موقع أمريكي: جو بايدن يضاعف خيانة أفغانستان

الأعذار التي قدمتها واشنطن، بشأن الفشل في معالجة عشرات الآلاف من تأشيرات الهجرة الخاصة كلام فارغ

موقع أمريكي: جو بايدن يضاعف خيانة أفغانستان
الرئيس الأمريكي جو بايدن

ترجمات - السياق

"مع اقتراب الذكرى السنوية الأولى لانسحاب الولايات المتحدة الفوضوي من أفغانستان، يظل حِقد إدارة الرئيس جو بايدن على الأفغان واضحًا"، هكذا استهل الباحث الأمريكي بمعهد أمريكا إنتربرايز، مايكل روبين تحليله بموقع 1945 الأمريكي، للأوضاع السياسية الأخيرة في البلد الآسيوي، والدور الذي لعبته واشنطن في ذلك.

ورأى روبين في تحليله، أن الأعذار التي قدمتها واشنطن، بشأن الفشل في معالجة عشرات الآلاف من تأشيرات الهجرة الخاصة "كلام فارغ"، مشيرًا إلى أن وزارة الخارجية الأمريكية حملت كورونا المسؤولية، إلا أنه لم يكن عذرًا مقبولًا، مشددًا على أنه لم يكن هناك سبب يمنع السفارة الأمريكية في كابل من مواصلة المقابلات عبر الفيديو، كما سبق أن أجرت أعمالها الأخرى خلال هذه الفترة.

وبيّن الكاتب، أنه يمكن للمتقدمين تسليم "الحزم" واستخدام الأكشاك كغرف معقمة والتحدث عبر تقنية الفيديو إلى مسؤول قنصلي في مكان آخر من مجمع السفارة، بعد أن يسلمه مكتب الاستقبال هذه "الحزم"، لتيسير الأمور على طالبي التأشيرات.

تدخل الكونغرس

وطالب روبين، الكونغرس الأمريكي، بضرورة التدخل، وأن يطالب القائم بأعمال السفير، روس ويلسون، بشرح أسباب استمرار الجمود أو القصور الذاتي في المسؤولية تجاه أولئك الذين وضعوا حياتهم على المحك من أجل الولايات المتحدة.

وتساءل الكاتب، عن المسؤول عن هذا الانسحاب الفاشل، قائلًا: "إذا كان السعي إلى المساءلة هو الدافع وراء لجنة 6 يناير -المكلفة بالتحقيق في أحداث شغب الكابيتول- بالكونغرس، فلماذا لا يتم تطبيق تقصي الحقائق نفسه على مسؤولي البنتاغون والبيت الأبيض المسؤولين عن الانسحاب من أفغانستان؟".

وأضاف: "مَنْ قرر التخلي عن قاعدة باغرام الجوية؟ ومَنْ اختار الرحيل خلال الصيف، عندما كانت طالبان أكثر حركة ونشاطًا، وليس في الشتاء عندما كان بإمكان قوات الأمن الأفغانية إعادة تجميع صفوفها واستعدادها للقتال؟ وما سبب فشل أجهزة المخابرات في إتمام عملية الانسحاب بالشكل المنضبط؟".

وأوضح أن القرار جاء في الوقت المناسب لطالبان، التي كانت قد بدأت إرساء الأسس للصفقات السياسية التي تم قطعها قبل أشهر، إذ تسلل آلاف الباكستانيين -التابعين لطالبان باكستان- للهجوم الأخير، للمساعدة في استتباب الأمور للحركة المسلحة الأم في أفغانستان.

وأشار روبين إلى أنه عندما أصبحت كارثة الانسحاب واضحة للجميع، سعى البيت الأبيض ووزارة الخارجية -كعادة واشنطن المعهودة- إلى إلقاء المسؤولية بعيدًا عنهم، حيث انتقد بايدن قوات الأمن الوطني الأفغانية، لرفضها المفترض القتال، بينما شهد وزير الخارجية أنتوني بلينكين في الكونغرس بأنه لا داعي للقلق بشأن مليارات الدولارات من المعدات العسكرية التي سقطت في أيدي طالبان، لأنها لا يمكن أن تعمل في غياب متعاقدين أو مستشارين أمريكيين سحبتهم إدارة بايدن.

