لماذا غيَّــر بايدن رأيه بشأن السعودية؟
مع تعثر المحادثات بشأن الاتفاق النووي الإيراني، تحتاج الولايات المتحدة إلى طريقة لاحتواء طهران، من خلال تعزيز كتلة ضدها رسميًا، تتمحور حول المملكة العربية السعودية وإسرائيل

ترجمات - السياق
سلَّطت صحيفة إندبندنت البريطانية، الضوء على زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن، إلى الشرق الأوسط، متسائلة عن الأسباب التي جعلته يغيِّر رأيه في ما يخص سياسته تجاه المملكة العربية السعودية.
ومن المقرر أن يزور بايدن إسرائيل، ويقضي ساعات قليلة في الأراضي الفلسطينية المحتلة، قبل أن يتوجه إلى السعودية ليشارك في قمة تضم زعماء دول الخليج، إلى جانب قادة الأردن ومصر والعراق.
وتساءلت الصحيفة، في تحليل للكاتب أندرو بونكومب: "لماذا غيَّـر بايدن رأيه بشأن جعل السعودية دولة منبوذة؟".
لتضيف الصحيفة البريطانية: بعد مرور نحو عامين ونصف العام من حكم بايدن، استمرت مبيعات الأسلحة الأمريكية والبريطانية إلى السعودية بلا هوادة.
علاقات قوية
وبينت "إندبندنت" أنه خلال هذا الأسبوع وفيما سيكون أوضح تأكيد لأن العلاقة الأمريكية السعودية قوية كما كانت، سيزور بايدن الرياض، ضمن رحلة إلى الشرق الأوسط تستغرق أربعة أيام، على أن يكون جزء منها محاولة مساعدة إسرائيل -حليف آخر قديم للولايات المتحدة- في إقامة علاقة مع المملكة العربية السعودية.
وأشارت إلى أنه من غير الواضح ما إذا كان سيتم الإعلان عن أي اتفاق هذا الأسبوع، عدا اتفاق للسماح بتحليق الطائرات الإسرائيلية فوق المجال الجوي السعودي، لكن بايدن وآخرين يرغبون في أن يكون ذلك في سياق اتفاقية أبراهام التي أبرمت عام 2020 بين إسرائيل وعدد من الدول العربية.
وذكرت الصحيفة، أنه كجزء من زيارته، سيسافر بايدن إلى المملكة العربية السعودية، بدعوة من الملك سلمان بن عبدالعزيز، مع ثمانية رؤساء دول لحضور اجتماع مجلس التعاون الخليجي، إضافة إلى مصر والأردن والعراق.
وعن هذا الاجتماع، قال البيت الأبيض في بيان: إن ولي العهد السعودي محمد بن سلمان سيكون ضمن الفريق السعودي الذي من المقرر أن يجري معه بايدن محادثات في اجتماعات ثنائية.
وردًا على سؤال عما إذا كان بايدن سيتم أخذ صور تذكارية له بصحبة ولي العهد السعودي، رد جاك سوليفان، مستشار الأمن القومي الأمريكي، بأنه سيترك الإجابة على "ترتيبات الرحلة الخاصة" للمنظمين.
ورفض سوليفان الإجابة بوضوح عما إذا كانت قضية خاشقجي ضمن أجندة بايدن، وقال إنه لن "يحدد ما سيقوله الرئيس بشكل خاص في لقاءاته مع المسؤولين السعوديين"، لكنه أكد أن البيت الأبيض يتواصل مع عائلة خاشقجي.
ندم بايدن
وردًا على سؤال عما إذا كان الرئيس قد ندم على ما قاله أثناء الحملة الانتخابية بشأن السعودية، رد سوليفان: بايدن لم يندم على تصريحاته السابقة، وإن ما يركز عليه حاليًا هو رؤيته بأن الولايات المتحدة لديها اهتمامات كبيرة بتطوير وحماية شراكتها مع السعودية.
كانت سارة واطسون، المديرة التنفيذية لمؤسسة "الديمقراطية للعالم العربي الآن"، ومقرها واشنطن، -وهي أكثر المنتقدين صراحةً لزيارة بايدن إلى المنطقة- قد أوضحت لـ "إندبندنت" أن الإدارة الأمريكية تركز على بيع المزيد من الأسلحة، وحماية إسرائيل، التي تطلب اتفاقًا مع السعودية، وأن تكون جزءًا من استراتيجية التصدي (إقامة ناتو شرق أوسطي) ضد إيران.
واستبعدت واطسون، أن يعرض بايدن على القيادة السعودية، أمر "حقوق الإنسان" بالمملكة، أو التشاور لانخفاض أسعار النفط.
ورأت أنه حتى لو وافقت المملكة العربية السعودية على زيادة إنتاج النفط، من غير المرجح أن تدخل الأسواق قريبًا بما يكفي لمعالجة ارتفاع الأسعار الناجم عن عقوبات الطاقة المفروضة على روسيا، مشيرة إلى أنه إذا كان بايدن يريد حقًا غازًا أرخص في المضخات، لما كان سيُبقي على العقوبات المفروضة على النفط الإيراني والفنزويلي.
وقالت السفارة السعودية في واشنطن في بيان قبل زيارة بايدن: "تتطلع المملكة العربية السعودية إلى الترحيب بالرئيس بايدن وتحديد الفصول التالية من شراكتنا، في وقت يشهد تحديات عالمية تتعلق بالاقتصاد العالمي والصحة والمناخ والصراع الدولي، تُعد الشراكة بين بلدينا مهمة أكثر من أي وقت مضى لتعزيز السلام والازدهار والاستقرار في جميع أنحاء العالم".
ونقلت "إندبندنت" عن حسين إيبش المحلل الاستراتيجي والباحث في معهد دول الخليج العربي، اعتقاده أن تحول بايدن بشأن معاملة المملكة العربية السعودية على أنها "دولة منبوذة"، مرتبط بأجندته المحلية المتعثرة.
ويرى إيبيش، أنه مع تعثر المحادثات بشأن الاتفاق النووي الإيراني، تحتاج الولايات المتحدة إلى طريقة لاحتواء طهران، من خلال تعزيز كتلة ضدها رسميًا، تتمحور حول المملكة العربية السعودية وإسرائيل