بينهم وزير خارجية ترامب.. هكذا خططت طهران لاغتيال قادة أمريكا في واشنطن
أخبر بورصافي المتعاون بأنه إذا لم ينفذ العملية في غضون أسبوعين، سيتم سحب المهمة منه، وأبلغه بأن شخصًا فحص المنطقة المحيطة بمنزل مستشار الأمن القومي السابق، ويظن أنها خالية من أي وجود أمني.

ترجمات - السياق
كشفت صحيفة وول ستريت الأمريكية، أن مايك بومبيو وزير الخارجية الأمريكي في إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، وجون بولتون، مستشار الأمن القومي للرئيس السابق دونالد ترامب، كانا هدفًا للاغتيال من قِبل الحرس الثوري الإيراني.
ونقلت الصحيفة عن وزارة العدل الأمريكية، تأكيدها أن إيرانيًا خطط لاغتيال اثنين على الأقل من المسؤولين السابقين في إدارة ترامب، في ما وصفته بأنه انتقام محتمل لقتل جنرال إيراني بارز عام 2020.
وذكر بيان للوزارة على موقعها الإلكتروني أن وثائق قضائية أظهرت أنه بدءًا من أكتوبر 2021، حاول شهرام بورصافي، المعروف أيضًا باسم مهدي رضائي (45 عامًا) استغلال "مرافق التجارة الدولية"، لاغتيال بولتون، على الأرجح ردًا على قتل قائد فيلق القدس في الحرس الثوري، قاسم سليماني، في يناير 2020.
وقُتل سليماني بأمر من ترامب، بعدما استهدفت طائرات أمريكية مُسيَّرة سيارته أثناء خروجه من مطار بغداد الدولي في العراق، بينما أعلن كبار المسؤولين في الحرس الثوري الإيراني، مرارًا، عزمهم الانتقام لسليماني.
تفاصيل الاغتيال
وبينت "وول ستريت جورنال" -نقلًا عن بيان وزارة العدل الأمريكية- أن بورصافي، الذي يعمل نيابةً عن الحرس الثوري، حاول دفع أموال -نحو 300 ألف دولار- لأفراد في الولايات المتحدة، لتنفيذ جريمة القتل في العاصمة الأمريكية واشنطن، أو ولاية ماريلاند المجاورة.
وأشارت إلى أن بورصافي اتصل بأحد المتعاونين، عن طريق تطبيق محادثات مشفرة، ثم طلب منه التحدث معه عبر تطبيق محادثات آخر، وعرض عليه 250 ألف دولار لإيجاد شخص يستطيع "القضاء" على مستشار الأمن القومي السابق، وتم الاتفاق في النهاية على دفع 300 ألف دولار، وأبلغه بأنه لديه مهمة أخرى سيدفع له بموجبها مليون دولار.
وتشير الوثائق إلى أنه في 22 أكتوبر 2021، طلب بورصافي من الشخص (أ) وهو مُقيم في الولايات المتحدة، وقد التقاه عبر الإنترنت، التقاط صور لمستشار الأمن القومي السابق، مدعيًا أن الصور ستستخدم في كتاب كان بورصافي يكتبه.
وقال المدعون إن المقيم في الولايات المتحدة قدَّم بورصافي إلى شخص آخر كان يعمل مخبرًا سريًا لصالح السلطات الفيدرالية.
وفي 14 نوفمبر 2021، طلب الشخص من بورصافي المساعدة في تحديد مكان بولتون، وأعطاه الأخير عنوان مكتبه في واشنطن.
في 25 نوفمبر، أخذ بورصافي لقطات شاشة لتطبيق خرائط يُظهر منظر الشارع الذي يقع فيه المكتب، ويشير إلى أن العنوان "على بُعد 10162 كم"، وهي المسافة التقريبية بين واشنطن وطهران.
وفي الأول من فبراير 2022، أخبر بورصافي المتعاون بأنه إذا لم ينفذ العملية في غضون أسبوعين، سيتم سحب المهمة منه، وأبلغه بأن شخصًا فحص المنطقة المحيطة بمنزل مستشار الأمن القومي السابق، ويظن أنها خالية من أي وجود أمني، لذلك يجب أن يكون قادرًا على "إنهاء المهمة"، وفقًا لوثائق المحكمة.
وأوضحت الوزارة -في البيان- أن بحثًا في أحد حسابات الإيراني على الإنترنت كشف عن صور له وهو يرتدي الزي الرسمي وشارة الحرس الثوري.
بومبيو
بينما نقلت "وول ستريت جورنال" عن مصادر وصفتها بالمطلعة، قولها: إن وزارة العدل الأمريكية أبلغت أيضًا، مايك بومبيو وزير الخارجية في إدارة الرئيس السابق دونالد ترامب، مباشرةً، بأنه وفقًا للوثائق التي تم الحصول عليها، كان على قائمة الحرس الثوري الإيراني للاغتيالات.
ووفقًا لتحقيقات وزارة العدل الأمريكية، فإن المليون دولار التي وعد بها بورصافي عملاءه في الولايات المتحدة، كانت مقابل تنفيذ العملية الثانية باستهداف بومبيو.
