في توقيت حرج... لماذا يجتمع بوتين وأردوغان ورئيسي في طهران؟
يعتقد أن روسيا تتجه إلى إيران لتزويدها بمئات من الطائرات من دون طيار، بما في ذلك تلك القادرة على حمل الأسلحة، لاستخدامها في أوكرانيا

السياق
قمة ثلاثية تعقد بالعاصمة الإيرانية، في وقت لاحق من الشهر الجاري، في توقيت شديد الأهمية تمر به المنطقة والعالم، لتجمع على مائدتها ثلاث دول ذات أيديولوجيات تتقاطع أحيانًا وتختلف أحايين أخرى.
تلك الدول هي إيران وروسيا وتركيا، ستجتمع في 19 يوليو الجاري، بقمة يحضرها رؤساء البلدان الثلاثة: إبراهيم رئيسي (إيران)، وفلاديمير بوتين (روسيا) ورجب طيب أردوغان (تركيا)، لمناقشة الأزمة السورية.
وقال المتحدث باسم الكرملين ديمتري بيسكوف –الثلاثاء- إن الثلاثة سيجتمعون لإجراء محادثات سلام بشأن سوريا، في ثاني زيارة للرئيس الروسي إلى الخارج، منذ أن أرسل قوات إلى أوكرانيا أواخر فبراير الماضي.
وأشار ديمتري بيسكوف إلى أنه خلال رحلة إلى طهران -الثلاثاء المقبل- سيحضر بوتين اجتماعًا ثلاثيًا مع زعماء إيران وتركيا في ما تسمى صيغة أستانا للاجتماعات الخاصة بالمحادثات المتعلقة بسوريا.
محادثات منفصلة
وقال الكرملين إن بوتين سيجري أيضًا محادثات منفصلة مع أردوغان في طهران، من دون تفاصيل.
كان الزعيم التركي يعرض لقاء الرئيس الروسي منذ أشهر، في محاولة من أنقرة للتوسط بين روسيا وأوكرانيا، لم تجد طريقها للنجاح.
وفي مارس الماضي، ساعد أردوغان بالتوسط في محادثات بين ممثلين روسي وأوكراني في اسطنبول بتركيا.
إلا أن بيسكوف قال إنه لم يكن هناك نقاش لجولة جديدة من هذه المفاوضات.
وأجرت روسيا وتركيا وإيران -في السنوات الأخيرة- محادثات بشأن سوريا في إطار ما تسمى بـ«عملية أستانا للسلام» لإنهاء أكثر من 11 عامًا من الصراع في الدولة الشرق أوسطية.
تأتي زيارة بوتين لإيران، بعد زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى إسرائيل والمملكة العربية السعودية هذا الأسبوع، حيث سيكون برنامج إيران النووي وأنشطتها الخبيثة في المنطقة موضوعًا رئيسًا للنقاش.
تعاون إيراني روسي
وفي سياق متصل، أكد رئيس اللجنة الاقتصادية في مجلس الشورى الإيراني محمد رضا بور إبراهيمي، أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين سيزور طهران الأسبوع المقبل.
وأضاف بور إبراهيمي، الذي زار موسكو بصحبة محافظ البنك المركزي الإيراني، في تصريح لوكالة «إرنا»، أن روسيا جادة في توسيع علاقاتها الاقتصادية مع إيران، وأن التخطيط لهذا الهدف على رأس جدول أعمال بوتين في لقائه بقيادات إيران.
وأشار إلى أن الحظر الأمريكي والأوروبي على روسيا تسبب في اهتمام موسكو بالتعامل الاقتصادي والتجاري مع إيران، مؤكدًا أن زيارة الرئيس إبراهيم رئيسي الأخيرة إلى روسيا، توفر أجواءً إيجابية في موسكو للتعاون الاقتصادي مع إيران.
ملف الحبوب
ملف الحبوب سيكون حاضرًا على طاولة القمة الثلاثية، خاصة بعد تأكيدات الرئيس التركي رجب طيب أردوغان -في اتصال هاتفي بنظيره الروسي فلاديمير بوتين الاثنين- أن الوقت قد حان لكي تعمل الأمم المتحدة على توفير ممر آمن لتصدير الحبوب عبر البحر الأسود.
