ماذا يعني سيطرة الديمقراطيين على مجلس الشيوخ؟
بعد فوزهم في ولاية نيفادا... الديمقراطيون يحتفظون بالسيطرة على مجلس الشيوخ

ترجمات - السياق
رأت صحيفة فايننشال تايمز البريطانية، أن احتفاظ الحزب الديمقراطي، بالسيطرة على مجلس الشيوخ الأمريكي، بعد فوزهم في ولاية نيفادا، يمنح الرئيس الأمريكي جو بايدن فرصة للمضي قدمًا في جدول أعماله وإتمام التعيينات القضائية، حتى مع توقع فوز الحزب الجمهوري بفارق ضئيل في مجلس النواب.
وفاز الحزب الديمقراطي، السبت، بالمقعد الذي كان يحتاج إليه للاحتفاظ بالسيطرة على مجلس الشيوخ، وهو نصر حاسم لاستمرارية رئاسة جو بايدن، حسبما أفادت وسائل إعلام محلية.
وقال بايدن، الأحد: إن النجاح غير المتوقع للديمقراطيين في انتخابات منتصف الولاية، وضعه في موقف أقوى، لإجراء محادثات حاسمة مع نظيره الصيني شي جين بينغ.
ومن المقرر أن يلتقي الزعيمان، الاثنين، على هامش قمة مجموعة العشرين في إندونيسيا.
وأضاف بايدن للصحفيين في العاصمة الكمبودية، بنوم بنه، حيث يشارك حاليًا في قمة رابطة دول جنوب شرق آسيا (آسيان): "أشعر بأنني بحالة جيدة، وأتطلع قُدمًا إلى العامين المقبلين".
وأكد الرئيس الأمريكي عدم استغرابه من النتيجة، قائلًا: "أعتقد أنه انعكاس لجودة مرشحينا".
وسيواصل الديمقراطيون بزعامة بايدن سيطرتهم على مجلس الشيوخ الأمريكي -الغرفة العليا في الكونغرس- المؤلف من 100 مقعد عامين آخرين، بعد احتفاظ عضو الحزب الديمقراطي عن ولاية نيفادا كاثرين كورتيز ماستو بمقعدها بأغلبية ضئيلة للغاية في انتخابات التجديد النصفي.
وبعد احتساب هذا الفوز الحاسم، يرتفع عدد مقاعد الديمقراطيين في مجلس الشيوخ إلى 50 مقعدًا، متجاوزًا بذلك عدد مقاعد الجمهورين البالغ 49 مقعدًا.
تنفس الصعداء
وبعد أربعة أيام من انتخابات منتصف الولاية، التي خيبت آمال الجمهوريين، أعلِن فوز السناتورة الديمقراطية كاثرين كورتيز ماستو في ولاية نيفادا على آدم لاكسالت المرشح المدعوم من الرئيس السابق دونالد ترامب، وفقًا لقنوات تلفزيونية أمريكية.
وبإعادة انتخابها، يرتفع عدد الديمقراطيين المُنتخبين في مجلس الشيوخ إلى 50 من أصل 100، ما يسمح لحزب بايدن بالسيطرة على هذا المجلس، لأن الصوت المُرجح يعود إلى نائبة الرئيس كامالا هاريس.
ولا يزال بإمكان الديمقراطيين الفوز بمقعد في ولاية جورجيا، حيث ستُنظم جولة ثانية في 6 ديسمبر المقبل.
يأتي ذلك في وقت يبدو أن الجمهوريين قريبون من تجريد بايدن من الأغلبية في مجلس النواب.
جاء ذلك بعد فوز الديمقراطي مارك كيلي بإعادة انتخابه في ولاية أريزونا على المرشح الجمهوري المدعوم من ترامب بليك ماسترز.
وحسب الصحيفة البريطانية، فإن نتيجة نيفادا تعني أن جولة الإعادة المقررة في 6 ديسمبر بجورجيا بين رافائيل وارنوك، الديمقراطي الحالي، وهيرشيل ووكر، نجم كرة القدم الأمريكية السابق الذي يترشح عن الجمهوريين، لن تكون حاسمة في تحديد الأغلبية، لكنها قد تقدم للديمقراطيين هامشًا بصوت واحد إضافي لتمرير التشريع.