قتال الأفغان

ورأى روبين أنه عكس ما كان يرى بايدن، فإن العديد من الأفغان كانوا على استعداد للقتال، مشيرًا إلى أن الأفغان يفهمون ما لا يفهمه بايدن، وأنه تم تحديد سبب انتصار طالبان بشكل أقل بسبب براعتهم العسكرية، أكثر من كون قرارات ترامب السياسية ثم بايدن حوَّلت الزخم نحو طالبان.

وأشار إلى أنه في أفغانستان، يتفوق الشعور بالزخم السياسي تقليديًا على نتائج ساحة المعركة، لافتًا إلى أنه في الأشهر الأخيرة، حشد أحمد مسعود، نجل الراحل أحمد شاه مسعود، أشهر قادة المجاهدين في أفغانستان، القوات في وادي بنغشير وما وراءه وبدأ قتال طالبان، لافتًا إلى أنه خلال الأسابيع الأخيرة، نجح إلى حد كبير في وضع طالبان في موقف دفاعي في مناطق رئيسة أو على الأقل إثارة تساؤلات في أذهان الأفغان عن قدرة طالبان على تعزيز سيطرتها.

وأوضح أنه في ظل هذه الخلفية، فإن قلة من الأفغان يفهمون سبب سعي إدارة بايدن لتقديم شريان حياة لطالبان، ففي 7 يوليو الجاري، أرسلت وزارة الخارجية الأمريكية بيانًا بالبريد الإلكتروني إلى نظيرتها الأفغانية، تدين فيه جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية، وتعلن دعمها لطالبان.

كانت تقارير روسية تحدثت عن اعتزام الولايات المتحدة منع جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية وزعيمها أحمد مسعود من محاربة نظام طالبان.

وقالت الصحف الروسية قبل أيام: واشنطن تستعد لإبرام صفقة سياسية ثانية مع طالبان، بعدما أدانت وزارة الخارجية الأمريكية النجاحات العسكرية الأخيرة التي حققتها جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية في القتال ضد طالبان في مقاطعة بغلان شمالي أفغانستان في الثامن من يوليو الجاري.

وفي بيان صدر في السابع من يوليو، لم تعرب وزارة الخارجية الأمريكية عن دعمها الصريح لنظام طالبان فحسب، بل حددت أيضًا قيمته السياسية لواشنطن لأول مرة، ومن الواضح أن هذه القيمة تتجاوز مكانة جبهة المقاومة بزعامة أحمد مسعود.

وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الأمريكية: "نحن نراقب تصاعد العنف الأخير، وندعو جميع الأطراف إلى ممارسة ضبط النفس"، مشيرًا إلى أن هذه هي الطريقة الوحيدة التي يمكن بها لأفغانستان أن تواجه تحدياتها.

وأضاف المتحدث: "نريد أن نرى نظامًا سياسيًا مستقرًا عبر الوسائل السلمية "، مشيرًا إلى أن الولايات المتحدة "لا تدعم المعارضة العنيفة المنظمة لطالبان".

وأمام ذلك، خلص بيان الخارجية الأمريكية إلى استنتاج مهم، أن المراقبين الذين شهدوا سقوط أفغانستان في أغسطس 2021، وانتقال السيطرة على البلاد إلى طالبان، كانوا لابد أن يعوا أن هناك صفقة تمت مع قادة طالبان وعملاء المخابرات الباكستانية قبل الانسحاب، إذ اتخذت واشنطن حينها خيارًا استراتيجيًا لصالح طالبان -عبر الانسحاب الفوضوي- وها هي الآن تحاول حمايتها من المعارضة المسلحة.

ومع ذلك -حسب روبين- فإن طالبان ليست حركة ديمقراطية، بل وتمتلك الكثير من القواسم المشتركة مع الخمير الحمر -الذين ارتكبوا إبادة جماعية في كمبوديا- مطالبًا بضرورة إزالة حكمهم عبر تقديمهم للمحاكمات الدولية كما حدث مع الخمير الحمر، مضيفًا: "في بعض الأحيان، عندما تواجه نظامًا غير ديمقراطي وغير قانوني ووحشي مثل طالبان، يكون هذا هو السبيل الوحيد".

ويرى روبين أن البيت الأبيض ربما خطط لنسيان أفغانستان، لكن يجب على الأقل مساعدة الأفغان في تحديد مصيرهم بأيديهم، بدلاً من التدخل في زخم المعارضة بطريقة تساعد طالبان أكثر.