انتخابات العراق.. سياسيون يدلون بأصواتهم وخطة حربية للتأمين
رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، أدلى بصوته في الانتخابات المبكرة، قائلًا، إنه فضَّل أن يكون أول ناخب للإدلاء بصوته، داعياً العراقيين للمشاركة في الانتخابات.

السياق
فتحت مراكز الاقتراع في العراق أبوابها، للتصويت العام، في أول انتخابات برلمانية مبكرة منذ 18 عامًا، يتنافس فيها 3249 مرشحاً و21 تحالفاً، و109 أحزاب، وسط مراقبة محلية ودولية.
وقالت المتحدثة باسم المفوضية، جمانة الغلاي، في تصريحات لوكالة الأنباء العراقية، إن عدد مراكز الاقتراع في التصويت العام، بلغ 8273 مركزاً بأكثر من 55 ألف محطة، مشيرة إلى أن 1249 مراقباً دولياً يشاركون في مراقبة الاقتراع العام، بينما يشارك في التغطية 510 إعلاميين دوليين، و147 ألفًا و152 مراقبًا محليًا.
سياسيون يدلون بأصواتهم
أدلى الرئيس العراقي برهم صالح، بصوته في الانتخابات التشريعية المبكرة، بينما قال إن «الانتخابات تعد يومًا تاريخيًا ومطلبًا شعبيًا للانطلاق نحو حياة كريمة».
وأعرب صالح عن أمله «لكل مواطن بأن يسهم في الانتخابات لمستقبل بلده»، لافتاً الى أن «اليوم هو يوم المواطن وللعراق من نجاح إلى آخر»
وأكد: «وعدنا بالانتخابات المبكرة ووفينا بذلك»، مشيراً إلى أن «العراق يستحق الأفضل».
رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، أدلى هو الآخر بصوته في الانتخابات المبكرة، قائلًا، إنه «فضَّل أن يكون أول ناخب للإدلاء بصوته»، داعياً العراقيين للمشاركة في الانتخابات.
وأشار الى أن «هذه الانتخابات هي الأولى التي تجرى من دون حظر التجول، وعدم مشاركة رئيس الوزراء كمرشح فيها»، مؤكدًا أن الحكومة وفرت جميع ظروف النجاح لمفوضية الانتخابات.
وأكد الكاظمي أن «الحكومة استطاعت أن تحقق نجاحات مهمة على مختلف المستويات، خاصة الاقتصادي، ونجحت بتقديم الورقة البيضاء وإضافة 12 مليار دولار للاحتياطي».
وقالت وكالة الأنباء العراقية، إن زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر أدلى بصوته في الانتخابات النيابية، في أحد مراكز الاقتراع بمحافظة النجف الأشرف.
رئيس تيار الحكمة الوطنية عمار الحكيم، أدلى بصوته في الانتخابات النيابية، حاثًا الناخبين على المشاركة في الانتخابات، التي تمثل انتصاراً لحقوق الشعب.
وأضاف الحكيم، أن «حضور المجتمع الدولي رسالة تضامن ودعم للعملية الديمقراطية في العراق»، مشيرًا إلى أنه يجب على الكتل الفائزة، أن تجتمع وأن تفتح صفحة جديدة من التعاون لتحقيق الخدمات المطلوبة».
وشدد رئيس تيار الحكمة على ضرورة «الاستفادة من عِبر الماضي والترفع عن الإشكاليات التي وقعت فيها العملية السياسية خلال السنوات الماضية»، معربًا عن أمله بأن تكون هذه الانتخابات حداً فاصلاً بين مرحلة اللا استقرار خلال الفترة الماضية، وتحقيق التعايش السلمي في المجتمع لمكافحة الإرهاب، ومرحلة الاستقرار التي ننتقل إليها ما بعد الانتخابات.
