الصادق الغرياني يحرض ضد مصر... لماذا استعان الإخوان بمفتي إرهاب ليبيا؟

قال المحلل السياسي الليبي عبدالمنعم اليسير، في تصريحات لـ السياق ، إن الغرياني يتكلم بما يمليه عليه الفريق المرشد له وهو مكون من الجماعة الليبية المقاتلة وتنظيم الإخوان الذين يكنون العداء لمصر.

الصادق الغرياني يحرض ضد مصر... لماذا استعان الإخوان بمفتي إرهاب ليبيا؟

السياق (خاص)

مستخدمًا الدين سلاحًا لضرب استقرار بلاده ودول الجوار، كان مفتي الإرهاب في ليبيا الصادق الغرياني، يمارس ديدنه بفتاوى تحريضية، ينفث من خلالها سمومه، تجاه مخالفيه في الرأي.

إلا أن تلك السموم، التي وجهها خلال العشرية المنصرمة إلى بلاده، التي عانتها طوال عشرية خلت، وتسبب في تسليم ليبيا إلى تركيا على طبق من فضة، حوَّلت بوصلتها إلى الجارة الشرقية مصر، التي أرهقها الإرهاب العابر للحدود الليبية إليها.

ولأن مصر ذات تأثير في محيطيها الإقليمي والعربي، وفي العمق الليبي بخطها الأحمر (سرت – الجفرة) الذي وضعته قبل سنوات، كحد فاصل لأمنها القومي، ومع تعثر محاولات تنظيم الإخوان للصلح مع القيادة السياسية في البلد الإفريقي، وجد في الصادق الغرياني الذي "يغتصب" سلطة دار الإفتاء سلاحًا لترويج أجندته.

فبعد أن فقد تنظيم الإخوان الإرهابي تأثيره في الداخل المصري، وانصرفت عنه القيادات الدينية التي أيدته في وقت ما، وجَّه بوصلته إلى الصادق الغرياني، أملًا في حشد مؤيدين لدعوته بالتظاهر.

 

دعوات إرهابية

وفي استجابة سريعة من مفتي الإرهاب في ليبيا، نشر مقطع فيديو، دعا فيه إلى الخروج باحتجاجات شعبية في مصر، تأييدًا لدعوات تنظيم الإخوان الإرهابي، التي تحطمت الجمعة على صخرة الرفض الشعبي لها.

ورغم فشل دعوات الغرياني وتظاهرات 11/11 التي حاول "الإخوان" الحشد لها، فإن استعانة التنظيم بمفتي الإرهاب في ليبيا، لها الكثير من الدلالات، خاصة أن الرجل الذي تخصص في الترويج للشائعات وقلب الحقائق، طالما حرض على العنف والإرهاب في ليبيا والدول المجاورة.

إلى ذلك، قال المحلل السياسي الليبي عبدالمنعم اليسير، في تصريحات لـ«السياق»، إن الغرياني يتكلم بما يمليه عليه الفريق المرشد له وهو مكون من الجماعة الليبية المقاتلة وتنظيم الإخوان الذين يكنون العداء لمصر.

وأوضح المحلل الليبي، أن تلك التنظيمات تلاميذ لمؤسس تنظيم الإخوان سيد قطب، مشيرًا إلى أنهم يسعون لإطاحة كل حكومات الدول العربية، أملًا في إقامة خلافتهم الذي يعتقد الغرياني أنه سيكون ممثلًا لها.

وأشار إلى أن هذه الجماعة الإرهابية لن تتوقف عن الفتن والتحريض والتخريب، خاصة أن مصر نجحت في الانتصار على تنظيم الإخوان، ورفع الغطاء الذي كانوا يرتدونه، لخداع الشعوب، عبر استخدام الإسلام وسيلة من أجل الوصول للسلطة.

وعن إمكانية استجابة إرهابيين لدعوات الغرياني والقيام بعمليات في مصر، قال المحلل الليبي إن هذه الجماعات لا تتوقف عن محاولات القيام بعمليات «إرهابية»، عندما تقتضي حاجتها، مشيرًا إلى أنه لا يستبعد حدوث ذلك.

