حادث حافلة نهر النيل بمصر.. روايات متناقضة ولغز يحير الجميع
بدأت الواقعة، بتلقي مسؤولي غرفة عمليات الحماية المدنية، إشارة من أحد مراكز الشرطة في محافظة الجيزة، شمالي القاهرة، تفيد بانقلاب سيارة أجرة وسقوطها من أعلى كوبري الساحل في محافظة القاهرة.

السياق
بعد قرابة 24 ساعة من البحث عن حافلة صغيرة تحمل 14 راكبًا، إضافة إلى قائدها، سقطت في نهر النيل، كانت النتيجة «لا شيء»، في حادث يزداد غموضًا كل ساعة عن التي سبقتها.
فمن شهود العيان، الذين قالوا إنهم شاهدوا السيارة تسقط بركابها أمام أعينهم، إلى زجاج متناثر على حافة الكوبري، كانت تلك الدلائل على سقوط الحافلة في نهر النيل، إلا أنه في المقابل، لم تسجل السلطات الأمنية أية واقعة غياب خلال الساعات الماضية، كما أن عمليات البحث عن الحافلة المتواصلة منذ 24 ساعة لم تسفر عن شيء، ما يثير تساؤلات عن مصير الركاب، ومدى صحة الواقعة، وما إذا كانت مياه النهر قادرة على إطاحة السيارة وركابها مئات الأمتار إلى الأمام.
فمن أين بدأت الواقعة؟ وما تطوراتها؟ وإلى أين انتهت سلطات البحث والإنقاذ المصرية؟.. «السياق» تجيب عن تلك الأسئلة في هذا التقرير.
بدأت الواقعة، بتلقي مسؤولي غرفة عمليات الحماية المدنية، إشارة من أحد مراكز الشرطة في محافظة الجيزة، شمالي القاهرة، تفيد بانقلاب سيارة أجرة وسقوطها من أعلى كوبري الساحل (في محافظة القاهرة).
وكشفت وسائل إعلام محلية، أن المعاينة الأولية للحادث، التي استندت فيها السلطات المحلية إلى شهود عيان، توصلت إلى أنه أثناء سير الحافلة، اختلت عجلة القيادة بيد قائدها، فاصطدمت بالسور الحديدي وسقطت في نهر النيل أسفل الكوبري.
شاهد عيان روى المشهد الأخير للحادث، قائلًا: «ميكروباص gm اتجاه روض الفرج خبط السور الحديد ونزل به»، مضيفًا: «الميكروباص نزل بالركاب في النيل ومحدش طلع».
فرق إنقاذ
ودفعت الإدارة العامة للحماية المدنية بالجيزة، بـ5 لانشات إنقاذ نهري، للبحث عن أي ناجين من الحادث، بينما لم تسفر عمليات البحث عن العثور على أي ضحايا أو جثث.
وقال مصدر أمني مسؤول، في تصريحات لوسائل إعلام محلية، إن «رجال الإنقاذ النهري وشرطة المسطحات المائية، يواصلون عمليات البحث والتمشيط عن ناجين أو متوفين»، مشيرًا إلى أنه لا توجد معلومات دقيقة عن الحادث حتى الآن «فلا أحد يعلم عدد الركاب أو ماهية السيارة نفسها... الكلام كله مصدره شهود عيان».
ورفض المصدر الأمني الجزم بملابسات الحادث، قائلًا إن «الحديث المتداول اجتهادات شخصية من البعض... الحقيقة غائبة حتى الآن».
غياب المعلومات الرسمية
وأشار مصدر آخر إلى أنه حتى الآن، لم يتم تحديد هوية السائق ولا بيانات الحافلة، ولا هوية وعدد مَنْ فيها، مؤكدًا أن أجهزة الأمن لم تتلقَ حتى الآن أي بلاغ تغيُّب من أي منطقة، ممن يرجح وجودهم في تلك الحافلة.
وبينما انتقل عدد من القيادات الأمنية والميدانية إلى محل الحادث، قال مصدر مطلع، إن شدة التيار تعيق مهمة رجال الضفادع البشرية للبحث عن ناجين، مؤكدًا: «العربية ملهاش أثر لحد دلوقتي».
رواية مناقضة
رواية أخرى كانت مغايرة للرواية الرسمية، كان أحد متنبييها، هشام عبدالجليل الشوبكي، كبير مدربي الغوص بالاتحاد المصري، وأحد الغواصين المتطوعين، أشار فيها إلى أن الضحايا يقبعون أسفل نهر النيل.
ووجَّه الشوبكي -عبر «فيسبوك»- رسالة إلى أهالي ضحايا حافلة كوبري الساحل: «ليس لدينا مانع من الحضور لانتشال الجثامين، حيث إن الميكروباص على ظهره داخل المياه، ولم يبعد كثيرًا وإلى جانب الشاطئ بنسبة كبيرة».
وتابع كبير مدربي الغوص، أن «جميع الجثامين داخل الميكروباص، حيث إنهم مرفوعون داخله لأعلى(..) الشبابيك في الطين كما هو مبين في الصور، أثناء سقوط الميكروباص من أعلى الكوبري».
وأشار إلى أنه «لو تم توفير تصريح لنا، ليس لدينا مانع من المشاركة، وهذا العمل لوجه الله، ولن نتقاضى عليه أي أجر».
صور منسوبة
لم يقتصر الأمر على الروايات المتناقضة عن الحادث، الذي سيطرت الأنباء المتداولة عنه على محركات البحث «جوجل»، ومواقع التواصل الاجتماعي في مصر، بل إن صورًا كثيرة نُسبت لحادث كوبري الساحل ليس له منها نصيب، ما دفع الأجهزة الأمنية للتحري عنها وكشف حقيقة علاقتها بالحادث.
وقالت مصادر أمنية، في تصريحات لوسائل إعلام محلية: تبين أن الصور المتداولة قديمة، وتعود إلى عام 2013 أثناء حالة الفوضى والإرهاب، التي كان يتزعمها أنصار تنظيم الإخوان، بعد اقتلاعهم في ثورة 30 يونيو في العام نفسه.