الأمين العام لعصائب أهل الحق قيس الخزعلي، الذي أدلى بصوته، قال إن «الحضور الدولي مهم ويعطي رسالة اطمئنان»، مشيرًا إلى أنه يجب التركيز على أهمية أن تكون النتائج الإلكترونية، مطابقة لنتائج عملية العد والفرز اليدوي».
وقالت وكالة الأنباء العراقية، إن رئيس هيئة الحشد الشعبي فالح الفياض ورئيس تحالف الفتح هادي العامري، أدليا بصوتيهما في الانتخابات النيابية، كما أدلى رئيس تحالف تقدم محمد الحلبوسي بصوته، بأحد المراكز الانتخابية في قضاء الكرمة بمحافظة الأنبار.
وأشارت الوكالة، إلى أن رئيس إقليم كردستان نيجرفان برزاني أدلى بصوته بأحد مراكز الاقتراع في الإقليم.
حل المشكلات
مجلس القضاء الأعلى، وجَّه بمعالجة الإشكاليات التي قد تحصل في يوم الاقتراع بموجب القانون، مشيرًا إلى أن رئيس المجلس فائق زيدان، تفقد اللجان القضائية المكلفة بتلقي الشكاوى، عن الجرائم التي قد ترتكب في هذا اليوم.
من جانبها، أكدت مفوضية الانتخابات، تواصلها مع جميع مراكز الاقتراع، مشيرة إلى أن هناك لجنة فنية توفر الدعم للمراكز لمعالجة أي خلل.
وقالت المتحدثة باسم المفوضية، جمانة الغلاي، إنها تتواصل مع جميع مراكز الاقتراع، من خلال اللجان الفنية في مراكز التسجيل، التي تتفرع منها مراكز الاقتراع، مشيرة إلى أن هذه اللجان مكوّنة من موظفين فنيين مختصين، مع موظفين من وزارتي العلوم والتكنولوجيا والاتصالات، لمعالجة أيِّ ظرفٍ طارئ قد يحدث خلال المراكز والمحطات.
وأضافت، أن المفوضية شكَّلت لجنة عددها يقربُ من 100 موظف، يتواصلون مباشرة مع مراكز الاقتراع، لتسهيل الأمور وتوفير الاحتياجات والإجابة عن أي أسئلة، مشيرةً، إلى أنَّ المفوضية تتجاوز أيَّ خلل قد يحدث بوجود هذه اللجان الفنية، سواء في المكتب الوطني أم في مكاتب المحافظات الانتخابية.
خطة حربية
وأكد وزير الداخلية العراقي، عثمان الغانمي، أن الخطة الأمنية تسير بسلاسة، مشيرًا إلى أن الجميع ملتزمون بالصمت الانتخابي.
وقال الغانمي، إن «الاقتراع العام عرس انتخابي جديد ونأمل من جميع العراقيين المشاركة والتقيد باختيار الشخصية التي تتسم بالنزاهة والوطنية والمهنية»، مؤكدًا «الحاجة إلى وقفة جادة من المواطنين لتشكيل حكومة وطنية تمثل الجميع والعبور بالبلاد إلى بر الأمان».
وأضاف وزير داخلية العراق: «وجَّهنا بفتح الطرق وتوفير الآليات اللازمة لنقل الناخبين في سامراء»، لافتاً إلى «عدم تسجيل أي خرق حتى الآن، وأن الانتخابات تسير بسلاسة».
بدورها، أعلنت قيادة عمليات سومر، عدم السماح بأيِّ أعمال شغب داخل مراكز الاقتراع في محافظة ذي قار، مشيرة إلى أن «القوات الأمنية قادرة وجاهزة على حماية الانتخابات».
وهو ما أكده مستشار رئيس الوزراء العراقي للشأن الانتخابي مهند نعيم، قائلًا، إن الحكومة أعدت خطة أمنية مكثفة، تعد من الخطط الحربية لحماية صوت الناخبين، وبينما أكد أن الخطة التي طبقت في الاقتراع الخاص، نجحت بشكل مطلق، أشار إلى أن الاقتراع العام يجرى بشكل جيد.