 

جناح الإخوان الأكثر تطرفًا

بدوره، قال المحلل الليبي كامل المرعاش، في تصريحات لـ«السياق» إن الغرياني تحول إلى «بوق للتحريض على العنف والقتل والإرهاب».

وأوضح المحلل الليبي، أن الغرياني يعد ممثلًا للجناح الأكثر تطرفًا لتنظيم الإخوان المسلمين، خصوصًا للنيل من مصر وقيادتها التي يرى فيها عقبة رئيسة ضد مشروع الإخوان الهدام، الذي يرمي لزرع القلاقل الأمنية وتفتيت الدولة الوطنية، من خلال تفكيك جيوش هذه الدول وإحداث فتنة بين الجيش والشعب باستغلال الدين.

وأشار إلى أن تنظيم الإخوان لا ينسى انتفاضة الجيش المصري، لإنقاذ مصر وكل المنطقة العربية من التفتت والزوال، في إشارة إلى ثورة 30 يونيو في مصر، التي أيدها الجيش المصري، مشيرًا إلى أن الإخوان كانوا يقودون مشروعًا للسيطرة والهيمنة على المنطقة من جديد، وإبعادها عن أقطاب وقوى دولية تسعى إلى تعددية دولية حقيقية تنهي الهيمنة الغربية على العالم.

 

رعاية استخباراتية

ورغم دعوته العلنية للإرهاب والقتل تحت شعارات دينية، فإنه محصن ضد أي محاكمة أو مساءلة، لأنه يحصر تحريضه على الإرهاب والقتل في بلدان عربية معينة، ما يبرز النفاق والكذب الغربي في التعامل مع الإرهاب، بحسب المحلل الليبي.

وأشار إلى أن إخوان مصر، بعد تحجيمهم في قطر وتركيا، وجدوا في الغرياني ضالتهم التي تفيدهم في استمرار استهداف مصر شعبًا وحكومة وقيادة، عبر البوابة الليبية الخطيرة على الأمن القومي المصري.

وأكد المحلل الليبي، أن توقيت تصريحات الغرياني ليس بمعزل عن إيعاز من مخابرات أوروبية، تتواصل معه بشكل يومي وتشرف على تصريحاته ومواقفه، محذرًا من أن تصريحات الغرياني قد تجد آذانًا مصغية لدى بعض «المتطرفين».

وأشار إلى أن تلك الدعوات ربما تدفع بعضهم لارتكاب بعض الأعمال الارهابية المنفردة، التي يصعب ضبطها أو اكتشافها بسهولة، خصوصًا عندما تكون الأهداف مدنية، ما يشكل ضغطًا كبيرًا على الأجهزة الأمنية المعنية بحماية المدنيين.

ورغم ذلك، فإنه قال إنه ليس هناك فعالية حقيقية لهذا التحريض على مستوى المنظمات الإرهابية، لأن الجيش الليبي يشن حربًا لا هوادة فيها ضد هذه التنظيمات الموجودة في ليبيا، واستطاع اقتلاع جذورها من شرقي ليبيا، ما يعطي مصر طمأنينة كبيرة بأنها محمية من تحريض الغرياني.

 

فتاوى ملزمة

ووصف «تحريضات الغرياني بالخطيرة، لأنها تصدر في غالب الأحوال بشكل فتاوى دينية ملزمة التنفيذ على المخاطبين بها»، مؤكدًا أن استمرار الأوضاع «الفوضوية» شمالي غرب ليبيا وتحديدًا في العاصمة طرابلس، حيث يقيم ويفتي الغرياني بالإرهاب، يشكل خطرًا كبيرًا ليس على ليبيا ومصر، لكن على الشرق الأوسط وشمال إفريقيا.

بدروه، قال المحلل السياسي الليبي الحسين المسلاتي، في تصريحات لـ«السياق»، إن تصريحات الغرياني ليست مستغربة من رجل «يستغل الدين للتحريض على القتل»، مشيرًا إلى أن كل فتاواه في ليبيا تحريض على القتل وإراقة الدماء، وتستهدف القوات المسلحة ومدينة بنغازي.

