4 عواصم إقليمية جديدة تحت سيطرة طالبان... ماذا يحدث في أفغانستان؟
بعد سيطرة طالبان على ساري بول وقندوز... ما أهمية المدن التي وقعت في أيدي المسلِّحين؟

السياق
بعد معارك طاحنة مع القوات الأفغانية، أعلنت حركة طالبان، سيطرتها على مدينتي ساري بول وقندوز شمالي أفغانستان، في تصاعد سريع للعنف بأفغانستان، بعد أن بدأت القوات الأمريكية والقوات الدولية الأخرى، سحب قواتها من البلد الآسيوي، بعد 20 عامًا من العمليات العسكرية.
ونقل موقع «بي بي سي» في نسخته الإنجليزية -عن مصادر صحفية- قولها إن علم حركة طالبان شوهد مرفوعًا وسط مدينة قندوز، وهي عاصمة ولاية تحمل الاسم نفسه أيضًا، مشيرة إلى أنه تم الإبلاغ عن مشاهد فوضوية، مع اشتعال النيران في المباني والمتاجر.
سيطرة سريعة
وأشارت إلى أن المسلَّحين شقوا طريقهم سريعًا إلى مدينة ساري بول، التي استولوا عليها في غضون ساعات من قندوز، في الوقت الذي يصر فيها المسؤولون الأفغان، على بقاء قواتهم في المدن التي سقطت.
وبحسب «فرانس 24» في نسختها الإنجليزية، فإن قندوز سقطت، وسيطرت طالبان على جميع المباني الرئيسة، في المدينة التي وقعت ثلاث مرات بأيدي المتمرِّدين منذ 2015.
وقال عضو مجلس ولاية قندوز، آمر الدين والي، إن «قتالًا شرسًا من شارع إلى شارع، يدور في أجزاء متفرقة من المدينة»، مشيرًا إلى أن «بعض القوات الأمنية انكفأت باتجاه المطار».
فوضى عارمة
وقال عبدالعزيز -أحد سكان قندوز- باتصال هاتفي: إن «مقاتلي طالبان وصلوا إلى الساحة الرئيسة في المدينة والطائرات تقصفهم»، كاشفًا عن «فوضى عارمة» في المدينة.
وتقول «فرانس 24»، إن سقوط قندوز، الواقعة أقصى شمالي البلاد، سيكون الأهم منذ أن بدأ مقاتلو الحركة هجومهم، بعد انسحاب القوات الأمريكية.
يأتي ذلك بينما وجَّهت السُّلطات المحلية، التي تحاول صد هجوم مسلَّحي طالبان في مواقع مختلفة، نداء لإرسال تعزيزات لمنع سقوط ساري بول عاصمة الولاية، التي تحمل الاسم نفسه، التي أعلنت طالبان -من جانب واحد- سيطرتها عليها.
أمريكا تتدخل
من جانبها، أدانت السفارة الأمريكية في كابل، بتغريدة عبر حسابها في «تويتر»، هجمات طالبان على المدن الأفغانية.
وقالت السفارة الأمريكية: إن سعي طالبان إلى الحُكم عن طريق القوة، يتعارض مع ادِّعاءات الحركة بحل الصراع عن طريق الحوار.
استيلاء طالبان على مدينتين جديدتين، يأتي بعد يومين، من استيلائها على أول عاصمة لولاية هي زرنج في نيمروز، بينما قال المتحدِّث باسم الحركة، ذبيح الله مجاهد، إنه تمت السيطرة على مدينة شبرغان الاستراتيجية، عاصمة جوزجان، شمالي أفغانستان.
إطلاق السجناء
وأعلن المتحدِّث باسم طالبان، مقتل عدد من قوات الكوماندوز الأفغانية، في هجوم على مدينة فيض أباد عاصمة بدخشان شمالي أفغانستان، مؤكدًا السيطرة على السجن في مدينة شبرغان، وإطلاق سراح السجناء.
وتصاعد العنف في جميع أنحاء أفغانستان، بعد أن بدأت القوات الأمريكية والقوات الدولية الأخرى، سحب قواتها من البلاد، بعد 20 عامًا من العمليات العسكرية، وحقَّق مسلحو طالبان تقدُّما سريعًا في الأسابيع الأخيرة، بعد أن استولوا على مساحات شاسعة من الريف، وهم الآن على أعتاب البلدات والمدن الرئيسة.
معارك عنيفة
المعارك العنيفة، التي تدور رحاها بين مسلَّحي طالبان والقوات الأفغانية، تسبَّبت في نزوح آلاف المدنيين، واحتماء العائلات، بما في ذلك الأطفال، في بعض المدارس التي لم تسلم من القصف والاشتباكات المتبادلة.
وبحسب وكالة الأنباء الإسلامية الأفغانية، ومقرها باكستان، فإن ما لا يقل عن 12 شخصًا لقوا مصرعهم عندما فجَّرت مركبة مدنية لغمًا أرضيًا لطالبان، استهدف مهاجمة القوات الحكومية في إقليم باكتيا الشرقي.
وأعلنت وزارة الدفاع الأفغانية، مقتل 385 مسلَّحًا من الحركة وإصابة 210 آخرين خلال 24 ساعة، مشيرة إلى أن المعارك مستمرة في أكثر من 15 محافظة.
قاذفات أمريكية
واستهدفت قاذفات قنابل الأمريكية، مواقع لمسلَّحي طالبان في مدينة شيبرغان شمالي البلاد، ضمن المعارك الدائرة لطردهم منها، بينما أكد المتحدِّث باسم وزارة الدفاع الأفغانية، أن قاذفات بي 52 الأمريكية قتلت أكثر من 200 من مسلَّحي طالبان، ما سيساعد القوات الحكومية في استعادة المدينة، التي استولت عليها السبت حركة طالبان.
وكانت حركة طالبان، قتلت الأسبوع الماضي، المتحدِّث باسم الرئيس الأفغاني السابق أشرف غني، رميًا بالرصاص في العاصمة كابل، كما نفَّذت هجومًا بالقنابل، على منزل القائم بأعمال وزير الدفاع.
وأغلقت الحركة الحدود الأفغانية مع باكستان، بينما أظهرت صور عشرات الأفغان عالقين، على الجانب الباكستاني من الحدود، غير قادرين على العودة إلى عائلاتهم، بحسب «بي بي سي» في نسختها الإنجليزية.