وترى "فايننشال تايمز" أن الحفاظ على التفوق الديمقراطي في مجلس الشيوخ يُعد أمرًا حيويًا للرئيس جو بايدن، لأنه سيسمح لحزبه بالموافقة على الترشيحات القضائية وتعيينات السلطة التنفيذية، ووضع جدول الأعمال التشريعي، حتى لو سيطر الجمهوريون على مجلس النواب.
ويمهد فوز كاثرين كورتيز ماستو، الطريق أمام الرئيس جو بايدن، لتعيين القضاة في المحاكم الفيدرالية، خلال العامين المقبلين، وإدارة البلاد بالشكل الذي يريده.
وحسب الصحيفة، ستكون أبرز هذه التعيينات، عضوية المحكمة العليا، في حال خلو مقعد فيها لظروف غير متوقعة، مثل استقالة مفاجئة، أو وفاة أحد أعضائها، ولن يكون بإمكان الجمهوريين إعاقة تعيين أي شخص يختاره بايدن، ويتذكر الديمقراطيون ما جرى عام 2016، عندما منعت أغلبية جمهورية بزعامة ميتش ماكونيل، حتى عقد جلسة استماع لمرشح الرئيس السابق باراك أوباما.
ويعني فوز الديمقراطيين في نيفادا، أن نتيجة الانتخابات في جورجيا، لم تعد محورية لحسم السيطرة على مجلس الشيوخ، لكن بايدن قال إنه "من الأفضل" أن يكون للديمقراطيين 51 مقعدًا، لأنه يتيح للحزب إدارة الأمور بشكل أكثر يُسرًا، ويساعد في انتخابات عام 2024.
ورغم ذلك يبقى من المتوقع أن يحظى الجمهوريون، بسيطرة بفارق بسيط، في مجلس النواب، الغرفة الأدنى، وهو ما سيشكل صداعًا بسيطًا لبايدن، إذ لن يكون باستطاعته تمرير قوانين، بشكل سهل، وسيواجه ممارسات قوية من جانب النواب الجمهوريين، الذين بدورهم، قد يواجهون الفشل في إدارة الدورة التشريعية للمجلس، لو انشغلوا بالخلافات الداخلية، وهو ما يصب في مصلحة بايدن.
انتصار وتبرئة
بدوره، رأى زعيم الأغلبية الديمقراطية، تشاك شومر، أن النتائج "تبرئة" للديمقراطيين وأجندتهم.
وقال شومر في مؤتمر صحفي: إن المرشحين الديمقراطيين "الرائعين" وأجندة الحزب وإنجازاته ورفض الشعب الأمريكي لـ"الجمهوريين المتطرفين المعادين للديمقراطية، أدت إلى احتفاظ الحزب بالأغلبية".
وأضاف: "الجمهوريون غذوا الناخبين بالتطرف والسلبية، بما في ذلك إصرار بعض المرشحين الزائف على أن انتخابات 2020 الرئاسية سُرقت"، حسبما نقل موقع ذا هيل الأمريكي.
وتابع: "المرشحون الديمقراطيون مثل كورتيز ماستو والسيناتور عن نيو هامبشاير ماجي حسن وسيناتور أريزونا مارك كيلي، كانوا في سباقات تنافسية تحظى باهتمام كبير. إنهم جيدون يهتمون بالناس ويفهمون كيفية إنجاز الأمور وحسمها".
وترى "فايننشال تايمز" أن هزيمة لاكسالت تمثل أحدث خيبة أمل للجمهوريين، الذين كانوا يأملون تحقيق مكاسب كاسحة في انتخابات التجديد النصفي، لكن أداءهم كان ضعيفًا، حيث كان الناخبون قلقين من فقدان حقوق الإجهاض والقيم الديمقراطية الأساسية، بقدر قلقهم من معاقبة الديمقراطيين على الأسعار المرتفعة.
ويكافح الجمهوريون للوصول إلى عتبة 218 صوتًا يحتاجون إليها لاستعادة مجلس النواب، مع وجود نحو 20 سباقًا في مجلس النواب بالكونغرس لم يتم استدعاؤها، ما يشير إلى أنهم سيحصلون على أغلبية ضئيلة للغاية.
