تنفيذًا لرؤية 2030... شركة طيران سعودية جديدة باستثمارات ضخمة

المملكة العربية السعودية تخطط لإطلاق شركة طيران دولية جديدة باستثمارات ضخمة، خلال الفترة المقبلة.

تنفيذًا لرؤية 2030... شركة طيران سعودية جديدة باستثمارات ضخمة
محمد بن سلمان

ترجمات - السياق

كشفت مجلة إيرويز -المعنية بالرحلات الجوية التجارية العالمية-  أن المملكة العربية السعودية تخطط لإطلاق شركة طيران دولية جديدة باستثمارات ضخمة، خلال الفترة المقبلة.

وذكرت أنه كجزء من خطة رؤية 2030 -التي أعلنها الأمير محمد بن سلمان ولي العهد السعودي- هناك شركة طيران جديدة في طور الإعداد.

ونقلت المجلة عن مصادر مطلعة قولها: إن "ريا" سيكون الاسم المتوقع للناقلة السعودية الجديدة، مشيرين إلى أنها بمجرد إطلاقها، ستصبح الناقل الوطني الثاني للسعودية، وسيكون مقرها الرياض، علمًا أن المقر الحالي لطيران الخطوط السعودية جدة.

 

100 مليار

وحسب "إيرويز"، يُعد قطاع الطيران جزءًا من مخططات "رؤية 2030" في المملكة، الذي رصدت له -على مدى السنوات الثماني المقبلة- 100 مليار دولار، سيذهب الجزء الأكبر منها لإنشاء شركة طيران وطنية جديدة تخدم الخطوط العالمية.

وأشارت إلى أن هذا التمويل سيساعد في تطوير المطارات الحالية - وهي الرياض (RUH) وجدة (JED)- وإطلاق ناقل وطني جديد يكون مقره الرياض، يعمل جنبًا إلى جنب مع الخطوط الجوية السعودية (SV).

وبحسب مصادر في المديرية العامة للطيران المدني السعودي (GACA)، فإن خطط شركة الطيران الجديدة لا تزال جارية، مع إعلان نهائي في الأشهر المقبلة، بما في ذلك الاسم الذي طال انتظاره، والذي من المتوقع أن يكون "ريا".

بينما يرى مسؤولو الهيئة العامة للطيران المدني، أن شركة الطيران الوطنية الثانية ستكون جزءًا مهمًا من تحقيق أهداف رؤية 2030 الطموحة.

وتواصل المملكة العربية السعودية مشروع رؤية 2030، الذي يهدف إلى تقليل اعتمادها على النفط، من خلال تحفيز تنويع اقتصادها وتطوير قطاعات الخدمات، بما في ذلك الطيران المدني.

خلال منتدى مستقبل الطيران لعام 2022، توقعت السلطات السعودية، أن تبرز البلاد كمركز طيران في الشرق الأوسط، حيث تنقل أكثر من 330 مليون مسافر وخمسة ملايين طن من الشحن إلى 250 وجهة بحلول عام 2030، مقارنةً بأقل من أربعة ملايين حاليًا.

وأوضحت المصادر أنه في الوقت الحالي، يأتي نحو 60% من إجمالي الحركة الجوية إلى السعودية من الشرق الأوسط، مشيرة إلى أنه في حين أن نسبة آسيا والمحيط الهادئ تبلغ قرابة 20%، فإن إفريقيا تبلغ 10 في المئة فقط.

كان فيصل الإبراهيم، وزير الاقتصاد السعودي، قد كرر طموحات البلاد، خلال منتدى مستقبل الطيران لعام 2022، قائلًا: إن قطاع الطيران سيسهم بـ 75 مليار دولار أمريكي في الناتج المحلي الإجمالي بحلول عام 2030.

وأكد أن المملكة تتمتع بموقع استراتيجي في المنطقة، ما يعزز الاستدامة والتنافسية، كما أن للمملكة نقاط قوة، وتدعم الابتكار والصناعات التقنية، والقدرات الشبابية ورواد الأعمال، وكذلك لتعزيز العمل على الطلب الإقليمي والمحلي للسياحة واقتصادات الطيران.

 

150 وجهة

وبينت "إيرويز" أن الناقل الجديد سيحتاج -نهاية المطاف- إلى أكثر من 150 وجهة عبر العالم، في أوروبا وأمريكا الشمالية وأمريكا الجنوبية وإفريقيا وآسيا، ما يتطلب استثمارات بـ 30 مليار دولار.