وقالت دائرة الاتصال في رئاسة الجمهورية التركية، في بيان نشرته وكالة أنباء الأناضول، إن أردوغان وبوتين بحثا الأوضاع في سوريا، والحرب الروسية الأوكرانية، إضافة إلى فتح ممر آمن لتصدير الحبوب عبر البحر الأسود.
إنهاء الحرب الأوكرانية
وشدد الرئيس التركي على أهمية تمديد آلية المساعدات الأممية العابرة للحدود إلى سوريا.
وبحسب «الأناضول»، فإن أردوغان أكد ضرورة إنهاء الحرب الروسية الأوكرانية، عبر سلام دائم وعادل عن طريق التفاوض، معربًا عن استعداد أنقرة للمساهمة في عودة المفاوضات بين موسكو وكييف.
توقيت الزيارة
يأتي الإعلان عن الزيارة بعد يوم من تحذير الولايات المتحدة من أن طهران قد تزود موسكو بطائرات من دون طيار من أجل عملها في أوكرانيا.
وقال البيت الأبيض -الاثنين- إنه يعتقد أن روسيا تتجه إلى إيران لتزويدها بمئات من الطائرات من دون طيار، بما في ذلك تلك القادرة على حمل الأسلحة، لاستخدامها في أوكرانيا.
وفي تصريحات صحفية، قال مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان إنه من غير الواضح ما إذا كانت إيران قد قدمت بالفعل أيًا من المركبات إلى روسيا، لكنه أضاف أن الولايات المتحدة لديها معلومات تشير إلى أن إيران تستعد لتدريب القوات الروسية على استخدامها في أقرب وقت هذا الشهر.
وأشار إلى أن واشنطن لديها معلومات بأن الحكومة الإيرانية تستعد لتزويد روسيا بمئات من الطائرات من دون طيار، بينها ذات القدرة على صنع الأسلحة في إطار زمني سريع.
تعثر الاتفاق
كما يأتي الإعلان عن الزيارة بعد يومين من تعثر الاتفاق في مجلس الأمن على آلية إيصال المساعدات الإنسانية عبر الحدود إلى 4.1 مليون من قاطني مناطق شمال غربي سوريا، الخاضعة لسيطرة المعارضة.
وبينما تعثر الوصول إلى اتفاق على القرار، تمكنت روسيا من تعديل مشروع قرار يسمح بمواصلة تسليم المساعدات عبر الحدود من خلال معبر باب الهوى ستة أشهر فقط، في الوقت الذي يوشك فيه مجلس الأمن الدولي على الموافقة عليه.
وبحسب مصادر غربية، فإن البرازيل، التي تتولى الرئاسة الدورية لمجلس الأمن هذا الشهر، خططت لإجراء التصويت على القرار صباح الثلاثاء.
وتعد آلية إيصال المساعدات عبر الحدود التركية إلى سوريا عند معبر باب الهوى، الطريقة الوحيدة التي يمكن أن تصل بها مساعدات الأمم المتحدة إلى المدنيين، من دون التنقل في المناطق التي تسيطر عليها قوات الحكومة السورية.
وقال دبلوماسيون إن إيرلندا والنرويج ما زالتا تعملان للتوصل إلى حل وسط، لكن سيتم إغلاق عملية المساعدات الضخمة التي تقدمها الأمم المتحدة.
وقال مارتن جريفيث منسق مساعدات الأمم المتحدة لقناة (سي. بي. سي) التلفزيونية الكندية –الأحد- إن العملية، التي تقدم مساعدات تشمل الغذاء والدواء والمأوى، تمثل شريان الحياة وإذا لم يتسن استمرارها، سيموت الناس.
وقالت الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا، إن التمديد ستة أشهر (المقترح الروسي) ليس كافيًا لقيام مجموعات الإغاثة بالتخطيط والعمل بكفاءة.
وكان يتعين على مجلس الأمن -المكون من 15 عضوًا- تمرير قرار جديد في يناير لتمديده ستة أشهر أخرى، لكن روسيا تدعي أن بعثة المساعدة التابعة للأمم المتحدة تنتهك سيادة أراضي سوريا