والسبت الماضي، حقق الديمقراطيون مفاجأة كبيرة في سباق مجلس النواب بولاية واشنطن، عندما هزمت ماري غلوسينكامب بيريز الجمهوري جو كينت -وهو جمهوري متحالف مع ترامب- كان قد أطاح خايمي هيريرا بيوتلر، النائبة الجمهورية التي صوتت لعزل ترامب بعد الهجوم على مبنى الكابيتول في 6 يناير من العام الماضي.
وحسب الصحيفة، فقد أدى فشل الجمهوريين في تحقيق مكاسب كبيرة بانتخابات التجديد النصفي إلى تصاعد الاقتتال الداخلي بين الفصائل المقربة من قادة الأحزاب في الكونغرس وتلك المرتبطة بترامب.
ففي مجلس الشيوخ، طلبت مجموعة من الجمهوريين المؤيدين لترامب تأجيل انتخابات الزعامة إلى ما بعد جولة الإعادة في جورجيا، الأمر الذي قد يُشكل تهديدًا لميتش ماكونيل، الذي يتزعم الجمهوريين في مجلس الشيوخ منذ أمد طويل.
يأتي ذلك، بينما بدأ أعضاء الحزب الجمهوري في الولايات المتحدة مرحلة توجيه الاتهامات وإلقاء اللوم بعد ظهور نتائج انتخابات التجديد النصفي للكونغرس الأمريكي الأسبوع الماضي، التي خرج منها الديمقراطيون محتفظين بسيطرتهم على مجلس الشيوخ الأمريكي.
وقال السناتور الجمهوري، جوش هاولي، إن الحزب القديم مات وإن الوقت قد حان لبناء شيء جديد، في محاولة منه لمعرفة أسباب ما جرى.
وكما تعامل مع خسائره إبان معركة الرئاسيات قبل نحو عامين، عاد الرئيس الجمهوري السابق، دونالد ترامب، بالزعم نفسه بأن المخالفات شابت أيضًا الانتخابات النصفية، لكنه لم يأتِ مجددًا بالسند ولا الدليل على ما يقول.
كان الجمهوريون قد حققوا مكسبًا كبيرًا في ولاية نيفادا عندما فاز جو لومباردو، عمدة مقاطعة كلارك، التي تضم لاس فيغاس، بسباق الحاكم، لكن جيم مارشانت، مرشحها لمنصب وزير الخارجية، خسر بعد تعرضه لانتقادات للتشكيك في نتيجة انتخابات 2020.
وفي ولاية أريزونا، خسر مارك فينشيم، الذي هاجم فوز بايدن على ترامب ووصفه بأنه "غير مشروع"، تنافسه على منصب وزير الخارجية، الذي يشرف على الانتخابات، أمام الديمقراطي أدريان فونتس.
بينما كانت نتيجة سباق حاكم ولاية أريزونا مع كاري ليك، مذيعة الأخبار التلفزيونية السابقة المدعومة من ترامب، مع كاتي هوبز، المرشحة الديمقراطية، لا تزال غير محسومة، رغم أن هوبز حافظت على تقدمها حتى مساء السبت.
فلا يزال بإمكان الجمهوري كاري ليك اللحاق بالديمقراطية كاتي هوبز في سباق ولاية أريزونا المثير للجدل على منصب الحاكم.
ويواصل العاملون في الانتخابات جدولة بطاقات الاقتراع في مقاطعات عدة، بما في ذلك ماريكوبا، المدينة الأكثر اكتظاظًا بالسكان في الولاية، والأكثر ثراءً بالأصوات، بينما طالب المسؤولون بضرورة الصبر حتى إعلان النتيجة، مؤكدين -في المؤتمرات الصحفية اليومية- أن العملية تسير بوتيرة طبيعية ووفقًا للقانون.
على جانب آخر، إذا ترشح بايدن مرة أخرى، من المحتمل أن يخوض منافسة جديدة مع ترامب، الذي هزمه في انتخابات 2020، ومن المتوقع أن يعلن ترامب رسميًا قراره بالمنافسة للفوز بترشيح الحزب الجمهوري للانتخابات الرئاسية 2024، الثلاثاء المقبل.