هل كشفت محاولة قتل سلمان رشدي عن جُبن وفشل اليساريين؟
اليسار، كما هو الحال دائمًا، بدا غير راغب في الاعتراف بما هو واضح.

ترجمات – السياق
الأكثر إثارة للصدمة في هجوم الجمعة على سلمان رشدي، ليس أنه حدث في المقام الأول، فقد قضى المؤلف جزءًا كبيرًا من حياته مهددًا بالاغتيال، وهو عبء تحمله بشجاعة ومرونة.
هذا ما قاله فرانك فوريدي، أستاذ علم الاجتماع في مقال نشرته صحيفة ديلي ميل
ويضيف فوريدي ما أدهشني هو رد الفعل في بعض الأوساط على محاولة قتل روائي حيث لا مجال للومه، خاصة من اليسار.
صباح أمس، بشكل سخيف، كانت نشرة أخبار راديو بي بي سي 4 تدعي أنه "لم يتم تحديد دافع" للجريمة.
دافع الوحشية غير واضح!
وسارع الموقع الإلكتروني لصحيفة الجارديان، غير الراغب في أخذ الحقائق بعين الاعتبار، إلى طمأنة قرائه بأن الدافع وراء الوحشية "يبدو غير واضح".
ويقول أستاذ علم الاجتماع دعونا نرتب السخافة، المهاجم لديه تعاطف واضح مع الحرس الثوري الإيراني "والتطرف الشيعي"، وعند نشر هذه المقالات كان ذلك واضحًا لأي شخص لديه اتصال بالإنترنت.
من التالي؟
علاوة على ذلك، -يؤكد الكاتب- لم تكن الصحف الإيرانية تشك في ما يجب أن تفكر فيه و تكتبه، إذ قالت إحداها: ألف أحسنت (برافو)... إلى الشخص الشجاع المطيع الذي هاجم المرتد واللعين سلمان رشدي... يد الرجل الذي مزق رقبة عدو الله يجب تقبيلها.
لكن اليسار، كما هو الحال دائمًا، بدا غير راغب في الاعتراف بما هو واضح، حتى كما تم إبلاغ الروائية جيه كيه رولينغ بشكل مخيف "أنك التالية" من قبل "ناشطة سياسية" باكستانية، بعد أن تجرأت على التعبير عن تضامنها مع زميلها الروائي.
وكما غالبًا ما يُخطأ في اقتباس قول ونستون تشرشل: "عند هذا الحد لن أوافق"!
لقد حان الوقت لمن يؤمنون منا بحرية التعبير والليبرالية والديمقراطية أن يقفوا ويقولوا ذلك.
لأن العالم ينقسم إلى خطوط واضحة: أولئك الذين يدركون قيمة هذه الأشياء، والذين لا يدركون ذلك.
فتوى الخميني
ويشير فوريدي إلى أن هذه الأزمة، - للأسف -، تزداد سوءًا ولا تتجه نحو الأفضل. عندما اندلعت "قضية رشدي" عام 1989، أثارت "الفتوى" التي فرضها الخميني الإيراني -على كتاب لم يقرأه رجل الدين- الصدمة والغضب في الغرب.
احتشد العالم الغربي للدفاع عن رشدي، قطعت إيران وبريطانيا العلاقات الدبلوماسية، وقدَّمت مجموعة من الشخصيات الثقافية والسياسية البارزة في جميع أنحاء العالم دعمًا خاصًا وعامًا للمؤلف.
بالنظر الى الأمور اليوم وكيف تطورت بصورة سريعة نجد مواقفنا أمام "مناخ من التعصب" يتزايد كل يوم.
"تملق اليسار"
اليسار -كما يصف الكاتب- شديد الحساسية بشأن التصريح بوضوح بما يمكن أن يراه بقيتنا بأعيننا. لقد استرضوا المتطرفين وتملقوهم مدة طويلة.
ويذكر فوريدي أنه في الآونة الأخيرة، عام 2019، كتب كاتب عمود في صحيفة Left-wing المستقلة (الذي لم يقرأ الكتاب أيضًا): لن أحصل عليه في منزلي، احترامًا للشعب المسلم وازدراءً لرشدي... سأكون ميالًا تمامًا إلى حرقه.
إلى ذلك يقول كاتب المقال، في الواقع، من الصعب تخيل رواية السير سلمان "آيات شيطانية" قيد الدراسة للنشر في وقتنا الحالي.
