فايننشال تايمز: تراجع شعبية أردوغان لأدنى مستوى
أثارت مشاريع البناء التي طرحها أردوغان، معارضة في تركيا، إذ اتهم معارضون مجموعة من الشركات، بالتربح من هذه المشروعات، وتحميل التكاليف المالية والبيئية على بقية البلاد، في الوقت الذي تعاني فيه الأسر أزمات معيشية.

ترجمات - السياق
كشف تقرير لصحيفة فايننشال تايمز البريطانية، عن تراجع شعبية الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، لأدنى مستوى لها على الإطلاق، بسبب الأزمة الاقتصادية التي تشهدها تركيا، وسياساته المتجاهلة لارتفاع أعداد البطالة، مع اعتماده على مشروعات بناء ضخمة "تحوم حولها شبهات فساد".
وذكرت الصحيفة، أن مشروعات أردوغان، أصبحت لا تحظى بالدعم الشعبي، لاسيما أنه علَّق آماله الاقتصادية على حملة البناء الواسعة، قائلاً: إن هذه المشروعات أرست الأساس لـ"بناء تركيا عظيمة وقوية"، بينما كان المواطنون أقل اهتمامًا بمثل هذه الطموحات، وأكثر قلقًا بشأن تكلفة الغذاء، والاحتفاظ بأعمالهم.
وأثارت مشاريع البناء التي طرحها أردوغان، معارضة في تركيا، إذ اتهم معارضون مجموعة من الشركات، بالتربح من هذه المشروعات، وتحميل التكاليف المالية والبيئية على بقية البلاد، في الوقت الذي تعاني فيه الأسر أزمات معيشية.
وأظهرت استطلاعات الرأي، تراجع شعبية حزب العدالة والتنمية الحاكم في تركيا.
وأشار استطلاع أجرته مؤسسة "تركي رابورو"، أن شعبية حزب أردوغان انخفض إلى 26%.
ومن المقرر إجراء الانتخابات في تركيا عام 2023، بيد أن ما يقرب من 60% من المشاركين في الاستطلاع، أرادوا إجراء انتخابات مبكرة.
يشار إلى أن سياسة أردوغان الخارجية "العدوانية" وضعته على خلاف مع الشركاء التجاريين الغربيين، بجانب أن السياسات الاقتصادية غير التقليدية، أبعدت المستثمرين الأجانب، وضربت موارد البلاد المالية.
لن أصوِّت لأردوغان
وانتقدت مواطنة تدعى هيدي باس، السدود والطرق السريعة وشبكة الأنفاق، التي تقطع وادي إيكيزدير المشجر شمالي شرق تركيا، واعتبرته سببًا في خنق إمدادات المياه إلى الوادي، ومن ثم انتقاص المحاصيل، بحسب "فايننشال تايمز".
وتطالب باس وغيرها من القرويين في مقاطعة ريزا، التي عاش فيها أسلاف أردوغان، بضرورة وقف حفر 20 مليون طن من الحجر لبناء ميناء جديد على بعد 40 كيلومترًا على ساحل البحر الأسود.
وهاجمت باس، التي تعيش عائلتها على الصيد، الاستخدام غير المسؤول لـ"الديناميت"، إذ أدى تفجير أجزاء من الجبل إلى تحويل مجرى النهر، ما ضرهم بشكل بالغ في مصدر دخلهم، كما انتقدت قرار قطع ما يصل إلى مليون شجرة من المنطقة، ما يحوِّل المنطقة من خضراء إلى منطقة خطرة تحوي آلاف المواد السامة.
وتعليقًا على ذلك، قالت باس: "لن أصوِّت له مرة أخرى، بعد أن حنث بوعده، بضرورة الحفاظ على المنطقة من أي تحول بيولوجي، وحصل حينها على جميع أصواتنا، أما الآن فلن يحصل عليها مجددًا، بعد أن حرمتنا حكومته من الوادي، الذي نعتمد عليه في مصادر دخلنا".
استياء واسع
وذكر تقرير "فايننشال تايمز"، أن تعليق -هيدي باس- يأتي من أحد أهم معاقل الرئيس أردوغان.
وتشير استطلاعات الرأي، إلى أن التراجع الاقتصادي، والدور الحكومي في عدد من المناطق تسبَّبا في تراجع شعبية الرئيس التركي بشكل كبير، ما يكشف مدى الاستياء الواسع من إدارته الاقتصادية، خصوصًا مع ارتفاع أرقام التضخم، وتجاوز معدل البطالة 14 في المئة.
أما الميناء الذي تبلغ تكلفته 200 مليون دولار، فهو جزء مما قيمته 325 مليار دولار، استثمارات البنية التحتية المخطَّط لها في تركيا، على مدى العقد المقبل.
ويعلِّق أردوغان آماله الاقتصادية على فورة البناء الواسعة، بما في ذلك بناء قناة شحن بـ 15 مليار دولار ستجعل نِصف اسطنبول جزيرة.
وأثناء حفل وضع حجر الأساس الشهر الماضي، قال أردوغان: إن هذه المشاريع أرست الأساس لـ "بناء تركيا عظيمة وقوية".
مشاريع غير مفيدة
تهتم باس بدرجة أقل، بمثل هذه الطموحات العظيمة، وأكثر قلقًا بشأن ارتفاع الأسعار، والاحتفاظ بوظيفتها في مصنع لقطع غيار السيارات، بعد أن طُردت من عملها الأصلي كممثلة نقابية، بدعوى انضمامها لاحتجاجات ضد سياسة أردوغان في المنطقة، مشيرة إلى أنها لا تملك المال الكافي، لشراء حاجاتها اليومية.
إصرار حكومة أردوغان، على استمرار مشروعاتها غير المفيدة للناس، دفع المعارضة لأن تتهمها بالوقوف وراء بعض الشركات، للتربح والسمسرة من مثل هذه المشروعات، ودفع التكاليف المالية والبيئية على حساب معيشة المواطنين.