وفي مقابلة، قال بولتون -الذي كان أيضًا سفيرًا للأمم المتحدة ومسؤولًا كبيرًا في وزارة الخارجية في عهد الرئيس جورج دبليو بوش- إنه بعد وقت قصير من اغتيال الجنرال سليماني، تلقى مكالمة من مكتب التحقيقات الفيدرالي لتحذيره من تهديد بالاغتيال.
يذكر أن بولتون غادر البيت الأبيض في سبتمبر 2019 بعد خلاف مع ترامب على محادثات السلام الأفغانية وقضايا السياسة الخارجية الأخرى، أما بومبيو -الذي كان أول مدير لوكالة المخابرات المركزية في عهد ترامب وعضوًا سابقًا في الكونغرس- فقد خدم طوال فترة رئاسة ترامب.
وكشف بولتون، أن ترامب رفع حماية الخدمة السرية الخاصة به، في اليوم الذي تقدَّم فيه باستقالته، مضيفًا أن بعض الإدارات تمد هذه الحماية مؤقتًا لكبار المسؤولين الذين يغادرون الحكومة كإجراء احترازي.
وأشار إلى أنه لم يتعرض لأية هجمات أو محاولات لاغتياله خلال تلك الفترة، ومع ذلك، نظرًا لأن تحقيق مكتب التحقيقات الفيدرالي أصبح أكثر جدية، فقد حصل على حماية الخدمة السرية مجددًا في ديسمبر 2021 من قِبل إدارة الرئيس جو بايدن.
ووجَّه بولتون الشكر لإدارة بايدن، ووصف الحكومة الإيرانية بأنها "كاذبة وإرهابية وعدوة للولايات المتحدة"، وطلب من الرئيس الأمريكي عدم العودة إلى الاتفاق النووي.
وحسب وثائق المحكمة، قالت وزارة العدل إن بورصافي مازال طليقًا خارج الولايات المتحدة، مشيرة إلى أنه "إذا كان داخل إيران، فمن الصعب أن تستطيع الولايات المتحدة ضبطه واحتجازه"، بينما أصدرت السلطات الفيدرالية إعلاني "مطلوب"، بحقه، أحدهما بالإنجليزية والآخر بالفارسية.
وتعليقًا على العملية، نقلت الصحيفة الأمريكية عن كريستوفر راي مدير مكتب التحقيقات الفدرالي، قوله: إن مؤامرة إيران لاغتيال مسؤول أمريكي على الأراضي الأمريكية أمر شائن، مضيفًا: "محاولاتهم المستمرة لتنفيذ عمليات اغتيال ضد الأمريكيين يجب أن تقلقنا جميعًا"، مشددًا على أن مكتب التحقيقات الفدرالي سيواصل مواجهة ما سماه "العدوان الإيراني" وحماية الأمريكيين في الداخل والخارج.
الاتفاق النووي
وعن إمكانية أن تعرقل هذه المعلومات، المفاوضات في فيينا بشأن استعادة الاتفاق النووي لعام 2015 بين إيران والقوى العالمية الست، أوضح البيت الأبيض أن المؤامرة المزعومة لن تعرقل مفاوضات فيينا، بينما قال مسؤولون أمريكيون وأوروبيون، إن نص الاتفاق اكتمل، والأمر متروك لإيران، لتقرر ما إذا كانت ستقبل أو تنسحب.
بدوره، شدد مستشار الأمن القومي الأمريكي جيك سوليفان، على أن إدارة الرئيس بايدن لن تتنازل عن حماية الأمريكيين من تهديدات العنف والإرهاب.
وقال سوليفان في بيان: "إيران ستواجه عواقب وخيمة إذا هاجمت أيًا من مواطنينا".
في المقابل، رفضت إيران، اتهام الولايات المتحدة لطهران بالتآمر لاغتيال بولتون وبومبيو، قائلة إن ما صدر عن واشنطن "لا أساس له وينطلق من دوافع سياسية".
وقال المتحدث باسم الخارجية الإيرانية، ناصر كنعاني، "إيران تحذر بشدة من أي تحرك ضد الإيرانيين تحت ذريعة هذه الاتهامات العبثية التي لا أساس لها".
أما في ما يخص الاتفاق النووي، فقد أعلن وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان أن طهران نقلت رسالتها بشأن الاتفاق النووي الإيراني إلى الولايات المتحدة عن طريق الأوروبيين.
وقال عبداللهيان، في اتصال مع نظيره التركي مولود تشاووش أوغلو: "نقلنا رسالتنا إلى الولايات المتحدة من خلال الأوروبيين، ونأمل أن يمهد الجانب الأمريكي برؤية واقعية وعملية وقبول مطالب إيران المشروعة والقانونية الطريق لاتفاق بشأن النص النهائي".
ومساء الاثنين الماضي، أعلن مسؤول السياسة الخارجية بالاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل تقديم "النص النهائي" للاتفاق النووي مع إيران، داعيًا الدول المعنية لاتخاذ قراراتها لإحياء الاتفاق.