 

تاريخ أسود

وحاول المحلل الليبي العودة بشريط الذكريات إلى ما قبل 2014، قائلًا، إن الغرياني طالما اصطف مع «الإرهابيين» من أنصار الشريعة إلى تنظيمي «القاعدة» و«داعش»، مشيرًا إلى أنه لم يقف يومًا في صف القوات المسلحة، بل كان «يهلل عندما سقطت بنغازي في قبضة الإرهاب عام 2013، ويشجع الإرهابيين في درنة وإجدابيا».

وأوضح المحلل الليبي، أن «ديدن الصادق الغرياني تنضبط بوصلته مع مناصرة كل التنظيمات الإرهابية»، مشيرًا إلى أنه «لا يستغرب أن يحرض الغرياني ضد مصر وشعبها ورئاستها، وهي تصريحات خطيرة تدل على أن مصير ليبيا ومصر مشترك، وأنهما يلتقيان في نقطة مكافحة الإرهاب وأن أمنهما القومي واحد».

وأكد أن هذه التصريحات دليل أولًا على إفلاس جماعة الإخوان في مصر، وتؤكد أن كل من يؤيد جماعة الإخوان في مصر إرهابيون متطرفون متورطون في أبناء شعوبهم.

 

تخوفات مصرية

وأشار إلى أن هذه التصريحات تدل -كذلك- على أن جماعة الإخوان في مصر وفرعها في ليبيا، متورط في الإرهاب والتطرف وخيانة الأوطان، وأنهم لا يناصرهم إلا «إرهابيون خطرون مطلوبون»، في إشارة إلى الغرياني، الذي قال إنه ناصر «داعش والإرهابيين».

وأكد أن «التخوفات المصرية من الإرهابيين في ليبيا موجودة قبل تصريحات الغرياني وبعدها»، إلا أنه قال إن تلك التصريحات قد تشجع «إرهابيين» يستمدون فتاواهم من الصادق الغرياني، على التواصل مع آخرين في مصر لإثارة القلق.

وأشار إلى أن الجيش الليبي طالما حذر من هذه الدعوات ومن يعتنقها، بل وشن حروبًا ضد المجموعات «الإرهابية» وحاصرها وضيق الخناق عليها، مؤكدًا أنه رغم تأديته دوره الوطني في محاربتها، فإنها تجد متنفسًا في المناطق الغربية للبلاد، مستغلة الانقسام السياسي والحكومات الخاضعة لسطوة المجموعات الإرهابية والإجرامية.

بدوره، قال الحقوقي الليبي عصام التاجوري، إن الغرياني ذات طابع سيكوباتي وخطير على نفسه قبل الآخرين، مشيرًا إلى أنه غير مقتنع بأن علمه -طوال عقود من الزمان- لم يعد قادرًا على وضع الأحكام وتوظيفها في موضعها السليم.

 

توضيح رسمي

وبينما قال التاجوري، في تصريحات لـ«السياق» إن الغرياني لم يعد له تأثير إلا في نفسه فقط، أكد أن تدخله في شؤون دول الجوار مرفوض، ويحق لمصر أن تتخذ موقفًا عبر القنوات الدبلوماسية، لتسأل الحكومة التي تصر على أنها معترف بها دوليًا لتوضيح هوية ودور هذا الشخص، الذي يذهب إليه قادة تلك الحكومة.

وأشار الحقوقي الليبي إلى أن الغرياني يتبع جهات استخباراتية، ترى أن استقرار مصر يوقف مشاريعها الاستعمارية، محذرًا من أن تلك الدعوات قد تكون ذريعة لثلة ما زالت تؤمن بما يقوله الغرياني، فتأخذ تصريحاته على أنها إشارة لضرورة العمل في هذا الاتجاه، ولفتح قنوات اتصال لزعزعة استقرار مصر، ولدعم الجماعات الإرهابية.

وحذر الحقوقي الليبي من السماح لتلك الجماعات الإرهابية بأن تحصل على أي نقطة أمنية في الحدود الرابطة بين مصر وليبيا، مشيرًا إلى أن تلك الجماعات ستحاول الإبقاء على هشاشة الوضع في ليبيا، لاستخدامها من أجل ضرب مصر، من ناحية الغرب عبر ما تعرف بفنادق سيناء وأنشطة التخريبيين، التي تمكنت مصر من الحد من تأثيرها.