لوقف تقدم حركة الشباب.. عودة الكوماندوز إلى الصومال تنتظر إشارة بايدن

أعادت حركة الشباب تنظيم صفوفها، وأغارت على قاعدتين عسكريتين للقوات الأوغندية في مدينة ‫بولومرير ومنطقة ‫لانتبورو بضاحية مدينة  أفجوي، بولاية شبيلي السفلى جنوبي الصومال، وتكبدت القوات الأوغندية خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد.

لوقف تقدم حركة الشباب.. عودة الكوماندوز إلى الصومال تنتظر إشارة بايدن

ترجمات - السياق

طلب الجيش الأمريكي من الرئيس جو بايدن، نشر مئات من قوات الكوماندوز في الصومال، للمساعدة في الحد من تقدم حركة الشباب الموالية لتنظيم القاعدة، بحسب صحيفة وول ستريت الأمريكية.

ووفقًا لمسؤولين في إدارة بايدن، تحدثوا للصحيفة، طالب قادة الجيش، البيت الأبيض، بإلغاء الأمر الذي أصدره الرئيس السابق دونالد ترامب، في الأيام الأخيرة من ولايته بسحب نحو 700 من أفراد القوات الخاصة الأمريكية، من القواعد العسكرية في الصومال، حيث كانوا يضطلعون بمهمة تدريب وحدة محلية خاصة لمحاربة حركة الشباب.

وأبلغ المسؤولون "وول ستريت جورنال" بأن وزارة الدفاع الأمريكية "البنتاغون"، نقلت معظم قوات الكوماندوز الأمريكية التي كانت في الصومال، إلى جيبوتي وكينيا المجاورتين.

وأعادت حركة الشباب تنظيم صفوفها، وأغارت على قاعدتين عسكريتين للقوات الأوغندية في مدينة بولومرير ومنطقة لانتبورو بضاحية مدينة  أفجوي، بولاية شبيلي السفلى جنوبي الصومال، وتكبدت القوات الأوغندية خسائر كبيرة في الأرواح والعتاد.

 

أنشطة الشباب

ونقلت "وول ستريت جورنال" عن مسؤول استخباراتي رفيع قوله: منذ خروج القوات الأمريكية من الصومال، كثفت حركة الشباب عملياتها، مشيرًا إلى أنه لم يكن هناك أي ضغط على الحركة طوال هذا الوقت، ومن ثمّ تمتعت بحرية حركة لتنفيذ عملياتها الأخيرة.

وأشارت الصحيفة الأمريكية، إلى أن البنتاغون يعد حركة الشباب، أقوى فرع لتنظيم القاعدة في جميع أنحاء العالم، ويقدر قوامها بما بين 5 و7 آلاف مقاتل، موضحة أن الولايات المتحدة خاضت حرب عمليات خاصة ضد الجماعة منذ عام 2007.

وبحسب مسؤولين رفيعي المستوى، تحدثوا للصحيفة، طلب الجيش الأمريكي من إدارة بايدن، إعادة نشر القوات المتمركزة حاليًا في جيبوتي وكينيا، على الأراضي الصومالية.

ويرى المسؤولون أن الجنود المحليين يقاتلون بفاعلية أكبر، بوجود خبراء العمليات الخاصة الأمريكيين، حتى لو تجنَّب الأمريكيون القتال البري، واقتصروا على التدريب والدعم الجوي، مشيرين إلى أن التنقل المتكرر من الصومال وإليها، ينطوي على مخاطر لا طائل من ورائها على القوات الأمريكية.

وذكرت "وول ستريت جورنال" أنه بينما لم يعلن الرئيس الأمريكي قراره بشأن عودة القوات الأمريكية إلى الصومال، فإن متحدثة باسم مجلس الأمن القومي الأمريكي رفضت التعليق، قائلة "لا نعلق على النشر المحتمل للقوات".

 

إذن محتمل

ورغم رفض المتحدثة التعليق، فإن "وول ستريت جورنال" نقلت عن مسؤول عسكري كبير قوله: "هناك شعور متزايد بأن الجيش سيستعيد الكثير من قواته، إن لم يكن جميعها مثلما يريد"، مضيفًا: "أعتقد أننا سنحصل على تصريح على المدى القريب، حتى نتمكن من الحضور بشكل أكثر كثافة وثباتًا في الصومال".

وأوضحت الصحيفة أن ترامب أثار استياء الكثير من القادة العسكريين، بإصداره أمر الانسحاب في الأسابيع الأخيرة من ولايته، ضمن جهوده لإنهاء الصراعات في أفغانستان والعراق، مشيرة إلى أن البنتاغون بادر حينها إلى طمأنة الحكومات الإفريقية المتوترة، بأن الولايات المتحدة "لا تنسحب أو تتخلى عن إفريقيا".

وأشارت إلى أنه على الفور، وضعت إدارة بايدن -القادمة آنذاك- قرار الرئيس السابق قيد المراجعة، كجزء من إعادة تقييم واسعة النطاق، لانتشار القوات الأمريكية في الخارج، بينما سمحت للقوات الأمريكية بالذهاب إلى الصومال بشكل دوري، لتدريب وحدة الكوماندوز المحلية هناك، المعروفة بـ "الداناب" أو "البرق".