لكن هذا ليس مجرد نقاش بين المؤلفين الغربيين والأصوليين الإسلاميين. التعصب واللاليبرالية باتا الآن يميزان الساحة العامة في بريطانيا وعبر العالم "الحر". حسب وصف فوريدي
بعد كل شيء، تواجه جي كاي رولينغ تهديدات بالقتل ليس فقط من "الإسلامويين"، لكن في مفارقة مروعة بالنظر إلى مدى اختلاف المجموعتين، غالبًا عن المتطرفين من مغايري الهوية الجنسية أيضًا.
حرية التعبير
ومثلما استغرق "تويتر" 13 ساعة لإزالة تهديد الموت الموجه إلى رولينغ من المتعصبين الدينيين، غالبًا ما يكشف موقع التواصل الاجتماعي عن عدم استعداد صادم لحذف تلك التهديدات.
مر أكثر من عام منذ أن أجبر حشد غاضب مدرسًا في باتلي جرامر غربي يوركشاير على الاختباء عند بوابات المدرسة.
هذا المعلم أظهر رسماً في درس ديني للنبي محمد (صلى الله عليه وسلم)، وهذا "كفر" يمقته كثيرون من المسلمين.
قد يختلف بعض الناس مع قراره، لكن حرية التعبير لا تتطلب اتفاقًا عالميًا: هذه هي الفكرة.
قلة هم السياسيون الذين دافعوا عن هذا المعلم أو تجرأوا على انتقاد من تركوه خائفًا على حياته.
إذا قبلنا أن بريطانيا هي الآن مكان لا يمكن فيه مناقشة موضوعات معينة بحرية، نكون قد فقدنا أحد أحجار الأساس لديمقراطيتنا.
يقول الكاتب، بصفتي أكاديميًا، تابعت بيأس القدرة على التحدث بحرية وقد تآكلت بشكل مطرد. عندما كنت شابًا في الستينيات، ازدهر الفكر في الجامعات البريطانية، يمكننا أن نقول أي شيء تقريبًا، ونناقش أي وجهة نظر، ونتحدى أي عقيدة.
اليوم، إذا أراد أي أستاذ ممارسة محادثة حية، يمكنه الذهاب إلى الحانة مع بعض الأصدقاء الموثوق بهم، لكن يجب عليه توخي الحذر الشديد في قاعة المحاضرات.
تتم مراقبة "Wrongthink" بلا رحمة وحكايات المخالفين التي أوقفتهم السلطات أو حوصروا في حديقة الكلية من قِبل "الغوغاء" الملوحين باللافتات، على حسب وصف الكاتب.
الجامعات "متواطئة"
الطلاب الذين أصروا -ذات مرة- على الحق في التفكير بأنفسهم يطالبون الآن بسماع ما تمت الموافقة عليه فقط، من خلال التفكير اليساري "الصحيح".
يؤكد الأستاذ الجامعي على أن التداعيات هائلة مضيفاً، أخبرني زملائي بأنهم رأوا بعض الطلاب، على سبيل المثال، مجمدين بالخوف في المناقشات التاريخية للمحرقة. كل ما يريدونه هو إخبارهم بوجهة النظر "الصحيحة"، تلك التي لا تجرم.
ويستكمل في مقاله، من المخزي أن الجامعات متواطئة في كل هذا. بالأمس، ظهر أن أربعة من كل عشرة مراهقين بريطانيين تم رفضهم هذا العام من قِبل الجامعات الكبرى، وبدلاً من ذلك تم منح أماكنهم للطلاب الأجانب الذين يدفعون رسومًا أعلى.
ويؤكد الكاتب أنه مع اعتماد مؤسسات النخبة لدينا على هذه الأموال أكثر من أي وقت مضى، فلا عجب إذا كانوا يشعرون بالضغط لتخصيص دوراتهم وإزالة أي مصادر محتملة للانزعاج لإبقاء عملائهم سعداء.
كما ارتفعت الطلبات المقدمة من الطلاب الصينيين هذا الصيف بنسبة 10 في المائة.
من المحتمل أن يؤدي هذا إلى خنق النقاش بشأن السيادة التايوانية والتبتية، والإبادة الجماعية لسكان الصين المسلمين من الأويغور. سيتم حظر هذه الموضوعات، هذا بالضبط ما تريده بكين.