بالغ الدقة... ما هو نظام هيمارس الصاروخي الأمريكي المقدم لأوكرانيا؟
بعض المحللين إن أنظمة هيمارس يمكن أن تكون عامل تغيير في الحرب، في وقت يبدو فيه أن القوات الأوكرانية تكافح تحت نيران المدفعية الروسية.

السياق
مع دخول الحرب الروسية شهرها الخامس، من دون أي أفق لإنهاء الصراع الدامي، أعلنت وزارة الدفاع الأوكرانية –الخميس- وصول راجمات صواريخ من طراز هيمارس عالية الدقة، إلى أوكرانيا.
كان الرئيس الأميركي جو بايدن، أعلن عزم بلاده على تزويد أوكرانيا بأنظمة صواريخ متقدمة، لإصابة أهداف أساسية ومواجهة المدفعية الروسية، خصوصاً بعد تقدمها مؤخراً في دونباس، بعد أكثر من 3 أشهر على بدء الغزو الروسي لأوكرانيا.
عالي الحركة
"إم 142 هيمارس" (وهو نظام صاروخي مدفعي عالي الحركة) يعد إصداراً حديثاً وأخف وزناً وأكثر رشاقة مثبتاً على العجلات من راجمة الصواريخ المتعددة M270 المثبتة على الجنزير التي تم تطويرها في السبعينيات للقوات الأمريكية والحليفة.
يتألف نظام هيمارس الذي يبلغ مداه نحو 80 كيلومتراً من نسختين "إم 142" M142 و"إم 270" M270 وهما نظامان مرنان طويلا المدى وسريعا الانتشار للصواريخ.
ويتميز الطراز M270 بنظام إطلاق مركب على هيكل مُجنزر مشتق من مركبة برادلي القتالية للمشاة، إذ يمكن للقاذفة إطلاق مجموعة من صواريخ المدفعية من عيار 227 ملليمتر، بما في ذلك الأنواع الموجهة بدقة، إضافة إلى الصواريخ البالستية قصيرة المدى لنظام الصواريخ التكتيكية للجيش (ATACMS)، وكلها تأتي محملة في "كبسولات" الذخيرة المعلبة.
بينما يتميز الطراز M142 بنظام إطلاق أصغر، يمكنه استيعاب جراب واحد فقط كل مرة، ويثبت على هيكل شاحنة 6 × 6 من المركبات التكتيكية المتوسطة (FMTV).
كم تبلغ قيمته؟
يمنح نظام هيمارس القوات الأوكرانية القدرة على ضرب الخطوط الروسية، على مسافات محمية بشكل أفضل من أسلحة روسيا بعيدة المدى.
وتتمتع "هيمارس" بمدى يبلغ 80 كيلومترا، ويمكنها حمل كبسولة واحدة محملة تحتوي على 6 صواريخ موجهة عيار 227 ملليمترًا، أو كبسولة واحدة ضخمة محملة بصاروخ تكتيكي من نظام الصواريخ التكتيكية للجيش (ATACMS).
كما أن الصواريخ الموجهة بنظام تحديد المواقع العالمي (GPS) التي تطلقها "هيمارس" لها مدى يقارب ضعف مدافع "الهاوتزر "M777 التي زودت بها أوكرانيا من قِبل الولايات المتحدة مؤخراً.
وتوفر تلك الخصائص إمكانية تهديد مستودعات الإمدادات الروسية، وسط اعتقاد غربي بأن القوات الروسية "تعاني مشاكلات لوجستية".
وقال بعض المحللين إن أنظمة هيمارس يمكن أن تكون "عامل تغيير" في الحرب، في وقت يبدو فيه أن القوات الأوكرانية تكافح تحت نيران المدفعية الروسية، وفق ما أوردته صحيفة ذي جارديان البريطانية.
كان مسؤولون أوكرانيون، بمن فيهم الرئيس فولوديمير زيلينسكي، فضلاً عن الخبراء والمراقبين، دعوا -بشكل مباشر وغير مباشر- الجيش الأميركي لإرسال M142s أو M270s للمساعدة في المجهود الحربي.
ووفقاً لـ "وار زون"، فإنه من المؤكد أن الاستحواذ العسكري الأوكراني على تلك الأسلحة يقدم فوائد واضحة، إذ سيكون أكثرها إلحاحاً نشر نظام صاروخي مدفعي جديد قيد الإنتاج ولديه سلسلة راسخة في الغرب.
يشار إلى أن دولًا عدة -بخلاف الولايات المتحدة- تقوم بتشغيل نظام هيمارس، بينها الأردن والإمارات وسنغافورة ورومانيا، بينما طلبت بولندا وأستراليا 20 نظاماً من تلك الأنظمة في السنوات الأخيرة، لكن لم يتم تسليمها، بحسب "بوليتيكو".
استبعاد "أتاكمز"
من جانبها، ترغب كييف بامتلاك منظومة الصواريخ التكتيكية الأميركية أتاكمز، لكن هناك بعض الأسباب الدفاعية التي تمنع واشنطن من تقديم ذلك السلاح.
لأن نظام ATACMS سيكون مفيداً للغاية لمهاجمة الأهداف على الأراضي الروسية، بينما ستبقى موسكو خارج النطاق (قرابة 270 ميلاً من أقرب نقطة على حدود أوكرانيا)، إذ يمكن أن تصبح مدن مثل فورونيج وروستوف أون الروسية عرضة للهجوم.
وفي هذا الصدد، أشارت مجلة فوربس إلى أن كييف نفّذت بالفعل بعض الضربات ضد أهداف استراتيجية روسية بطائرات الهليكوبتر الهجومية وصواريخ توشكا البالستية وطائرات بيرقدار المسيرة.
وحال قدمت الولايات المتحدة نظام ATACMS، ستكون لديها -من الناحية النظرية- القدرة على ضرب المراكز الحضرية والقواعد العسكرية الروسية الرئيسة، بما في ذلك المطارات التي تنطلق منها الهجمات على أوكرانيا.
كان الرئيس الأميركي، قال في مقال بصحيفة نيويورك تايمز، إن الصواريخ المتطورة "ستمكن الأوكرانيين من ضرب أهداف رئيسة بدقة أكبر في ساحة المعركة بأوكرانيا".