المجلس الأطلسي: استمرار العالم متعدد الأقطاب يتطلب تغيير النهج الأمني الأمريكي
للحفاظ على المصالح الأمريكية، على حكومة الولايات المتحدة تعزيز شراكاتها بعناية، وإطلاق مستوى جديد من الابتكار الدفاعي للحفاظ على أمن الولايات المتحدة وشركائها

ترجمات - السياق
رغم أن حجم التدخلات العسكرية، من الصين وروسيا وإيران، بات أقل مما كان عليه في ذروة الحرب الباردة، فإن المخاطر المتزايدة للأعمال التخريبية من هذه الجهات الحكومية، ووكلائها في العالم متعدد الأقطاب، تتطلب ردعًا بحلول تكنولوجية قوية، لكنه لا يمكن أن يتحقق إلا من خلال سياسة تكيفية ذكية، بحسب "المجلس الأطلسي" للأبحاث.
وأضاف المجلس، في تقرير لمساعد وزير الخارجية الأمريكي السابق، آر كلارك كوبر، أن الولايات المتحدة وشركاءها الأمنيين ينتظرون "مراجعة الموقف العالمي" الذي ستصدره إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، فضلاً عن التوسع المحتمل في إجراءات التعاون الأمني، وكذلك مراجعات الكونجرس الموسعة، وسياسة نقل الأسلحة التقليدية، التي ستطيل أمد عمليات بيع الأسلحة، الطويلة بالفعل.
بينما يسعى الخصوم الديكتاتوريون للديمقراطية والحرية، في بكين وموسكو وطهران، إلى تعطيل جهود واشنطن في أي مكان قد تقوم فيه بتوسيع أو تقليص التعاون الأمني، أو ببساطة تسحب وجودها، مشيرًا إلى أن الوصول إلى التقنيات التجارية منخفضة التكلفة والفعالة، يجعل هذا التهديد أكثر قوة.
الحرب الباردة
وقال مساعد وزير الخارجية الأمريكي السابق، آر كلارك كوبر: "لكي تظل الولايات المتحدة رائدة في هذا العالم متعدد الأقطاب، وللتخطيط لموقفها العالمي بشكل أكثر فاعلية، يجب أن تخرج من عقلية الحرب الباردة، وتتخلص من البيروقراطية، وتتوقف عن توسيع العمليات التي تعرقل التعاون الأمني".
وأشار كوبر، وهو ضابط استخبارات كبير سابق، في قيادة العمليات الخاصة المشتركة الأمريكية، إلى أن إدارة الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، حققت بعض التقدم الملحوظ، لتعزيز الابتكار وحماية التفوق التكنولوجي للولايات المتحدة، من خلال استراتيجية الأمن القومي لعام 2017، والاستراتيجية الوطنية للتقنيات الحاسمة والناشئة عام 2020، التي صُممت لتعزيز الابتكار، فضلاً عن التزامها بمراجعة سياسة التصدير الأمريكية.
صحيح أن هذه السياسات كانت بداية جيدة، لكنها لم تكن كافية، إلا أن بايدن لديه الفرصة ليؤتي ثمارها.
تهديدات المسيرات
وقال كوبر: لفهم الظهور السريع لتهديدات الطائرات من دون طيار، يجب النظر إلى نمو برنامج هذه الطائرات العسكري الإيراني في السنوات الأخيرة، الذي يمتد أيضاً إلى الجماعات المدعومة من طهران عبر الصراعات الإقليمية، ويشمل ذلك المتمردين الحوثيين في اليمن، الذين يستخدمون طائرات من دون طيار ضد المملكة العربية السعودية، ونشر حركة حماس لهم ضد إسرائيل في قطاع غزة، واستخدامها من الميليشيات الشيعية في العراق، لمهاجمة القوات الأمريكية.
كما أنه من المحتمل، أن يشمل ذلك الهجوم الأخير بطائرة من دون طيار، على قاعدة التنف الأمريكية على الحدود السورية الأردنية، إذ يتطلب استخدام إيران المتزايد لهذه التكنولوجيا، وتحديداً الطائرات من دون طيار الانتحارية، التي تطير إلى أهدافها وتنفجر، دفاعات جوية متكاملة وأنظمة طائرات من دون طيار مضادة، التي سيسعى شركاء الولايات المتحدة الإقليميون في الشرق الأوسط، الذين لديهم متطلبات متزايدة لردع العدوان الإيراني، إلى استغلال أي فرصة للحصول عليها من الولايات المتحدة.
بيع الأسلحة
وحسب مساعد وزير الخارجية الأمريكي السابق، طالما اعترفت المؤسسة الأمنية الأمريكية، بأن خصوماً مثل الصين وإيران يسعون إلى استخدام التقنيات، التي يمكن أن تهدد الأمريكيين، والتي تخترق الدفاعات الجوية للحلفاء والشركاء، وتتحدى الاستقرار الإقليمي، فإن النهج الأمريكي للتعامل مع هذا الأمر لا يزال بحاجة للتحسين.
ورأى المجلس، أن توسيع إدارة بايدن لعمليات بيع الأسلحة العسكرية ونقلها، يهدد بالتنازل عن مساحة التعاون الأمني لخصوم الولايات المتحدة، التي تلعب دوراً فريداً في العالم، وينبغي عدم المساومة على مصالحها المتعلقة بالأمن القومي.
وأشار إلى إلى أن اقتراح حكومة الولايات المتحدة، بوضع الصناعة الأمريكية على قدم المساواة مع المنافسين، مخالف للمنطق، وأن دعم الحكومة للصناعة الأمريكية، لتتفوق في كل فرصة ممكنة، ضرورة أمنية وطنية واقتصادية.
وتابع: "تاريخياً كان التعاون الأمني الأمريكي، يشمل تسهيل مبيعات الأسلحة، وإجراء التدريبات والتمارين العسكرية، وتطوير إمكانية التشغيل البيني بين الحلفاء والشركاء، وتعزيز القدرات الدفاعية السيادية للشركاء الأمنيين.
صحيح أنه يجب أن تستمر هذه الجهود، إلا أنه في عالم ما بعد الحرب الباردة، لم تعد الولايات المتحدة تحتكر مبيعات الأسلحة، كما أنها ليست الوحيدة التي لديها أفضل التكنولوجيا في جميع المجالات".
الطائرات من دون طيار
في السنوات الأخيرة، أصبحت قدرات الاستخبارات والمراقبة والاستطلاع محوراً لإنتاج الطائرات من دون طيار الصينية، ولكي تظل الولايات المتحدة الشريك المفضل لحلفائها وشركائها، فإنها تحتاج إلى العمل بشكل أوثق معهم في شراكات تعاونية، مثل اتفاقية الدفاع الثلاثية (أوكوس) بين الولايات المتحدة وأستراليا والمملكة المتحدة.
كما يمكنها أيضاً تطوير مخططات تعاونية استباقية في التقنيات الناشئة، لتعزيز القدرات المشتركة، فضلاً عن مساعدة الشركاء الأمنيين في تحقيق شروط تصدير الطائرات من دون طيار الجديدة، والدعوة لتطوير قدرات الدفاع الجوي المتكاملة".
وقال كوبر: "للحفاظ على المصالح الأمريكية، على حكومة الولايات المتحدة تعزيز شراكاتها بعناية، وإطلاق مستوى جديد من الابتكار الدفاعي للحفاظ على أمن الولايات المتحدة وشركائها".