إيران... إضرام للنار في مقر الباسيج ورئيسي يُهاجَم من أبرز أعوانه

هاجم رئيس البرلمان الإيراني المتشدد، القائد الأسبق للحرس الثوري، محمد باقر قاليباف، حكومة إبراهيم رئيسي، بعدما كان من أشد الداعمين لها.

إيران... إضرام للنار في مقر الباسيج ورئيسي يُهاجَم من أبرز أعوانه

السياق

"الموت للديكتاتور، الموت لخامنئي، الموت للحرس الثوري، الموت للباسيج، داعشنا هو الباسيج والحرس الثوري الإيراني". بهذه الشعارات تعالت الأصوات من شرفات المنازل، وهي طريقة جديدة اتبعها الشعب الإيراني للتعبير عن رفضه للنظام الحالي وممارساته القمعية، ضمن سلسلة احتجاجات لم تنقطع منذ أشهر، على خلفية قتل الشابة الكردية مهسا أميني، على يد ما تسمى "شرطة الأخلاق"، بزعم ارتدائها حجابًا غير ملائم.

كما شهد عدد من المدن الإيرانية تظاهرات ليلية، بينما ردد المحتجون شعارات مناهضة للنظام، وأحرقوا مقرًا للباسيج وصورة لقاسم سليماني في مدينة قم.

شملت هذه الاحتجاجات أحياء ستار خان وشهرك نفط وشاهين الجنوبية وشهران وسلسبيل وسعادت آباد ودربند.

مشهد، ثاني أكبر مدينة إيرانية، لم تخل أيضًا من الاحتجاجات المتفرقة، كما ردد المحتجون هتافات مناهضة، وكتبوا شعارات ضد الحكومة على حافلات المدينة.

مقتل متظاهر

تواجه السلطات المتظاهرين بحملة قمع عنيفة، إذ قتلت قرابة 460 متظاهرًا بينهم نساء وأطفال، واعتقلت قرابة 20 ألف شخص، وحكمت على 41 منهم بالإعدام، ونفذت الحكم في اثنين منهم وسط تنديد أممي.

وفي هذا السياق، ذكر موقع حقوق الإنسان الكردي هنغاو، أن أحد المتظاهرين المعتقلين في مدينة بوكان الكردية بمحافظة أذربيجان الغربية، يدعى محمد حاجي رسول بور، الذي دخل في غيبوبة، توفي في مستشفى قلي بور بالمدينة بسبب "إصابات خطيرة ناتجة عن التعذيب".

وأضاف الموقع الحقوقي أن "حاجي رسول بور" كان أحد المعتقلين السياسيين السابقين الذين اعتقلتهم القوات الحكومية خلال الاحتجاجات التي عمّت البلاد، ومن ضمنها مدينة بوكان الكردية في محافظة أذربيجان الغربية، ودخل في غيبوبة بسبب التعذيب في المعتقل.

معاناة داخل السجون
وكانت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية، كشفت -في تقرير- حالات اعتداء جنسي ارتُكبت بحق سجينات إيرانيات.

وروى التقرير أن هناك امرأة عمرها 20 عامًا تعرَّضت للاغتصاب، بعدما اعتُقلت بتهمة قيادة الاحتجاجات، ثم نُقلت إلى مستشفى في كرج بسبب نزف أصابها، واحتجزت في السجن ثانية.

كما أكدت "نيويورك تايمز" وجود وثائق من منظمتي هيومان رايتس ووتش‏، والعفو الدولية، تؤكد وقوع حالات تحرش واغتصاب بحق المتظاهرات في إيران.

ولفت تقرير "نيويورك تايمز" إلى أن شعور الإيرانيات بالخجل والخوف، هو ما صعب تأكيد تقارير التحرش الجنسي، التي ارتكبها رجال الأمن في حقهم.
وفي السياق ذاته، ذكرت "سي إن إن" أن السلطات الإيرانية تصور أحيانًا عمليات اغتصاب المتظاهرات، لإجبارهن على التزام الصمت.

هجوم البرلمان

من ناحية أخرى يعاني الإيرانيين أوضاعًا معيشية واقتصادية صعبة وارتفاع الأسعار، ما عُد نافذة للبرلمان الإيراني لمهاجمة الحكومة، الذي رآه محللون نوعًا من تنفيس الضغط العام والشعبي على النظام.
مساء الاثنين، هاجم رئيس البرلمان الإيراني المتشدد، القائد الأسبق للحرس الثوري، محمد باقر قاليباف، حكومة إبراهيم رئيسي، بعدما كان من أشد الداعمين لها، وأبرز الوجوه التي ساندت الرجل المتطرف إبراهيم رئيسي، بعد ترشحه لانتخابات الرئاسة.
وألقى قاليباف باللوم على أداء حكومة رئيسي، وفشلها في تحسين الأوضاع الاقتصادية والمعيشية للإيرانيين، في ظل تراجع القدرة الشرائية وانهيار العملة، واتهمها بتجاهل تطبيق القانون، الذي شرعه البرلمان في دعم السلع الأساسية، ما زاد أسعار تلك السلع".
وأرجع الغضب الحالي في نفوس الشعب، إلى تجاهل تطبيق رئيسي قرار مجلس النواب، ما زاد ارتفاع الأسعار.

هل تسقط الاحتجاجات النظام؟
أمام هذا الحشد الجماهيري الغاضب، والعنف الذي يرد به الأمن الإيراني، برز على السطح تساؤل: هل تسقط الاحتجاجات نظام طهران؟
تجيب "وول ستريت جورنال" نقلًا عن مسؤولين أمنيين غربيين وشرق أوسطيين، أن حركة الاحتجاجات المستمرة منذ 3 أشهر تُمثل دافعًا للتغيير من شأنه أن يتحدى أسس الدولة، لكنها لا تُمثل تهديدًا مباشرًا للحكومة المتشددة في طهران.


قوة الاحتجاجات
وقال المسؤولون الأمنيون للصحيفة الأمريكية: إن استمرار حركة الاحتجاج وقوتها "مفاجأة، بالنظر إلى السرعة التي قمعت بها الحكومة الإيرانية المظاهرات أعوام 2009 و2017 و2019".

ورأت الصحيفة أن استمرار الاحتجاجات ورد السلطات الإيرانية العنيف، غيرّا سياسات واشنطن وأوروبا تجاه إيران، ما أدى إلى تهدئة الدعوات المطالبة بالحوار الدبلوماسي مع طهران، وتضاءلت الآمال بأن تتمكن واشنطن وطهران من إحياء الاتفاق النووي، بينما فرض الاتحاد الأوروبي وبريطانيا المزيد من العقوبات على إيران بسبب الاحتجاجات.