التايمز: تفاصيل سرية لأسلحة نووية أجنبية عُثر عليها في منزل ترامب

لم يُعرف البلد الذي تتعلق به هذه الوثائق السرية، لكن حقيقة أن الرئيس السابق استطاع تخزين الوثائق أكثر من 18 شهرًا في منزله الخاص -بمنتجع مار ألاغو- ستثير قلقًا كبيرًا بين أعضاء المجتمع الدولي

التايمز: تفاصيل سرية لأسلحة نووية أجنبية عُثر عليها في منزل ترامب

ترجمات - السياق

كشفت صحيفة التايمز البريطانية، عما سمتها "تفاصيل سرية لأسلحة نووية أجنبية عُثر عليها خلال مداهمة مكتب التحقيقات الفدرالي لمنزل الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب".

وبينت أن المواد والوثائق السرية، التي عُثر عليها في منزل ترامب بفلوريدا، خلال تقتيش لمكتب التحقيقات الفيدرالي الشهر الماضي، تضمنت تفاصيل عن القدرات النووية لدولة أجنبية.

وحسب الصحيفة، لم يُعرف البلد الذي تتعلق به هذه الوثائق السرية، لكن حقيقة أن الرئيس السابق استطاع تخزين الوثائق أكثر من 18 شهرًا في منزله الخاص -بمنتجع مار ألاغو- ستثير قلقًا كبيرًا بين أعضاء المجتمع الدولي.

ويعتقد أن تسع دول فقط، بما في ذلك الولايات المتحدة وبريطانيا، تمتلك أسلحة نووية.

 

100 وثيقة سرية

وأشارت "التايمز" إلى أنه عُثر أيضًا على أكثر من 100 وثيقة وُصفت بأنها سرية أو سرية للغاية، خلال تفتيش عملاء مكتب التحقيقات الفدرالي لمنزل ترامب، الشهر الماضي.

كان محامو ترامب قد ادعوا أن جميع الوثائق السرية أُعيدت في يناير الماضي، لكن مسؤولي وزارة العدل نظروا إلى الادعاء بريبة، وطلبوا من القاضي الموافقة على أمر تفتيش للعثور على مواد أخرى مفقودة.

وبينما لم يرد ترامب -بشكل مباشر- على هذه المزاعم، أرسلت منظمة (أنقذوا أمريكا)، وهي لجنة عمل سياسي لها صلات بالرئيس السابق، بريدًا إلكترونيًا إلى أنصارها، وبدلاً من معالجة التفاصيل الجديدة لبحث مكتب التحقيقات الفيدرالي، أشارت إلى قصة إخبارية نُشرت في 14 أغسطس الماضي، تظهر أن البحث في منتجع مار ألاغو، أدى إلى قفزة بعشر نقاط في استطلاعات الرأي لصالح ترامب بين الناخبين الجمهوريين.

إضافة إلى تفاصيل قدرات الأسلحة النووية لقوة أجنبية، نقلت "التايمز" عن تحقيق آخر لصحيفة واشنطن بوست الأمريكية، نُشر مؤخرًا، ذكرت فيه أنه عُثر -ضمن الوثائق أيضًا- على تفاصيل الدفاعات العسكرية التقليدية للدولة التي لم يذكر اسمها.

وأضافت الصحيفة البريطانية: "بريطانيا هي القوة النووية الأخرى الوحيدة إلى جانب الولايات المتحدة، التي هي عضو في ما تسمى شبكة تبادل المعلومات الاستخباراتية العيون الخمس، أما بقية الدول الأعضاء -كندا وأستراليا ونيوزيلندا- فليست لديها أسلحة نووية، لكن لا يوجد ما يشير إلى أن المواد التي عُثر عليها تتعلق بسلاح الردع النووي البريطاني".

 

سري للغاية

وحسب "التايمز" فقد ذكرت صحيفة واشنطن بوست، نقلًا عن مصادر استخباراتية لم تسمها، أن بعض الوثائق التي عُثر عليها في منتجع مار ألاغو كانت ذات طبيعة سرية للغاية، لا يطلع عليها عادةً سوى عدد قليل فقط من الأشخاص.

وأوضحت أنه حتى كبار موظفي المخابرات والأمن القومي لم يكونوا على علم بالتفاصيل الموجودة في بعض الوثائق.

أما الجمهوريون البارزون فإنهم -حسب "التايمز"- منقسمون بين أن هذه الأمور تخدم ترامب شعبيًا، وخطورتها على الأمن القومي الأمريكي.

وفي ذلك، نقلت "التايمز" عن ماركو روبيو، عضو مجلس الشيوخ عن ولاية فلوريدا (جمهوري) الذي يسعى لإعادة انتخابه في انتخابات التجديد النصفي لنوفمبر المقبل: إن معلومات المواد النووية جاءت من "جانب واحد ومكان واحد"، مضيفًا: "قالوا مصادر مطلعة على التحقيق... علينا أن نعرف هذه المصادر المطلعة".