وأضافت الصحيفة: "في الوقت نفسه، قلل بايدن بدرجة كبيرة عدد الضربات التي تنفذها الطائرات المسيرة ضد مقاتلي حركة الشباب، إذ كثيرًا ما أثارت المعارضة الشعبية في الصومال هذه المسألة، نتيجة ما أدت إليه من خسائر مدنية".

وبينّت أنه وفقًا لبيانات حصلت عليها من القيادة الأمريكية في إفريقيا، فإن إدارة ترامب نفذت 203 ضربات جوية، خلال ولايته التي استمرت أربع سنوات، منها ضربتان قبيل مغادرته البيت الأبيض بيوم واحد.

بينما -حسب الصحيفة- على مدى 13 شهرًا قضاها بايدن في سدة الرئاسة الأمريكية، نفذ الجيش الأمريكي 5 ضربات جوية، كان آخرها الشهر الماضي، عندما طلبت القوات الصومالية المساعدة، لصد هجوم من حركة الشباب.

 

قوات على الأرض

مع التطورات الأخيرة وإعادة تنظيم حركة الشباب لصفوفها، هل تحتاج الصومال لقوات أمريكية على الأرض؟

نقلت "وول ستريت جورنال" عن مسؤولين أمريكيين وصفهم لعملية تنسيق الهجمات الجوية على الشباب، من دون قوات عسكرية على الأرض في الصومال، بأنها "أكثر صعوبة".

ونقلت الصحيفة الأمريكية، عن المتحدثة باسم مجلس الأمن الوطني إميلي هورن، قولها: إن إدارة بايدن تتبنى مقاربة "شاملة" تجاه الصومال، حيث تمتد القضايا الملحة، بداية من الجوع الناجم عن الجفاف وعنف المتطرفين، وصولاً إلى الانقسامات الإقليمية والاقتتال السياسي والتنافس العشائري، إذ تتضمن هذه المقاربة -وفقًا لما نقلته الصحيفة عن مسؤولين أمريكيين- استراتيجيات متزامنة من البنتاغون، ووزارة الخارجية، ووكالة التنمية الدولية.

وحسب "وول ستريت جورنال" يخشى كبار الضباط الأمريكيين ممارسة ضغوط على البيت الأبيض، لدعم مطالبهم بإعادة القوات إلى الصومال، لكنهم كانوا أكثر صراحة في التعبير عن شعورهم في الشهور الأخيرة بأن مقاتلي الشباب يكسبون أرضًا، بينما لم تنتقل القوات الأمريكية إلى أرض المعركة.

ونقلت الصحيفة عن الجنرال ستيفن تاونسند، قائد القوات الأمريكية في إفريقيا، قوله: إن تهديد حركة الشباب آخذ في الازدياد، محذرًا من أنه إذا لم يكن هناك ضغط متزايد عليها، فإن من المتوقع وقوع هجوم كبير تنفذه الحركة.

وذكرت الصحيفة أن حركة الشباب قتلت 67 شخصًا في مركز تسوق بنيروبي في كينيا عام 2013، وبعد ذلك بعامين، قتل المسلحون ما يقرب من 150 شخصًا في جامعة غاريسا الكينية، بالقرب من الحدود الصومالية، بحثًا عن المسيحيين لاستهدافهم، وعام 2017 ، زُعم أن الجماعة فجرت شاحنة مفخخة، خلفت ما يقرب من 600 قتيل في مقديشو، عاصمة الصومال.

وعام 2019 أعلنت الجماعة أن المدنيين الأمريكيين أهداف مشروعة، ويقول المسؤولون الأمريكيون إن المتشددين يمثلون تهديدًا قويًا للمصالح الأمريكية شرقي إفريقيا.

وعام 2020 قتلت حركة الشباب جنديًا أمريكيًا ومقاولين مدنيين أمريكيين، بقاعدة عسكرية في ماندا باي بكينيا، بالقرب من الحدود الصومالية، إذ كانت القوات الأمريكية هناك لتدريب الجنود الكينيين، الذين يخدمون في قوة كبيرة للاتحاد الإفريقي منتشرة في الصومال منذ عام 2007.

وأوضحت الصحيفة، أن الجيش الأمريكي نشر مؤخرًا نتائج تحقيقه في الهجوم، وخلص التقرير إلى أن عددًا من الإخفاقات العسكرية الأمريكية، بما في ذلك التخطيط غير الكافي للتهديدات المحتملة والقيادة الضعيفة، وما يقرب من 40 مهاجمًا "مصممون ومنضبطون ولديهم موارد جيدة" كانت أسباب هذا الهجوم الدامي.

 

تهديد كبير

وأمام هذه التحديات، نقلت "وول ستريت جورنال" عن مسؤول استخباراتي -رفض ذكر اسمه- قوله: "إذا استمرت حركة الشباب في العمل من دون ضغوط، هناك مخاوف من أن تتحول إلى خطر يهدد الوطن نفسه".

وأشارت إلى أنه إضافة إلى تنفيذ الكمائن، وزرع الأفخاخ المتفجرة على جوانب الطرق، وتفجير القنابل في المدن الكبرى، واغتيال المسؤولين، والاستيلاء على القرى، تحصد حركة الشباب عائداتها من الموانئ والشركات، وتحصل على ما يقدر بـ 130 مليون دولار في العام.

ووفقًا لمسؤولين أمريكيين، فإن الحركة تنفق جزءًا من هذه الثروة على شراء الأسلحة، وتحول جزءًا آخر إلى قادة تنظيم القاعدة العالميين، في باكستان وسوريا.