إريك زمور... هل فرنسا على موعد مع ترامب جديد؟
أظهر استطلاع للرأي، أعده معهد هاريس إنترأكتيف، أن زمور سيحصل على 17% من الأصوات في الدورة الأولى، متقدِّماً على لوبان، التي حازت 15%، مقابل 24% لماكرون، الذي من المتوقَّع أن يهزم زمور في الدورة الثانية، بـ 55% مقابل 45%.

ترجمات - السياق
مع اقتراب موعد انتخابات الرئاسة الفرنسية، لم يتعرف الرئيس الحالي إيمانويل ماكرون، المرشح الأوفر حظّا للفوز في انتخابات العام المقبل، على هوية منافسه، لكن معظم التقارير ترجِّح أن يكون خصمه اليميني الشعبوي إريك زيمور، الذي يعتقد أنه النسخة الفرنسية من دونالد ترامب.
وصفت صحيفة بوليتيكو الأمريكية، صعود مرشح الرئاسة الفرنسية المحتمل إريك زمور، بسقوط (نيزك) على الأرض، مشيرة إلى أن "زمور" يتصدَّر منذ فترة، قصص الصفحات الأولى للصحف الفرنسية، مقارنة بالعديد من منافسيه، فضلًا عن أنه يتقدَّم أيضًا في استطلاعات الرأي.
وأظهر استطلاع للرأي، أعده معهد هاريس إنترأكتيف، أن زمور سيحصل على 17% من الأصوات في الدورة الأولى، متقدِّماً على لوبان، التي حازت 15%، مقابل 24% لماكرون، الذي من المتوقَّع أن يهزم زمور في الدورة الثانية، بـ 55% مقابل 45%.
ومع بدء العد التنازلي للدورة الأولى في 10 أبريل المقبل، لم يعد ماكرون ذو الميول الوسطية، متأكدًا من أن جولة الإعادة بعد هذا التاريخ بأسبوعين، ستكون تكرارًا لما حدث في انتخابات 2017 مع زعيمة اليمين الشعبوي مارين لوبن، التي فاز فيها بسهولة.
شخصية جدلية
وعُرف عن زمور منذ سنوات، رفضه وانزعاجه، الذي لا يخفيه، من المظاهر الثقافية التي يتمسك بها أبناء الجاليات المسلمة في فرنسا، بدءاً بالطقوس الدينية وصولًا لأسمائهم ولغتهم، وسط اتهامات له بإذكاء الانقسام في فرنسا وإثارة الجدل، قبل انتخابات الرئاسة الفرنسية في أبريل 2022.
ورغم ذلك يسيطر زمور، الذي أدين بالتحريض على الكراهية، على الأخبار في شتى أنحاء فرنسا.
ونقلت "بوليتيكو" عن غاسبار غانتسر ، المستشار السابق للرئيس السابق فرانسوا هولاند، قوله: "لقد سيطرت أخباره على جميع وسائل الإعلام، تمامًا مثل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب"، مضيفًا: "زمور معروف جدًا في المشهد الإعلامي المنقسم، وهو متقدِّم على باقي المجموعة، لأنه جرت العادة أن أولئك الذين يصدرون أكثر التصريحات فظاعة، يتمتعون بميزة اليوم".
ترامب الفرنسي؟
وأوضحت "بوليتيكو" أن ترامب وزمور لديهما قصص حياة متشابهة ووِجهات نظر متشابهة، فقد حظي ترامب باهتمام كبير من بعض القنوات، أبرزها فوكس نيوز، بينما صنع زمور اسمه في البرامج التلفزيونية الشهيرة والقنوات الإخبارية على مدار الساعة، مشيرة إلى أنهما ليسا سياسيين محترفين.
وأضافت الصحيفة الأمريكية: "مثل ترامب، شغل زمور المشهد الإعلامي بمزيج من المواقف والوعود بنهج متشدد تجاه الهجرة، وهي إحدى القضايا الرئيسة في الانتخابات الفرنسية"، مبينة أنه اقترح مؤخرًا إعادة تقديم الأسماء الأولى الكاثوليكية للأطفال المولودين في فرنسا، لتحسين اندماج المهاجرين، وأعلن أنه يؤيد ترحيل جميع "المنحرفين" الأجانب.
وعن أوجه الشبه بين زمور وترامب، قال عالم الاجتماع اليساري فيليب كوركوف: "الفرق هو أن دونالد ترامب قاد معركة معادية للفكر، وعمل بجد لإظهار ازدرائه للمثقفين، لكن في فرنسا، يحتاج الرئيس إلى رؤية فكرية، إذ روَّج إيمانويل ماكرون لقربه من الفيلسوف بول ريكور، بينما يريد زمور أن يُنظر إليه على أنه ترامب المثقف".
نجم تلفزيوني
وذكرت صحيفة بوليتيكو، أنه من فرط حضور زمور الإعلامي، بات الصحفيون داخل غرف الأخبار في فرنسا، لا يمكنهم تجنُّب (النجم التلفزيوني الجديد)، حتى لو كانوا يكرهونه.
ونقلت الصحيفة، عن صحفي فرنسي يعمل في صحيفة يسارية في باريس، قوله: "لا أصدِّق ما أسمعه في اجتماعاتنا التحريرية، فحينما نناقش ملف الهجرة، نجد أن الأمر كله يتعلق بزمور وكيف سنرد عليه".
وأضاف متعجبًا: "نحن بالكاد نغطي أخبار المرشحين اليساريين، فقد كنا نهتم بمتابعة أخبار اليسار قبل ذلك بشكل كبير، لكن الآن نسير في اتجاه متابعة أقصى اليمين فقط، وهو أمر قد يوصل في النهاية لفوز اليمين المتطرف بالانتخابات".
ووافقه الرأي، مراسل أجنبي كُـلِّف بكتابة مقال عن زمور بعد الاستطلاع الأخير، قائلًا لصحيفة بوليتيكو: "أشعر بأن هناك ديناميكية بين وسائل الإعلام ووكالات الاقتراع، إنهم يطعمون بعضهم".
وبحسب وكالة أكريميد للرقابة الإعلامية، حصل زمور على 16 مقطعًا تلفزيونيًا في وقت الذروة، وكذلك على عرض للصفحة الأولى الشهر الماضي.
ووفقًا للصحفي المستقل روبن أندراكا، فإن ذلك يضيف ما يزيد على 11 ساعة من البث، مقارنة بساعتين للمرشحة الاشتراكية آن هيدالغو وما يزيد قليلاً على ساعة للوبان.
ركوب الأمواج
وأوضحت "بوليتيكو" أنه من غير المرجَّح أن تتغير الأمور على الأقل في المدى القصير، ونقلت عن عالم الاجتماع اليساري فيليب كوركوف، تأكيده أن الصحفيين سيكافحون لوقف الزخم الإعلامي لزمور، لكن يبدو أن أمواج الأخبار المتعلقة بزمور أكبر منهم، وقال: "هذا هو السياق الذي سيفزعهم، إذا كان هناك حدث ما، أو هجوم إرهابي، أو سلسلة من استطلاعات الرأي السيئة، أو أي شيء غير عادي يصرف انتباههم، فإنهم سيواصلون ركوب الأمواج ومتابعة أخبار زمور، من دون دراية بأن ذلك قد يخدمه في النهاية".
وأوضحت "بوليتيكو" أن زمور لم يؤكد حتى الآن ترشحه رسميًا، كما لم يستقر حزب الجمهوريين المحافظ على مرشح، ما يجعل ترشحه غير مؤكد.