بأي ذنب قُتلت مهسا؟.. فضيحة أحد قادة الحرس الثوري تُعرِّي الحكومة الإيرانية

بين عشية وضحاها أصبحت صورة النظام الإيراني، الذي يحارب غير الملتزمات بالحجاب في بلاده، بمنزلة الفضيحة العالمية، بعد تسريب صور لأحد قيادات الحرس الثوري الإيراني ووزير الإسكان في حكومة إبراهيم رئيسي مع صديقته من دون حجاب في ماليزيا.

بأي ذنب قُتلت مهسا؟.. فضيحة أحد قادة الحرس الثوري تُعرِّي الحكومة الإيرانية

السياق

بين عشية وضحاها أصبحت صورة النظام الإيراني، الذي يحارب غير الملتزمات بالحجاب في بلاده، بمنزلة الفضيحة العالمية، بعد تسريب صور لأحد قيادات الحرس الثوري الإيراني ووزير الإسكان في حكومة إبراهيم رئيسي مع صديقته من دون حجاب في ماليزيا.

تلك الصور التي انتشرت للوزير رستم قاسمي على مواقع التواصل، أثارت ضجة كبيرة داخل إيران، خاصة أن سبب انطلاق الاحتجاجات الأخيرة، قتل الفتاة مهسا أميني، متأثرة بجراحها التي أصيبت بها على يد شرطة الأخلاق، بدعوى عدم الالتزام بالحجاب.

وبينما بات النظام الإيراني في موقف لا يحسد عليه، بعد أن أصبح عاريًا أمام شعبه، بتحريمه على مواطنيه ما يحلله لرجاله، خاصة أن قاسمي من القيادات المتشدة في إلزامية الحجاب ودعمه لقمع الاحتجاجات بالقوة.

 

فماذا حدث؟

موقع آفتاب نيوز الإيراني، قال إن القيادي في الحرس الثوري الإيراني رستم قاسمي، التقط صورًا مع «عشيقته» في العاصمة الماليزية كوالالمبور من دون حجاب، مشيرًا إلى أن الصور التقطت بعد عامين من وفاة زوجته السابقة مرضية سادات مير شفيعي، وتحديدًا عام 2011.

الموقع ، قال إن الصور المنشورة للقيادي الإيراني، الوزير الحالي رستم قاسمي، كانت خلال رحلته إلى ماليزيا عام 2011، حينما كان قاسمي وزير النفط في حكومة الرئيس الأسبق محمود أحمدي نجاد.

إلا أن أحد المذيعين الرئيسين في تلفزيون بي بي سي الفارسي بلندن، المهتم بالقضايا الإيرانية، جمال الدين موسافي، قال عبر «تويتر»، إنه تحدث إلى شخص يعمل في برج بتروناس ماليزيا، وتذكر مكان الصورة.

وأوضح موسافي، أن الصور التقطت في مكان عام، أمام برج بتروناس في كوالالمبور، على جسر تغير قليلاً في السنوات الأخيرة، لكن أجزاء من الأعمدة القصيرة والقضبان المتصلة به لا تزال في مكانها.

وأشار المذيع في تلفزيون بي بي سي الفارسي، إلى أن صور رستم قاسمي، وزير الطرق في حكومة إبراهيم رئيسي، مع امرأة بلا حجاب جذبت الكثير من الاهتمام، مؤكدًا أن الذين طلبوا تغطية الحجاب يقولون إن الصور التقطت في مكان خاص.

 

مكتب القاسمي يرد

رد علي جعفري مستشار ورئيس أركان وزير الطرق والتنمية العمرانية في الوزارة التي يرأسها رستم قاسمي، على الصور التي نُشرت مؤخرًا، قائلًا: «بصرف النظر عن حقيقة الصور، فإن نشر الصور الخاصة للزوجين يتوافق مع أي مدرسة أخلاقية؟ لأغراض سياسية؟، دعونا لا نشوِّه الشرف والإنسانية».

الصحيفة الحكومية روزنامة إيران، ردت على نشر صورة مسربة لرستم قاسمي بجوار سيدة غير محجبة، قائلة، إن بعض التيارات السياسية والعناصر الغامضة والمعروفة، تقوم بأعمال وحركات منحازة ضد القوى «المجتهدة»، بعيدًا عن المبادئ الأخلاقية الأساسية.

