التلغراف: إيران قريبة من نقطة اللاعودة في سعيها للقنبلة النووية
بحسب التلغراف، فإن إسرائيل تخشى أن إيران -المتجرئة على هذا النحو تحت قيادة رئيسها الجديد، إبراهيم رئيسي- سترفض تعليق برنامجها النووي.

ترجمات - السياق
كشفت صحيفة التلغراف البريطانية، أن إيران الآن «قريبة للغاية» من الحصول على ما يكفي من المواد الانشطارية لصُنع قنبلة نووية، مشيرة إلى أنه لم يفعل أحد في العالم أي شيء، لردع إيران عن المضي قدمًا في طريقها.
وأجرت الصحيفة البريطانية، حوارًا مع مسؤول إسرائيلي بارز عن ملف أنشطة إيران النووية، أكد فيه أن صمت بريطانيا ودول أخرى، قد جرَّأ إيران حتى باتت وشيكة للغاية من نقطة اللاعودة، على صعيد تصنيع قنبلة نووية.
تغيير النموذج
وقال المسؤول الإسرائيلي، الذي رفض الإفصاح عن هويته، إن على المجتمع الدولي، بما في ذلك بريطانيا، أن يغيِّـر النموذج، وأن نفهم أننا قريبون للغاية من نقطة، لن تكون فيها هناك عودة، ونبذل كل جهد ممكن، لوقف تقدُّم إيران في الملف النووي.
وأشار إلى أن إقدام إيران على الهجوم بطائرة مسيَّـرة على ناقلة نفط، قبالة سواحل سلطنة عُمان، يكشف أنها لا تستشعر أي نقد أو تهديد دولي حقيقيين.
وتعرَّضت الناقلة ميرسر ستريت، التي تُشغلها شركة إسرائيلية، الأسبوع الماضي، إلى هجوم بطائرة مسيَّـرة قبالة سواحل سلطنة عُمان، أسفر عن مقتل حارس أمن البريطاني وقبطان السفينة وهو روماني، بينما أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية، أن الطائرة المسيَّـرة التي نفذت الهجوم، صُمِّمت وأنتجت في إيران.
وأشار المسؤول الإسرائيلي، إلى أن هناك الكثير من الأدوات في جعبة المجتمع الدولي، يمكن القيام بها لتحدي إيران، سواء كان ذلك في الساحات الدولية، أو متعدِّدة الأطراف، وليس إرسال تمثيل رسمي لحضور تنصيب إبراهيم رئيسي رئيسًا لإيران.
وحضر مفاوض الاتحاد الأوروبي، المكلف بالملف النووي الإيراني، الإسباني انريكي مورا الخميس، حفل تنصيب الرئيس الإيراني الجديد إبراهيم رئيسي في طهران، في زيارة تعرَّضت لانتقادات شديدة، بعد الهجوم الذي استهدف ناقلة النفط ميرسر ستريت، المرتبطة بإسرائيل في بحر العرب.
«فهناك الكثير مما يمكن لا يتم القيام به، يجب تطبيق العقوبات الاقتصادية بشكل قوي»، قال المسؤول الإسرائيلي، مشيرًا إلى أن إيران تشعر بثقة كبيرة في مهاجمة السفن، بالطريقة التي فعلتها، مؤكدًا أنها لا تشعر بالانتقاد أو التهديد الدولي الحقيقي.
وعبَّـر المسؤول الإسرائيلي، عن استهجانه موقف المجتمع الدولي، الذي يصب تركيزه على إجراء محادثات من أجل إحياء اتفاق إيران النووي، بينما كانت العقوبات الشديدة هي فقط، التي دفعت إيران تاريخيًا إلى طاولة المفاوضات.
وطالب المجتمع الدولي، بضرورة تغيير استراتيجيته، «وأن يعي أننا على وشك الوصول إلى نقطة اللاعودة، وألا يدخر جهدًا في إيقاف تقدُّم إيران، على صعيد برنامجها النووي».
وناشد المسؤول الإسرائيلي، الغرب ضرورة أن يقف على نوع الشخصية التي نتحدَّث عنها، وعلى الرعب الحاصل من سيطرة هذه الشخصية على قدرات نووية، في إشارة إلى إبراهيم رئيسي، الذي وصفه بـ«المتشدِّد للغاية».