وأشارت إلى أن الخطوط الجوية العربية السعودية، هي شركة الطيران الوطنية السعودية، وحاصلة على تصنيف طيران 5 نجوم، وأحد أعضاء الاتحاد العربي للنقل الجوي، وتتخذ من مطار الملك عبدالعزيز الدولي بجدة مركزًا رئيسًا لعملياتها، إضافة إلى فروعها الأخرى في مطار الملك خالد الدولي بالرياض ومطار الأمير محمد بن عبدالعزيز الدولي بالمدينة المنورة ومطار الملك فهد الدولي بالدمام.

وتقدم الخطوط الجوية العربية السعودية خدماتها لـ 100 وجهة في آسيا، إفريقيا، أوروبا، الشرق الأوسط، وأمريكا الشمالية، وكل ثلاث دقائق تقلع إحدى طائرات الخطوط السعودية.

 

منافسة

كانت وكالة رويترز للأنباء قد أوردت خبرًا في يوليو 2021، أكدت فيه أن المملكة العربية السعودية تنوي إطلاق شركة طيران جديدة للتنافس مع طيران الإمارات والخطوط القطرية.

وحسب الوكالة، تخطط السعودية لاستهداف حركة ركاب الترانزيت الدولية بشركة طيران وطنية جديدة، للتنافس بشكل مباشر مع طيران الإمارات والخطوط القطرية وتعزيز وتيرة التنافس الإقليمي.

وقالت مصادر حصرية لـ"رويترز" إن شركة الطيران السعودية الجديدة تستهدف مسارات دولية، وتوفر رحلات ربط ترانزيت للتنافس مع الناقلات الخليجية.

كان ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان، الذي يقود مسعى لتنويع الاقتصاد، لتقليص اعتماد السعودية على إيرادات النفط وتوفير وظائف، أعلن دفعة لقطاع النقل واللوجستيات، قبل نحو عام، لتصبح المملكة خامس أكبر مركز عالميًا لحركة الترانزيت.

وأعلن ولي العهد السعودي -قبل نحو عام- عن شركة طيران سعودية جديدة، لكنه لم يكشف موعد إطلاقها.

وأطلق بن سلمان مشروع "اللجنة العليا للنقل والخدمات اللوجستية"، لـ "ترسيخ مكانة المملكة مركزًا لوجستيًا عالميًا يربط القارات الثلاث، والارتقاء بخدمات ووسائل النقل كافة، وتعزيز التكامل في منظومة الخدمات اللوجستية وأنماط النقل الحديثة".

 

رئيس تنفيذي

بينما كانت شبكة بلومبرغ الأمريكية، قد نقلت عن مصادرها، منتصف أغسطس الماضي، أنه جرى الاتصال برؤساء حاليين وسابقين لشركات طيران أميركية وأوروبية وشرق أوسطية، لتولي منصب الرئيس التنفيذي لشركة الطيران الوطنية الجديدة.

وحسب الشبكة، أعلنت المملكة في يونيو 2021، أنها ستؤسس شركة طيران وطنية ثانية، إلى جانب الناقل الوطني "الخطوط الجوية العربية السعودية"، كجزء من "رؤية 2030" الاستراتيجية لتقليل اعتماد الاقتصاد على النفط.

وبينما ستخدم الناقلة الناشئة العاصمة الرياض، الطامحة إلى أن تصبح مركزًا تجاريًا عالميًا، فإنها تسعى أيضًا للتنافس مع شركات طيران خليجية أكبر على كعكة سوق النقل الجوي العالمية.

لكن الافتقار إلى الوضوح في ما يتعلق بالمعطيات الأساسية لشركة الطيران الجديدة، ومشهد الطيران المستقبلي في المملكة، إلى جانب احتمال وضع أهداف غير واقعية على صعيد الأداء، معوقات أساسية أمام البحث عن رئيس تنفيذي، حسب "بلومبرغ"، مشيرة إلى أنه لذلك انتقل البحث إلى شريحة المديرين التنفيذيين الأقل شهرة.

ووفقًا للخطط المعلنة، ستركز "الخطوط الجوية السعودية" على قاعدتها الحالية في جدة، لتلبية احتياجات الحج والعمرة، إلى جانب سياحة البحر الأحمر.

تشمل شركات الطيران الأخرى في المملكة "فلاي أديل" ذراع الخطوط السعودية منخفضة التكلفة، وطيران "ناس" الاقتصادي.

كانت المملكة العربية السعودية أعلنت، في يونيو الماضي، أنها ستقدم حوافز لشركات الطيران لتسيير رحلات إلى البلاد من مدن عالمية كبرى، في محاولة لزيادة أعداد السياح، إذ تتطلع المملكة إلى زيادة عدد الوافدين إلى 100 مليون شخص سنويًا بحلول عام 2030.