وأوضحت أنه في تصرف «غير أخلاقي»، نُشرت صور للقيادي رستم قاسمي، لتهميش وزير الطرق والتنمية العمرانية، مشيرة إلى أنه بصرف النظر عن حقيقة الصور، فما الغرض من نشر صور خاصة إلا لأغراض سياسية قذرة؟

وتابعت: للأسف، شهدنا مرات عدة أن بعض التيارات السياسية والعناصر الغامضة والواضحة، البعيدة عن المبادئ الأخلاقية الأساسية، تقوم بأعمال وحركات منحازة ضد القوى الكادحة، ما يدل على عدم أخلاقية لا تنضب...!

وأضافت : «الهجمات التي استهدفت بعض القوى الثورية تهدف إلى صورة معادية للشعب عنها للرأي العام، رغم أن الناس حساسون للأخبار غير الأخلاقية ولا يتأثرون بها».

ردود الفعل

وما إن انتشرت الصور على مواقع التواصل الاجتماعي، حتى خرجت عاصفة من الانتقادات لرستم قاسمي ولحكومة إبراهيم رئيسي، خاصة أن تسريب هذه الصور تأتي بينما يتظاهر نساء إيران منذ 45 يومًا رفضاً للحجاب الذي تحاول السلطات جعله إجباريًا، بينما يردنه اختياريًا.

المدير الرياضي لنادي أرشا ونجم كرة القدم الإيراني علي كريمي، رد على صور القاسمي بقوله: «أخشى 3 أغانٍ في العالم، صوت طفل بلا أم، صوت الحب من الفراق، صوت البراءة المذنب»، في إشارة إلى ممارسات السلطات الإيرانية القمعية، التي تؤدي إلى قتل وفراق الإيرانيين عن أحبائهم.

وأضاف: «من الشارع الى السجن، من الجامعات إلى الأضرحة، لن ننسى ما فعلته بنا»، في إشارة إلى رستم قاسمي، الذي يدعو لقمع الاحتجاجات في إيران، بينما يخالف ما يطالب به الإيرانيات.

الصحفي الإيراني المقيم في إيطاليا فاراهماند، علق ساخرًا في «تويتر» على الصور بقوله: قائد الجيش، وزير الحكومة، المختلس، المدير غير الكفؤ! رستم قاسمي في رحلة ترفيهية إلى ماليزيا!... جمهورية الجهل والقوة والفساد...!».

الناشط الإيراني محمد مجيد الأحوازي، قال عبر «تويتر»، إن الصور الأكثر تداولًا على وسائل التواصل الاجتماعي، منذ الساعات الأولى لهذا الصباح في إيران للجنرال رستم قاسمي، أحد قيادات الحرس الثوري ووزير الإسكان في حكومة إبراهيم رئيسي مع حبيبته في ماليزيا، مضيفًا: قتلت مهسا أميني في هذه الحكومة بذريعة الحجاب...!

أحد النشطاء الإيرانيين ويدعى أوميد دانا، قال عبر «تويتر»: رستم قاسمي وزير الحكومة، هل تود الحديث عن هذه الصور أم نتحدث؟

وأضاف: كما يجب على بقية رؤساء النظام أن يمنحوا الناس حق الحرية في أسرع وقت ممكن، كما نعلم أنك لا تؤمن بما تقوله، لذا توقف عن ذلك، مع الشكر والاحترام.

سيما ثابت، الدكتورة في العلوم السياسية، وأحد الصحفيين الذين كانوا يعملون في «بي بي سي» بالفارسية، قالت عبر «تويتر»: قادة الحرس الثوري الإيراني يأمرون علنًا بالقتل سرًا ليحظوا بحياة رومانسية...!

وأضافت: الحجاب ليس ممنوعًا على الإيرانيات فقط، وسبب القتل ليس من المتورطين في صفوف الحرس الثوري الإيراني.

حساب يدعى تيغ أوكام، قارن بين ممارسات رستم قاسمي وقتل سيدة في إيران على يد قوات الأمن، بعد أن تركت طفلة لها من دون عائل، قائلًا: أنتم الباسيج، تذكروا أنكم تراقبون دماء والدة هذا الطفل للحفاظ على حكومتهم (حكومة رئيسي).

 

من هو رستم قاسمي؟

في النصف الثاني من الثمانينيات، كان رستم قاسمي مسؤولاً عن مؤسسة خاتم الأنبياء، التي تعد الذراع الاقتصادية للحرس الثوري، بعد ذلك دخل حكومة محمود أحمدي نجاد وزيرًا للنفط.

تولى قاسمي (58 عامًا) رئاسة وزارة النفط، عندما فرضت الولايات المتحدة العديد من العقوبات على صناعة النفط الإيرانية، وكان مسؤولاً عن تهريب النفط الإيراني، كما تقلد العديد من المناصب، آخرها مستشار قائد فيلق القدس للشؤون الاقتصادية.