وبحسب «التلغراف»، فإن إسرائيل تخشى أن إيران -المتجرئة على هذا النحو تحت قيادة رئيسها الجديد، إبراهيم رئيسي- سترفض تعليق برنامجها النووي.
وتعارض إسرائيل بشدة خطة العمل الشاملة المشتركة (JCPOA)، التي وافقت إيران بموجبها، على كبح برنامجها النووي، مقابل رفع العقوبات من دول مثل المملكة المتحدة، وتجري بريطانيا وفرنسا وألمانيا والولايات المتحدة محادثات مع إيران لإحياء الاتفاقية.
وكان موظف كبير في الاتحاد الأوروبي، صرح بأن إيران مستعدة لمواصلة مفاوضات الاتفاق النووي، مؤكدًا أن المحادثات يمكن أن تستأنف في فيينا بداية سبتمبر المقبل.
وقال الموظف الكبير: إن الايرانيين أبلغوه نيتهم استئناف المباحثات في فيينا في أقرب وقت، استنادًا إلى النص الذي كان مطروحًا عند تعليقها في 30 يونيو، مشيرًا إلى أنهم مستعدون للعودة إلى فيينا، لكنهم لا يريدون النقاش لمجرد النقاش، إنهم يريدون اتفاقًا.
وطالب المسؤول الأوروبي الإيرانيين، بأن يشكلوا حكومة ويسموا وزيرًا جديدًا للخارجية، ثم يعينوا فريق المفاوضين إلى فيينا.
تصعيد الأعمال العدائية
وكانت صحيفة فورين بوليسي الأمريكية، أشارت إلى ما قالت إنها مؤشرات على تصعيد إيران من عدوانيتها، ففي الأسابيع الأخيرة، انسحبت طهران من طاولة المفاوضات النووية في فيينا، وشنت هجمات بطائرات من دون طيار، على أهداف أمريكية وسفينة في الخليج العربي، بينما يشك بعض المحللين في تورُّطهم في أعمال قرصنة، باختطاف جماعة مسلحة، تشتبه في أنها عملت لصالح إيران، سفينة ترفع علم بنما في خليج عُمان، لتفرج عنها لاحقًا.
وأكدت أن سلوك طهران العدواني، الذي بدأ عام 2019، في ظِل ولاية الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، قد يكون رد فعل على إشارات الرئيس الحالي جو بايدن القوية، بأنه يريد العودة إلى الاتفاقية النووية لعام 2015، بشكل جزئي لتمهيد الطريق لتركيز استراتيجي أكبر على المحيطين الهندي والهادئ والتهديد من الصين.
ارتياح متزايد للتصعيد
من جانبه، قال محلل البحوث المتعلِّقة بإيران في مؤسسة الدفاع عن الديمقراطيات، بهنام بن طالبلو، في تصريحات لـ«فورين بوليسي»، إنه على مدى العام الماضي أو نحو ذلك، أشارت إيران إلى ارتياح متزايد للتصعيد والصراع، في شعور يغذيه جزئيًا، الاعتقاد بأن أمريكا قوة متضائلة في الشرق الأوسط، لا رغبة لها في الصراع.
الحروب بالوكالة
ويتفق العديد من خبراء الشرق الأوسط، على أنه رغم رغبة المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي، في الهروب من العقوبات الأمريكية والدولية، من خلال العودة إلى نسخة ما من الاتفاق النووي لعام 2015، فإن حاجته الأكبر تتمثَّل في تعزيز النظام، عبر سياسة معاداة الولايات المتحدة، التي طالما عملت كأفضل غراء أيديولوجي.
وهو ما أشار إليه بهنام بن طالبلو، قائلًا، إن النظام الجديد في طهران لم يعد يرى أنه في حاجة إلى «التظاهر بالاعتدال»، لأن «خامنئي يرى بالفِعل أن الغرب يبتعد عن طريق إيران»، مشيرًا إلى أن رئاسة رئيسي، أداة لترسيخ إرث خامنئي: «بالعداء مع الغرب، والحروب بالوكالة في الخارج القريب، والبقاء على المسار الثوري من خلال القوة في الداخل».