رئيس تيار الحكمة في السعودية... هل تحل زيارة الساعات الثلاث الأزمة السياسية بالعراق؟
الزيارة تأتي لطلب وساطة سعودية لحل الخلاف بين الإطار والصدر

السياق
مع تصاعد وتيرة الأزمة السياسية في العراق، وانسداد أفق الحوار بين الفرقاء ووصوله إلى طريق مسدود، حاول الإطار التنسيقي إدخال المملكة العربية السعودية، كشريك موثوق، لمساعدته في حلحلة الخلافات الراهنة العصية على الحل.
ويعاني العراق أزمة سياسية «خانقة»، قرر إثرها أنصار التيار الصدري الاعتصام المفتوح داخل مبنى مجلس النواب، بينما طالب مقتدى الصدر بضرورة إجراء انتخابات مبكرة، لم يقرها الإطار التنسيقي في البداية، إلا أنه أبدى مؤخرًا قبوله الضمني لها، بعد اجتماع عقدته الرئاسات الثلاث (الرئاسة والحكومة والبرلمان) في القصر الحكومي.
ووسط رفض التيار الصدري قبول المبادرة الحكومية والدخول في الحوار مع من وصفهم بـ«الخصوم»، لجأ الإطار التنسيقي عبر تيار الحكمة إلى المملكة العربية السعودية، التي يعدها شريكًا موثوقًا، لإيجاد حلول للأزمة.
وانطلق رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم في جولة مكوكية إلى الرياض، حيث التقي ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع، لمناقشة تطورات الساحة العراقية.
وقال رئيس تيار الحكمة، عبر «تويتر»، إنه أكد خلال لقائه ولي عهد السعودية، أن الحوار بين مختلف الأطراف هو السبيل الأمثل للوصول إلى حلول مرضية للانسداد السياسي الحالي في العراق، في إشارة إلى التيار الصدري الرافض للحوار مع القوى السياسية.
رئيس تيار الحكمة شدد على «أن الحلول لابد أن تبقى عراقية من دون ضغوط خارجية»، مشيرًا إلى أن اللقاء تناول –كذلك- ملفات عدة، بينها الأزمة اليمنية، التي أشاد خلال الحديث عنها بالهدنة الإنسانية، مؤكدًا ضرورة تثبيتها ووضع حلول نهائية لأزمة هذا البلد العربي الذي طالت معاناته.
وأوضح عمار الحكيم، أن التيار الذي يرأسه أشاد بالخطط التنموية لولي عهد السعودية، لاسيما رؤية المملكة 2030، وانعكاسات تلك الخطط الإيجابية على دول الإقليم عامة والعراق خاصة، مشيرًا إلى أن اللقاء تطرق إلى أهمية الاستقرار على ضفتي الخليج.
وأشاد الحكيم بدور بلاده في الوساطة بين إيران والمملكة العربية السعودية، وانعكاسات ذلك على شعوب المنطقة، مؤكدًا أهمية الخروج بقرارات مُرضية للجماهير العربية، من القمة العربية المقبلة التي ستعقد في الجزائر.
اللقاء أشار –كذلك- الى أهمية التكامل بين البلدين الجارين، ومردوده الإيجابي على مختلف قطاعات التعاون الثقافي والاقتصادي والعلمي، لاسيما أن البلدين يمثلان ثقلًا اقتصاديًا إقليمياً ودولياً.
ماذا قالت السعودية عن اللقاء؟
وكالة الأنباء السعودية لم تكشف الكثير عن اللقاء وتفاصيله، فأكدت أنه عقد في مدينة جدة، لاستعراض العلاقات السعودية العراقية، وعدد من المسائل ذات الاهتمام المشترك.
وأشارت الوكالة الرسمية، إلى أن اللقاء حضره الأمير خالد بن سلمان بن عبدالعزيز نائب وزير الدفاع، ووزير الدولة عضو مجلس الوزراء مستشار الأمن الوطني الدكتور مساعد بن محمد العيبان، وسفير خادم الحرمين الشريفين لدى جمهورية العراق عبدالعزيز الشمري، ونائب رئيس تيار الحكمة محسن الحكيم.
ما أسباب اللقاء؟
انبرى محللون سياسيون لكشف أسباب اللقاء، مشيرين إلى أنها محاولة أخيرة من الإطار التنسيقي لحلحلة الأزمة مع التيار الصدري برئاسة مقتدى الصدر، عبر إشراك حلفاء موثوق بهم.
وقال المحلل السياسي السعودي فهد الديباجي، عبر «تويتر»، إن زيارة عمار الحكيم للسعودية، كانت بطلب منه ولها علاقة بالأزمة السياسية العراقية.
وأوضح الديباجي، أن الزيارة تأتي لطلب وساطة سعودية لحل الخلاف بين الإطار والصدر، مشيرًا إلى أنها تؤكد دور السعودية «الحكيم والمهم والمؤثر» في العراق، لرأب الصدع وعلاج الخلافات من أجل شعب العراق.
وقال الصحفي العراقي مازن الزيدي، عبر «تويتر»: سألت أحد الإخوة في الحكمة عن سبب زيارة عمار الحكيم للسعودية، فقال، إن البعض يعدون السعودية أبًا للجميع، لذلك ذهبنا لنتحدث مع الأب.
بدوره، غرَّد عضو المكتب التنفيذي لتيار الحكمة حيدر سلطان، عن الزيارة قائلًا: هذه الزيارة ستصحح الكثير وسترسم المحيط العربي، مشيرًا إلى أن الحكيم خير رسول عن العراق وشعبه، متصالحًا مع نفسه وشعبه ومع كل من يضمن مصالح بلده.
بليغ أبو كلل، مسؤول القيادة المركزية لتجمع الأمل، عضو الهيئة العامة لتيار الحكمة الوطني، غرَّد على «تويتر»، قائلًا إن اللقاء الثنائي الذي جمع الحكيم وولي عهد السعودية استمر من العاشرة مساءً إلى الواحدة صباحًا، مشيرًا إلى أنها كانت ثلاث ساعات أخوية دام فيها حديث ودّي وصريح.
وأشار إلى أن علاقة العراق والمملكة العربية السعودية وتطويرها وأحوال المنطقة والعالم، كانت حاضرة في حديث متوازن وعميق، مؤكدًا أن الزيارة ستكون بداية لعلاقة وطيدة، لم يسبق لأحد أن فتح أبوابها.