هل حان الوقت لازدهار النفط والغاز في إفريقيا؟

حان الوقت لإفريقيا للاستفادة من مواردها وتطوير اقتصاداتها على غرار الدول المتقدمة التي استفادت من مواردها من النفط والغاز تاركة إفريقيا وراءها.

هل حان الوقت لازدهار النفط والغاز في إفريقيا؟

ترجمات - السياق

عززت دول إفريقية عدة تدريجيًا إنتاجها من النفط والغاز، العام الماضي، بالتزامن مع ارتفاع الطلب على الوقود الأحفوري، وهو ما دفع موقع أويل برايس الأمريكي، المعني بأخبار أسواق النفط والطاقة في العالم، ليرى أن الوقت قد حان لازدهار النفط والغاز في إفريقيا.

وأشار الموقع، إلى أن هناك الكثير من فُرص النفط والغاز الواعدة في إفريقيا ، لكن التحول العالمي بعيدًا عن مصادر الطاقة كثيفة الكربون يجعلها قضية مثيرة للجدل، لافتًا إلى أنه مع ارتفاع الطلب العالمي على النفط والغاز منذ الغزو الروسي لأوكرانيا فبراير الماضي، يمكن أن يكون الوقت المناسب للدول الإفريقية لعرض قضيتها.

أمام ذلك، بين الموقع، أنه من أجل إقناع المستثمرين بالإمكانات، يتعين على دول النفط في إفريقيا إزالة الكربون من العمليات، وتطوير مشاريع البنية التحتية مُنخفضة الكربون، وكذلك الاستثمار في مصادر الطاقة المتجددة.

مناطق غير مستغلة

وأكد "أويل برايس" أنه في الوقت الذي تبتعد فيه دول غربية عدة عن إنتاج الوقود الأحفوري، تستثمر كبرى شركات النفط لتطوير وإنتاج النفط مُنخفض الكربون، في مناطق غير مستغلة إلى حد كبير بالدول الإفريقية.

وعن إمكانية أن تتمكن الحكومات التي ترغب في تطوير صناعاتها النفطية من إثبات موقفها، أوضح الموقع الأمريكي، أنه من المتوقع أن يطرح العديد من قادة الدول الإفريقية مشروعات الوقود الأحفوري الجديدة، المقرر تنفيذها في جميع أنحاء القارة، خلال قمة المناخ العالمية المقررة في نوفمبر 2022.

وحسب الموقع، فإن إفريقيا ستتيح للعالم الوصول إلى موارد الغاز الحيوية، في وقت تواجه فيه بلدان غربية عدة، نقصًا في الطاقة وارتفاعًا في الأسعار، إضافة إلى ذلك، يمكن لاحتياطات النفط في إفريقيا غير المستكشفة إلى حد كبير أن تزود العالم بموارد منخفضة الكربون لازمة لسد الفجوة في تحول الطاقة المتجددة.

ولكن نظرًا لأن العديد من قادة العالم يهدفون إلى تقليل اعتمادهم على الوقود الأحفوري، لدعم المعركة ضد تغير المناخ، من غير المؤكد ما إذا كان هؤلاء القادة سيقنعون بقية العالم بالحاجة إلى النفط والغاز الإفريقي.

ووفقًا لصحيفة غارديان البريطانية، من المرجح أن يقدم الاتحاد الإفريقي وثيقة -من خمس صفحات- تسلِّط الضوء على دعم تطوير عمليات النفط والغاز في معظم الدول الإفريقية خلال قمة المناخ المقبلة، كما تؤكد الوثيقة أهمية أن يلعب الوقود الأحفوري، خصوصًا الغاز الطبيعي، دورًا حاسمًا في توسيع نطاق الحصول على الطاقة، إضافة إلى تسريع وتيرة التحول إلى مصادر الطاقة المتجددة.

انتقادات

وأشار "أويل برايس" إلى أن التوجه الإفريقي أثار انتقادات عدد من المؤسسات الدولية المعنية بالبيئة، إذ وصفت تحالف من المنظمات غير الحكومية الإفريقية توجه القادة الأفارقة بأنه "مخزٍ وغير مقبول"، على حد زعمهم، بينما سلّط دُعاة "حماية البيئة" الضوء على الإمكانات الكبيرة لتطوير مشاريع الطاقة المتجددة على نطاق واسع في جميع أنحاء القارة الإفريقية، التي تضررت بشدة من تغير المناخ.

ومع ذلك، فقد أدت الزيادة السريعة في أسعار النفط والغاز -في الآونة الأخيرة- إلى تغيير العديد من الدول موقفها من النفط والغاز وزيادة الإنتاج لتلبية الطلب، حيث يتعين على العديد من الحكومات اللجوء إلى دول أخرى لسد الفجوة واحتياجاتها من الطاقة، بعد العقوبات المفروضة على الطاقة الروسية من جانب الاتحاد الأوروبي، والولايات المتحدة الأمريكية.

تجدر الإشارة إلى أن الاتحاد الأوروبي أعلن أنه سيستمر في الاعتماد على الغاز الطبيعي كجزء من الانتقال إلى الطاقة النظيفة، والابتعاد عن الفحم والنفط الخام.

وأشار الموقع الأمريكي، إلى أنها ليست المرة الأولى التي تعرض فيها إفريقيا إمكاناتها كمنطقة نفطية جديدة لبقية العالم، مشددًا على أنه بعد العديد من التطورات في قطاع الوقود الأحفوري في السنوات القليلة الماضية، أعرب العديد من القادة الأفارقة عن دعمهم لهذه الصناعة، وأنه حان الوقت لإفريقيا للاستفادة من مواردها وتطوير اقتصاداتها على غرار الدول المتقدمة التي استفادت من مواردها من النفط والغاز "تاركة إفريقيا وراءها".

طرق الاستفادة

وعن إمكانية أن تُقدم المنطقة الإفريقية نفسها لضمان استفادتها من مواردها الطبيعية في وقت يبدو فيه العالم كأنه يبتعد عن مشاريع الوقود الأحفوري الجديدة، أشارت شركة الاستشارات "ماكينزي"، في دراسة لها، إلى أن العديد من مشروعات النفط والغاز الحالية في إفريقيا ترتفع تكلفتها كثيرًا عن المتوسط العالمي، ما يجعل شركات الطاقة مترددة في الاستثمار بالمنطقة.

ومع ذلك، تشير الدراسة إلى أن إفريقيا يمكن أن تضع نفسها بشكل أفضل في سوق النفط والغاز خلال العقود المقبلة، بإزالة الكربون من عمليات إنتاج النفط والغاز مع تحسين كفاءة التكلفة، من خلال إدخال تقنيات احتجاز الكربون وتخزينه، وتعزيز تشريعاتها وأنظمتها الخاصة بصناعة الطاقة لتحسين القدرة التنافسية من حيث التكلفة، مع التركيز على أوجه القصور وانعدام الأمن.

ودعت الدراسة، القارة السمراء إلى ضرورة زيادة إمداداتها من الطاقة من خلال مشروعات البنية التحتية منخفضة الكربون، مشيرة إلى أنه نظرًا للجفاف في حقول النفط التي تم استكشافها منذ فترة طويلة، فإن عددًا كبيرًا من شركات النفط والغاز يتطلع إلى مناطق غير مستغلة لتطوير عمليات إنتاج النفط منخفضة الكربون بها.

وأكد الموقع الأمريكي، أن المنطقة الإفريقية تتمتع بإمكانات كبيرة لتطوير صناعة الوقود الأحفوري في وقت يظل فيه الطلب مرتفعًا ويواجه العالم نقصًا في الغاز الطبيعي والنفط،