ألغت 5 آلاف رحلة... عاصفة قطبية خطيرة تضرب أمريكا

السياق – وكالات

ضربت موجة برد قارس، معظم أنحاء الولايات المتحدة، الجمعة، مصحوبًا بعاصفة شتوية ضخمة تتجمع في الغرب الأوسط، ما دفع السلطات لإصدار تحذيرات لنحو ثلثي السكان من الطقس القاسي، ويربك خطط السفر لملايين الأمريكيين.

وتأخرت آلاف الرحلات الجوية أو ألغيت قبل عيد الميلاد، بسبب عاصفة "لا تحدث إلا مرة كل جيل" في جزء كبير من الولايات المتحدة، يشهد بردًا جليديًا وتساقطًا كثيفًا للثلوج.

وحذرت السلطات من الظروف شديدة الخطورة للتنقل، بينما يفترض أن يتدفق عدد كبير من الأمريكيين على الطرق والمطارات في موسم الأعياد.

وقال الرئيس الأمريكي جو بايدن: "من فضلكم خذوا هذه العاصفة على محمل الجد(...) أدعو الجميع إلى الاستماع إلى التحذيرات على المستوى المحلي"، مؤكدا أن "الأمر جدي".

وأعلن عدد من الولايات حالة الطوارئ بينها أوكلاهوما وكنتاكي، بينما ستنخفض الحرارة بشدّة وصولًا إلى تكساس جنوبي البلاد.

وتغطي الثلوج عددًا من الطرق، وتحدثت وسائل الإعلام عن حوادث. وأغلق "آي-90" الطريق السريع الرئيس، الذي يعبر شمالي الولايات المتحدة، في ولاية داكوتا الجنوبية. وقالت السلطات إنه لن يعاد فتحه قبل الجمعة.

وقالت إدارة النقل في ولاية داكوتا الجنوبية عبر موقعها الإلكتروني إن "عددًا من الطرق الثانوية تعد حاليًا غير سالكة(...) والسفر على أجزاء منها مستحيل عمليًا، لكثافة الثلوج".

وحذرت إدارة الأرصاد الجوية الوطنية، من أنها لاحظت انخفاضًا كبيرًا في الحرارة "في غضون ساعة أو أقل".

ونشرت سلطات ولاية وايومنغ صورًا مذهلة للعاصفة، التقطت من داخل سيارة أحد أفرادها الأربعاء. وفي الخارج كان من المستحيل رؤية أي شيء لأن "الرؤية معدومة".

وألغي أكثر من 5500 رحلة الخميس، وتأجلت 24 ألف رحلة حسب موقع تتبع الرحلات "فلايت-اويور". وتأثر بهذه العاصفة خصوصًا مطارا شيكاغو ودنفر.

وقالت السلطات إن الثلوج والرياح ستؤدي إلى عواصف ثلجية في بعض الأماكن، ما يجعل أي تنقل "خطيرًا إن لم يكن مستحيلًا في بعض الأحيان".

وتستعد كندا أيضًا "لحرارة منخفضة بشكل غير معتاد لهذا الموسم" وتساقط ثلوج كثيفة واحتمال أمطار متجمدة في بعض المناطق.

وقد شجعت السلطات سكان كيبيك مثلًا على "إعداد خطط طوارئ والتزود بحقائب الطوارئ، التي تحوي مياه شرب وطعامًا وأدوية ومعدات للإسعافات الأولية ومصباحًا يدويًا".

ويشهد المطار الرئيس في تورنتو تأخير عدد من الرحلات وإلغاء أخرى.

 

تحدي غليان المياه

يتوقع أن يشتد البرد في الولايات المتحدة –الجمعة- ويستمر خلال عطلة نهاية الأسبوع في عيد الميلاد.

وقالت وكالة الأرصاد الجوية في بوفالو بنيويورك إنها "عاصفة تحدث مرة واحدة كل جيل".

وستتأثر منطقة الغرب الأوسط والبحيرات العظمى بشكل خاص نهاية هذا الأسبوع بعواصف ثلجية. ويتوقع أن تتدنى الحرارة المحسوسة في منطقة السهول الكبرى إلى 55 درجة مئوية تحت الصفر.

وحذرت الوكالة من أن "منخفضًا جويًا بهذا الحجم يمكن أن يسبب تورمًا للبشرة خلال دقائق، بخلاف انخفاض حرارة الجسم والموت، إذا استمر التعرض للبرد فترة طويلة".

ويمكن أن تهب رياح قد تصل سرعتها إلى ثمانين كيلومترًا في الساعة، ما قد يتسبب في اقتلاع أشجار وانقطاع للتيار الكهربائي.

ودفع البرد البعض إلى ممارسة "تحدي غليان المياه" إذ ينشرون لقطات فيديو يظهرون فيها وهم يرشقون الماء الساخن جدًا في الهواء ليتبلور على الفور.

وحذر موقع الأرصاد الجوية الخاص "أكيو-ويذر" من احتمال تشكل "قنبلة إعصارية" مع التقاء الهواء القطبي بكتلة من الهواء الأكثر دفئًا، ما يسبب انخفاضًا سريعًا في الضغط.

ومنذ الخميس يتوجه ملايين الأمريكيين إلى المطارات في جميع أنحاء البلاد لموسم عطلات هذا العام "الأكثر ازدحامًا" مما كان عليه عام 2021 مع عودة "إلى مستويات ما قبل الوباء"، وفق وكالة أمن النقل.

وينتظر أيضًا أن تكون الطرق مزدحمة، إذ يتوقع تنقل 102 مليون أمريكي برًا لقضاء العطل، وفق جمعية السيارات الأمريكية.

وفي الإجمال، من المنتظر أن يسافر نحو 112 مليون شخص ما لا يقل عن 80 كيلومترًا بين 23 ديسمبر و2 يناير، وفق الجمعية، وهو ثالث أعلى مستوى، منذ بدء إجراء هذه الإحصاءات عام 2000.