ضربة جديدة لداعش... من هو بشار خطاب غزال الصميدعي؟

الصميدعي أصيب في ضربة جوية عام 2018 بمنطقة هجين السورية، دفعته للاختفاء، إلى أن أطل برأسه مجددًا عام 2019 في منطقة الدانة بريف إدلب، الذي تولى فيه المسؤوليات السابقة

ضربة جديدة لداعش... من هو بشار خطاب غزال الصميدعي؟

السياق

ضربة جديدة تلقاها تنظيم داعش الإرهابي، بعد إعلان ضبط أحد كبار قادة التنظيم الإرهابي في عملية نفذتها الشرطة ووكالة المخابرات في تركيا.

ذلك الصيد الثمين، كان دافعًا لأن يكون الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أول من يعلن عن العملية التي نفذتها سواعد تركيا الأمنية، التي أحالته بدورها إلى السلطات القضائية.

وقال الرئيس رجب طيب أردوغان، في تصريحات للصحفيين لدى عودته من رحلة إلى البلقان، إن الشرطة التركية ألقت القبض على بشار خطاب غزال الصميدعي، أحد كبار الشخصيات في تنظيم داعش، مشيرًا إلى أن الإرهابي المعروف باسم «أبو زيد»، اعتُقل في تركيا بعملية نفذتها مديرية الأمن العام ومديرية أمن اسطنبول وجهاز الاستخبارات ضد تنظيم داعش الإرهابي.

وأكد الرئيس التركي، أن الإرهابي بشار خطاب غزال الصميدعي الملقب -كذلك- بـ«أستاذ زيد» ويعد من القياديين الكبار في داعش، أحيل إلى السلطات القضائية في تركيا، بعد استجوابه من قِبل رجال الشرطة والمخابرات.

وأشار أردوغان إلى أن الصميدعي من أبرز القياديين المهمين في صفوف «داعش» عقب قتل زعيم التنظيم أبو بكر البغدادي، الزعيم الذي خلفه عبدالله قرداش، مؤكدًا أن التقارير الدولية والتقرير الأمني للأمم المتحدة تضمن معلومات تفيد بأن هذا الإرهابي كان أحد كبار القياديين في التنظيم الإرهابي، وتضمنت إفاداته خلال الاستجواب، أنه تولى منصب في ما يسمى القضاء ووزارة التربية والعدل داخل التنظيم.

الرئيس التركي، أكد أن الإرهابي المضبوط، كان تحت الرصد والمتابعة في سوريا واسطنبول، مشيرًا إلى أن معلومات استخباراتية كشفت نيته دخول تركيا بطرق غير مشروعة، إلا أن عملية ناجحة للأمن والاستخبارات تمكنت من إلقاء القبض عليه.

وبحسب تصريحات الرئيس التركي، فإن الإرهابي صميدة، أوضح للأمن في اسطنبول أنه يحمل بطاقة شخصية مزورة وأجرى تغيرات على شكله.

وتقول وكالة رويترز، إن الصميدعي كان يسكن مدينة الموصل العراقية، ويعمل موظفاً في مديرية كهرباء نينوى، قبل التحاقة بتنظيم داعش الإرهابي، بينما شغل عام 2019 منصب قاضي عام التنظيم، وأمير الهيئة الشرعية العام، بعد أعوام من انضمامه للتنظيم الإرهابي.

وبحسب الوكالة، فإن الصميدعي أصيب في ضربة جوية عام 2018 بمنطقة هجين السورية، دفعته للاختفاء، إلى أن أطل برأسه مجددًا عام 2019 في منطقة الدانة بريف إدلب، الذي تولى فيه المسؤوليات السابقة.

 

ماذا قال تقرير مجلس الأمن عن الصميدعي؟

تناول تقرير لمجلس الأمن التابع للأمم المتحدة في يوليو الماضي واطلعت «السياق» على نسخة منه، معلومات عن الصميدعي، قائلًا إنه كان مسؤولًا في تنظيم داعش الإرهابي.

وبحسب التقرير الأممي، فإنه في عملية قادتها الولايات المتحدة 3 فبراير الماضي، قُتل زعيم داعش أمير محمد عبدالرحمن المولى الصلبي، في أطمة السورية بالقرب من الحدود التركية، مشيرًا إلى أنه بينما اعترف التنظيم بعدها بشهر بقتل قائده، ذكرت تقارير أن أبو الحسن الهاشمي القرشي سيحل محله.

وبينما لم يتم تحديد هوية القرشي، إلا أنه يعتقد أن هذا الشخص -على الأرجح- العراقي بشار خطاب غزال الصميدعي، الذي تقيمه بعض الدول على أنه أيديولوجي مؤثر، وإن لم يكن يشغل منصبًا تشغيليًا رفيعًا في الآونة الأخيرة داخل داعش، ما يجعله خليفة موثوقًا.

كانت هناك تقارير عن اعتقاله بالقرب من اسطنبول في مايو الماضي، وهو مكان غير مرجح لزعيم داعش، ورغم تناقص القيادات، لم تلاحظ الدول الأعضاء أي تغيير كبير في اتجاه المجموعة أو عملياتها في منطقة الصراع.

ويقول التقرير، إن تنظيم داعش ما زال يشكل تهديدًا مستمرًا، بسبب هيكله اللامركزي وقدرته على تنظيم هجمات معقدة، مؤكدًا أن الحدود العراقية السورية لا تزال منطقة هشة بشكل كبير، مع وجود شبكات تهريب تعمل في المنطقة.

ويقدر العدد الإجمالي لمقاتلي داعش بما يتراوح بين 6000 و10000 عبر البلدين، ويتركز معظمهم في المناطق الريفية ويقيمون في الغالب من الرعايا السوريين والعراقيين، رغم أنه يعتقد أيضًا أن عددًا من مواطني الدول الثلاث موجودون في الهول.

تقرير مجلس الأمن، يقول إنه بينما شن داعش عملية كبيرة في 20 يناير لتحرير مقاتلين من سجن سيناء في الحسكة بسوريا، حيث كان هناك ما يقدر بنحو 5000 مقاتل محتجزين، فر ما بين 100 و300 مقاتل إلى صحراء البادية أو عبروا الحدود إلى العراق.

ورغم أن أيًا من كبار قادة داعش لم يتمكن من الفرار، فإن الهجوم قدَّم دفعة دعائية كبيرة للتنظيم وسلَّط الضوء على أولوياتها للهجمات على السجون التي تحتجز أعضاءها وجهودها لاستخدامها كمحفز للظهور من جديد.

وتقدر الدول الأعضاء في مجلس الأمن أنه ينبغي توقع المزيد من محاولات كسر الحماية، فتنظيم داعش شن هجمات متفرقة باستخدام تكتيكات المتمردين، تركزت في محافظة دير الزور وجنوب الرقة والحسكة وشرق حمص وجنوب غرب محافظتي درعا والسويداء.