلًا بتسليمها إلى أحد شيوخ عشيرة الندا، وهي عشيرة صدام حسين، الذين تسلموها بدورهم من المنطقة الخضراء، لدفنها في تكريت. 

إلا أنه بعد سيطرة «داعش» على المنطقة نُبش القبر، ما دفع عشيرته إلى نقل الجثة لمكان سري. 

3 محاولات اغتيال

وقال رئيس الوزراء العراقي السابق، إنه تعرض لثلاث محاولات اغتيال، الأولى كانت عبر تعرضه لإطلاق نار، في مروحية من محافظة العمارة، إبان عودته من رحلة لوقف فوضى سيطرة المليشيات والجماعات المسلحة على المنافذ الحكومية، منعًا لتهريب الأموال إلى الخارج.

وبينما قال إن المنفذين كانوا جماعات مسلحة خارجة عن الدولة، بفصائل كانت مسيطرة على منفذ العمارة، أشار إلى أن السلطات لم تعتقل أحدًا في تلك المحاولة.

وعن محاولة الاغتيال الثانية، قال الكاظمي، إنها حدثت عندما تعرضت مجموعة من العائلات السُّنيّة في قرية الفرحاتية بمحافظة صلاح الدين، لاغتيال على يد مجموعة من الشباب من جماعة مسلحة. 

وأشار إلى أنه ذهب إبان الحادثة وكل الوزراء الأمنيين لقراءة الفاتحة وطمأنة العائلات، إلا أنه تعرض في الطريق لإطلاق صواريخ على سيارته، مضيفًا: اتصلنا بالأطراف التي أطلقت الصواريخ واعترفت، لكنها ادعت أنها كانت في إطار تدريبات. 

أما عن المحاولة الثالثة، فقال رئيس الوزراء العراقي السابق، إنها كانت بطائرتين مسيّرتين أسقطتا مقذوفات على مقر سكنه في المنطقة الخضراء ببغداد. 

وأكد الكاظمي أن الحكومة اضطرت للإعلان عنها، لأن تفاصيلها تسربت إلى الإعلام، مضيفًا: أنا دائماً أحاول ألا تتسبب الانتهاكات الأمنية في فوضى سياسية.

العلاقة بالسعودية

وعن علاقته بالسعودية، قال رئيس الوزراء العراقي السابق، إنه حينما كان رئيساً لجهاز المخابرات، نقل رسالة من الحكومة العراقية إلى السعودية مفادها، أن بلاده ليست لديها مشكلة مع مذهب معين أو طائفة معينة، بل مع التكفيريين أو الإرهابيين. 

وأوضح الكاظمي، أن جواب الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي رئيس مجلس الوزراء، كان ذكياً، وقال: نحن لا نتعامل مع السياسة على أساس المذاهب، بل على أساس المصالح المشتركة وعلى أساس انتماءاتنا الثقافية. 

وأشار رئيس الحكومة العراقية السابق إلى أن اللقاء كان صريحاً، لمس فيه اهتمام ولي عهد السعودية بتعميق العلاقات الثنائية، مؤكدًا أن ولي العهد كان يبحث عن مشتركات مع الجميع، وعنده لغة تصالحية وتكاملية مع الآخرين. 

رئيس الوزراء العراقي السابق، قال إن ولي عهد السعودية، كان داعمًا للحوار بين الرياض وطهران، مشيرًا إلى أنه كان يبحث عن مشتركات منذ فترة طويلة.

كان مصطفى الكاظمي زار منذ فبراير 2023، العاصمة الإيرانية طهران، ثلاث مرات، كانت الأخيرة مطلع مارس الجاري، في محاولة للوساطة بين السعودية وإيران.

تلك الزيارات أثارت كثيرًا من التساؤلات حينها، خاصة أن الكاظمي لم يقدم إجابات عنها، ما جعله يتعرض لهجوم من رئيس الحكومة الحالي محمد السوداني، الذي وجَّه السلطات القضائية بإصدار مذكرات اعتقال صدرت من المحكمة الاتحادية العليا العراقية، بحق عدد من مستشاريه وأعضاء مكتبه، لاتهامهم في «سرقة القرن».

ما قصة صدام الجمل؟

يقول رئيس الوزراء العراقي السابق، إن صدام الجمل كان أحد قادة «داعش» البارزين، مشيرًا إلى أنه كان ينفذ التصفيات وعمليات الهجوم، مشيرًا إلى أنه رغم إعلان قتله، فإن أنباءً تسربت إلى المخابرات العراقية تفيد بأنه حي، ما دفع الأجهزة الأمنية العراقية لوضع خطة لاستدراجه.

وأضاف: اتفقنا معه على تمويله، وقدمنا أنفسنا له بأننا جهاز تابع لجهة أخرى في المنطقة، كان يريد أن يتعامل معه، واستدرجناه ليأتي إلى موعد في منطقة معينة وبعثنا له أفلام فيديو وضمانات، متابعًا: جاء من سوريا إلى الدولة التي يريد أن يتعامل معها. أخذناه ونقلناه. توهّم أننا ننقله إلى الجهة التي يريد لكننا هبطنا به في بغداد من دون أن يعرف. 

وتابع: نزل ووضعناه في دار ضيافة وتكلمنا معه، التقيته، وطلب التمويل ففاجأناه بأنه معتقل عندنا في العراق.

ما قصة زعيم داعش؟

وأشار إلى أن الوصول إلى زعيم داعش البغدادي، لعب العراق دوراً رئيساً فيه، ففي 30 يونيو 2019، ألقت السلطات القبض على شخص كان محاطاً بحزام ناسف بطريقة غريبة ومتطورة جداً. 

وتابع: تبين أنه مقرب من البغدادي (...) هذا الشخص أوصلنا إلى معلومة خطيرة، هي التي أوصلتنا إلى زعيم «داعش»، التي شاركناها مع الأمريكيين، ومع أجهزة أخرى.