وتابع: "هل يسرب مكتب التحقيقات الفدرالي ووزارة العدل، هذه المعلومات إلى وسائل الإعلام؟ وهل هناك نية للتأثير في الرأي العام خلال الفترة المقبلة"، في إشارة إلى قرب انتخابات التجديد النصفي.

وقارن روبيو -وهو عضو جمهوري كان ناقدًا لترامب وتحول إلى مؤيد له- أفعال "إف بي آي" بما قال إنه "شيء رأيناه مرات عدة من أنظمة ديكتاتورية ماركسية في العالم الثالث".

بينما وصفت كريستي نويم، حاكمة ولاية ساوث داكوتا، وهي مناصرة عنيدة لترامب، التفتيش بأنه توظيف سياسي لمكتب التحقيقات، قالت إنه كان "يلاحق الرئيس ترامب كمرشح وكرئيس والآن كرئيس سابق".

وبينت "التايمز" أنه كُشف -الأسبوع الماضي- عن العثور على الكثير من المواد السرية في المنتجع، ممزوجة بممتلكات ترامب الشخصية، مشيرة إلى أن ما يقرب من 50 مجلدًا وضعت عليها علامة "سرية" كانت فارغة عندما عثر عليها عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي.

ولكن إجمالا -حسب الصحيفة- فإن مكتب التحقيقات الفيدرالي استعاد أكثر من 300 وثيقة سرية من منتجع مار ألاغو هذا العام، منها 184 كانت ضمن 15 صندوقًا أرسلت إلى الأرشيف الوطني في يناير.

وفي يونيو الماضي، سلَّم أحد محاميي ترامب 38 وثيقة أُخرى، بينما عُثر على أكثر من 100 وثيقة في التفتيش الذي جرى 8 أغسطس الماضي.

بينما يصر ترامب على أنه رفع السرية عن هذه الوثائق، قبل مغادرته البيت الأبيض العام الماضي، وأن تحقيق وزارة العدل جزء من حملة مطاردة سياسية ضده، مشيرًا إلى أنه يعتقد أن مكتب التحقيقات الفيدرالي زرع أدلة ضده.

 

شعبية ترامب

في المقابل، أظهرت استطلاعات رأي ارتفاع دعم ترامب، بين الناخبين الجمهوريين منذ بحث مكتب التحقيقات الفدرالي.

وأشارت "التايمز" إلى أنه عند الإبلاغ عن أن الوكالة كانت تبحث عن تفاصيل الأسلحة النووية في منزله، احتج ترامب على ذلك باعتباره تشويهًا سياسيًا له.

وقال ترامب على منصة التواصل الاجتماعي الجديدة التابعة له (تروث سوشال) إن "قضية الأسلحة النووية خدعة"، مشيرًا إلى أن شأنها شأن الجدل الذي يتعلق بروسيا وتعرضه للمساءلة مرتين والتحقيق الذي أجراه المحقق روبرت مولر بشأن مزاعم تدخل روسيا في انتخابات 2016.

وأضاف: "الأشخاص الفاسدون أنفسهم متورطون في الأمر".

وكتب أيضًا على "تروث سوشال": "لماذا لا يسمح مكتب التحقيقات بتفتيش المناطق في مار الاجو بحضور محامينا أو غيرهم؟".

بدورهم، لم يتمكن بعض عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي المكلفون بتفتيش منزل ترامب، من الاطلاع على المستندات التي عثروا عليها في المنتجع.

ونقلت "التايمز" عن آدم شيف، رئيس لجنة المخابرات بمجلس النواب، إن تفاصيل البحث عن ممتلكات ترامب "تثير المزيد من الأسئلة"، مضيفًا: "يجب أن يستمر التحقيق من دون انقطاع ولا عوائق".

ووافق قاضٍ فيدرالي مؤخرًا على التماس من محامي ترامب لتعيين ما يسمى "المعلم الخاص" لمراجعة المواد عُثر عليها الشهر الماضي.

ومن المقرر أن يقوم المحامي أو القاضي بفحص ما يقرب من 13000 وثيقة عُثر عليها في منزل ترامب بفلوريدا، لتحديد أي منها محمية بامتيازات.

وقالت وزارة العدل، التي تحقق في احتجاز ترامب للوثائق بشبهة انتهاك أفراد من عمل التجسس الأمريكي، إنها استبعدت بالفعل وأعادت أي وثائق من هذا القبيل.

أمام ذلك، يتطلع ترامب إلى العودة إلى البيت الأبيض عام 2024، ويُعتقد أنه قد يعلن ترشحه بعد الانتخابات النصفية المقررة في نوفمبر المقبل.