مخالفات وإحالة للقضاء
وقال نعيم، إن «بعض مراكز الاقتراع تعاني عطل بعض الأجهزة وتجرى لها الصيانة، بسبب الاكتظاظ عليها، مشيرًا إلى أن هناك بعض المخالفات، التي دفعت القوات الأمنية لاعتقال بعض الذين روجوا داخل مراكز الانتخابات في صلاح الدين وميسان.
وأوضح أن الانتخابات تجرى بشكل سلس، مؤكدًا أن نسبة المشاركة لا بأس بها، متوقعًا ارتفاعها في الساعات المقبلة.
وأكد وكيل جهاز الأمن الوطني حميد الشطري، إحالة مخالفين الى القضاء، مشيرًا إلى ضبط عدد من المخالفات ممن يقومون بدعاية انتخابية، في محاولة للتأثير على الناخبين.
وأشار إلى أن القائد العام للقوات الأمنية، وجَّه باتخاذ أعلى درجات الحيطة والحذر، وعدم التهاون مع المخالفين.
انسيابية مرورية
قال قائد عمليات بغداد، الفريق الركن أحمد سليم، إن حركة السير طبيعية في العاصمة العراقية، مشيرًا إلى أن الفرق الأمنية تقوم بواجباتها، بعيداً عن التدخل بعمل رجال المرور.
وأوضح المسؤول الأمني، أن «القوات الأمنية وفرت أمناً لكل الناخبين للإدلاء بأصواتهم، ولا توجد أي معوقات».
من جانبه، أكد مدير المرور طارق إسماعيل، عدم وجود أي أعطال مرورية في الشوارع، مشيرًا إلى أن حركة السير طبيبعة في بغداد.
إشادة أوروبية
مديرة الاتحاد الأوروبي لمراقبة الانتخابات، فيولا فون كرامون، أكدت أن مفوضية الانتخابات العراقية، أعدت «عملاً ممتازاً» للعملية الانتخابية، مشيرة إلى عدم وجود أي ملاحظات بشأن العملية الانتخابية لهذه اللحظة.
وقالت كرامون في تصريحات لوكالة الأنباء العراقية: «كل ما علينا فِعله الآن، هو انتظار ورؤية رد فِعل الناخبين العراقيين في هذه الانتخابات».
وأشارت إلى أنه «لا يمكن التعليق على نتائج الانتخابات، ولا يوجد أي تصور للنتائج»، معبرة عن أمانيها بأن يمضي يوم الانتخابات بهدوء، ويشهد إقبالًا من العراقيين.
أرقام رسمية
ينتخب العراقيون، 329 نائبًا جديدًا في البرلمان، بينها 83 مقعدًا تمثل 25% من المجموع الكلي خُصصت للنساء، إضافة إلى تسعة مقاعد للأقليات موزعة بين المسيحيين والشبك والصابئة والأيزيدين والكرد الفيليين.
إلا أن هذه الانتخابات التي كان موعدها عام 2022، تجرى وفقًا لقانون انتخابي جديد، يعتمد دوائر انتخابية متعددة والتصويت لمرشح واحد، يفترض أن يحد من هيمنة الأحزاب الكبيرة على المشهد السياسي.
ويبلغ عدد الناخبين في هذه الانتخابات 25 مليونًا، يتوزعون على 83 دائرة انتخابية و8273 صندوق اقتراع، بينما عدد الناخبين الذين يمكن لهم نظريًا التصويت 23 مليونًا، كونهم أصدروا البطاقات الانتخابية البيومترية.
وتنتخب كل دائرة بين ثلاثة وخمسة نواب، قياسًا بعدد سكانها، بينما يتجاوز عدد المرشحين 3240 بينهم نحو 950 امرأة، إضافة إلى 789 مرشحًا مستقلًا، ويوزع الباقون على قوائم أحزاب وتحالفات سياسية.