كارثة أفغانستان... مشاهد مأساوية لمقابر جماعية جراء الزلزال المدمر
انتشرت -خلال الساعات الماضية- مشاهد مؤلمة لأفغان يحفرون مقابر جماعية لدفن من ماتوا تحت الركام، وسط توقعات بارتفاع عدد القتلى، لاسيما أن من بين الـ 1500 جريح، إصابات خطرة

السياق
يبذل رجال الإنقاذ جهودًا شاقة لمساعدة ضحايا الزلزال الذي أودى بحياة ألف شخص على الأقل جنوبي شرق أفغانستان، لكن نقص الموارد والتضاريس الجبلية والأمطار الغزيرة يعرقل عملهم.
وانتشرت -خلال الساعات الماضية- مشاهد مؤلمة لأفغان يحفرون مقابر جماعية لدفن من ماتوا تحت الركام، وسط توقعات بارتفاع عدد القتلى، لاسيما أن من بين الـ 1500 جريح، إصابات خطرة
وكان الزلزال الذي بلغت شدته 5.9 درجة على مقياس ريختر وقع في ساعة مبكرة من صباح الأربعاء في هذه المنطقة الريفية الفقيرة، التي يصعب الوصول إليها وتقع على الحدود مع باكستان.
كارثة #أفغانستان.. مقابر جماعية وبيوت محطمة بعد زلزال مدمر راح ضحيته أكثر من ألف قتيل#السياق #Afghanistan #AfghanistanEarthquake pic.twitter.com/7mjag3nXQ2
— السياق (@alsyaaq) June 23, 2022
تشكل هذه المأساة الجديدة في أفغانستان -التي تعاني أزمة اقتصادية وإنسانية- تحديًا كبيرا لحركة طالبان، التي تتولى السلطة في البلاد منذ منتصف أغسطس.
وهو الزلزال الذي أودى بحياة أكبر عدد من السكان في أفغانستان منذ أكثر من عقدين.
ولقي ألف شخص على الأقل حتفهم، وأصيب 1500 بجروح في بكتيكا وحدها، الولاية الأكثر تضررًا، حسب السلطات التي تخشى ارتفاع عدد القتلى لأن كثيرين ما زالوا عالقين تحت أنقاض منازلهم المنهارة.
بدروه، قال محمد أمين حذيفة، رئيس الإعلام والثقافة في ولاية بكتيكا لوكالة فرانس برس: "من الصعب جدًا الحصول على معلومات من الأرض بسبب شبكة الهاتف السيئة".
وأضاف: "من الصعب الوصول إلى المواقع المتضررة" خصوصًا أن "المنطقة شهدت الليلة الماضية فيضانات ناجمة عن أمطار غزيرة"، مؤكدًا أنه لا يوجد تقييم جديد حتى الآن.
وتسببت الأمطار الغزيرة بعدد من حوادث انزلاق للتربة، أدت إلى تباطؤ جهود الإغاثة وألحقت أضرارًا بخطوط الهاتف والكهرباء.
واستدعت حكومة طالبان الجيش، لكنه لا يملك وسائل كبيرة. فموارده المالية محدودة جدًا، بعد تجميد مليارات الدولارات من الأصول المحتجزة في الخارج وتوقف المساعدات الدولية الغربية، التي تعتمد عليها البلاد منذ عشرين عامًا، وأصبحت تقدَّم بالقطارة منذ عودة طالبان للسلطة.
مساعدات دولية
لا تملك أفغانستان سوى عدد محدود جدًا من المروحيات والطائرات. وأشارت الأمم المتحدة إلى انهيار ألفي منزل على الأقل -يعيش في كل منها بين سبعة وثمانية أشخاص- موضحة أن هناك نقصًا في آليات إزالة الأنقاض.
ويظهر مقطع فيديو -صورته وكالة فرانس برس- مجموعة من الرجال يزيلون بأيديهم حطام منزل منهار لإخراج جثة.
وقالت حكومة طالبان إنها تبذل أقصى الجهود، وطلبت مساعدة المجتمع الدولي، الذي رفض الاعتراف بها حتى الآن، والمنظمات الإنسانية.
لكن من الصعب حشد المساعدات الدولية، إذ إن وجود المنظمات غير الحكومية ووكالات الأمم المتحدة تراجع عما كان عليه منذ عودة طالبان إلى السلطة.
مع ذلك، أكد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش أن الأمم المتحدة "في حال تأهب" لمساعدة أفغانستان مع نشر فرق للإسعافات الأولية وإرسال أدوية ومواد غذائية.
وأشار مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (أوشا) إلى أن السكان في حاجة إلى مأوى وذلك على رأس الأولويات، بسبب الأمطار والبرد غير المعتاد في هذا الموسم، وكذلك إلى مساعدات غذائية وغير غذائية وخدمات المياه والنظافة والصرف الصحي.
وأعلنت حركة طالبان أنها تسلمت طائرتين بمساعدات من إيران وواحدة من قطر، كما وصلت ثماني شاحنات محملة بالأغذية وإمدادات إسعافات أولية من باكستان المجاورة إلى ولاية بكتيكا.
مثل تسونامي
أعلن الاتحاد الأوروبي أنه مستعد "لتقديم مساعدات طارئة"، بينما أكدت الولايات المتحدة "بحزن عميق" أنها تدرس "خيارات الرد" الإنساني.
ويتعرض النظام الصحي الأفغاني، الذي يعاني نقصًا خطيرًا في التجهيزات، لضغط كبير. وقال محمد يحيى ويار مدير مستشفى شاران عاصمة بكتيكا لوكالة فرانس برس: "بلدنا فقير وتنقصه الموارد، إنها أزمة إنسانية، إنها مثل تسونامي".
ونقل عشرات الناجين إلى المستشفى، بينهم بيبي حوا (55 عامًا) التي تعيش في غايان إحدى أكثر المناطق تضررًا، وفقدت 15 من عائلتها.
وقالت بحزن على سريرها: "قُتل سبعة في غرفة وخمسة في غرفة ثانية وثلاثة في غرفة أخرى". وأضافت: "الآن أنا وحيدة لم يعد لدي أحد".
وتشهد أفغانستان -بشكل متكرر- زلازل خصوصًا في سلسلة جبال هندو كوش، التي تقع عند تقاطع الصفائح التكتونية الأوراسية والهندية. ويمكن أن تكون هذه الكوارث مدمرة بسبب المرونة المنخفضة للمنازل الأفغانية الريفية.
ووقع أعنف زلزال في تاريخ أفغانستان الحديث في مايو 1998 وأودى بحياة خمسة آلاف شخص، في ولايتي تخار وبدخشان (شمالي شرق).