اغتصاب وتحرش... ماذا يحدث للإيرانيات خلف القضبان؟

أوضح مدير حملة حقوق الإنسان الإيرانية هادي قائمي، أن الأمن اعتقل طفلة تبلغ من العمر 14 عامًا في طهران، لخلعها الحجاب في المدرسة

اغتصاب وتحرش... ماذا يحدث للإيرانيات خلف القضبان؟

السياق

جرائم لا تنكرها عين، يتفنن النظام الإيراني بارتكابها في حق شعبه، الذي لم تنقطع احتجاجاته الغاضبة لأربعة أشهر في جميع أرجاء البلاد، ما دفع الإدارة الأمريكية للمطالبة بضرورة الرد على هذه الجرائم، -حتى لو كانت المطالب الأمريكية رمزية- فإنها تكشف عن مستوى جديد من العنف الممارس ضد الإيرانيين، الذي وصل إلى الاعتداء الجنسي والاغتصاب في حق سجينات شاركن في التظاهرات.

"نيويورك تايمز" الأمريكية، كشف -في تقرير- عن حالات اعتداء جنسي ارتُكبت بحق سجينات إيرانيات. وروى التقرير أن هناك امرأة عمرها 20 عامًا تعرَّضت للاغتصاب، بعدما اعتُقلت بتهمة قيادة الاحتجاجات، ثم نُقلت إلى مستشفى في كرج بسبب نزف أصابها، واحتجزت في السجن ثانية.

كما أكدت "نيويورك تايمز" وجود وثائق من منظمتي هيومان رايتس ووتش‏، والعفو الدولية، تؤكد وقوع حالات تحرش واغتصاب بحق المتظاهرات في إيران.

 

اغتصاب طفلة

في حادثة مأساوية، أوضح مدير حملة حقوق الإنسان الإيرانية هادي قائمي، أن الأمن اعتقل طفلة تبلغ من العمر 14 عامًا في طهران، لخلعها الحجاب في المدرسة، ونقلت بعد ذلك إلى المستشفى إثر اغتصابها وتعرضها لنزف شديد قبل وفاتها، وأشار إلى أن والدتها اختفت، بعد عزمها الإعلان عن قصة ابنتها.

 

التحرش الجنسي

ولفت تقرير "نيويورك تايمز" إلى أن شعور الإيرانيات بالخجل والخوف، هو ما صعب تأكيد تقارير التحرش الجنسي، التي ارتكبها رجال الأمن في حقهم.

وفي السياق ذاته ذكرت "سي إن إن" أن السلطات الإيرانية تصور أحيانًا عمليات اغتصاب المتظاهرات، لإجبارهن على التزام الصمت.

وفي إيران لم ينقطع لهب الاحتجاجات منذ أشهر، على خلفية قتل الشابة الكردية مهسا أميني، على يد ما تسمى " شرطة الأخلاق" بدعوى ارتدائها حجابًا غير ملائم.

 

هل تسقط الاحتجاجات النظام؟

أمام هذا الحشد الجماهيري الغاضب، والعنف الذي يرد به الأمن الإيراني، برز على السطح تساؤل: هل تسقط الاحتجاجات نظام طهران؟

تجيب "وول ستريت جورنال" نقلًا عن مسؤولين أمنيين غربيين وشرق أوسطيين، أن حركة الاحتجاجات المستمرة منذ 3 أشهر تُمثل دافعًا للتغيير من شأنه أن يتحدى أسس الدولة، لكنها لا تُمثل تهديدًا مباشرًا للحكومة المتشددة في طهران.

 

قوة الاحتجاجات

وقال المسؤولون الأمنيون للصحيفة الأمريكية: إن استمرار حركة الاحتجاج وقوتها "مفاجأة، بالنظر إلى السرعة التي قمعت بها الحكومة الإيرانية المظاهرات أعوام 2009 و2017 و2019".

ورأت الصحيفة أن استمرار الاحتجاجات ورد السلطات الإيرانية العنيف، غيرّا سياسات واشنطن وأوروبا تجاه إيران، ما أدى إلى تهدئة الدعوات المطالبة بالحوار الدبلوماسي مع طهران، وتضاءلت الآمال بأن تتمكن واشنطن وطهران من إحياء الاتفاق النووي، بينما فرض الاتحاد الأوروبي وبريطانيا المزيد من العقوبات على إيران بسبب الاحتجاجات.

 

وكالة المخابرات الأمريكية

في مقابلة مع قناة بي بي إس، الجمعة، قال مدير وكالة المخابرات المركزية، وليام بيرنز، إن الحكومة الإيرانية لا تشعر بأنها ستفقد قبضتها على السلطة قريبًا، وإنها مازالت تملك أدوات قاسية لاستخدامها ضد المتظاهرين.

وأضاف بيرنز: "ولكن على المدى الطويل، أعتقد أن النظام الإيراني لا يملك إجابات جيدة عما يدور في أذهان الشباب المحتجين".

وتابع: "إطالة أمد المظاهرات الإيرانية، وكذلك تمددها الواسع في مختلف الطبقات والأعراق والمجموعات الاقتصادية والاجتماعية في هذا البلد، لفت انتباه محللي الوكالة".

 

الإعدامات

سبق أن تعهد الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، في خطاب بجامعة طهران في 7 ديسمبر الجاري، بـ"التعامل بحزم مع أولئك الذين يعارضون أمن البلاد وهدوئها"، وفقًا لوسائل الإعلام الرسمية الإيرانية.

وبالفعل شرعت الحكومة الإيرانية في سياسة تنفيذ أحكام بإعدام عدد من المحتجين، في الأسابيع الأخيرة، بعد أن عانت في الشهرين الأولين، إذ أعدمت 2 من المتظاهرين الذين اعتُقلوا مع آلاف، بمن في ذلك رجل شُنق علنًا برافعة في مدينة مشهد شرقي البلاد.

 

ضرب الأكراد

كما استخدمت الحكومة المزيد من القوة العسكرية، ضد مصادر الاضطرابات في المناطق الكردية بإيران، حيث بدأت الاحتجاجات في أعقاب جنازة مهسا أميني، التي توفيت عن 22 عامًا.

ونقلت الصحيفة الأمريكية عن جماعات حقوقية قولها، إن ما لا يقل عن 400 متظاهر لقوا مصرعهم، إلا أن الحكومة الإيرانية تدعي أن عدد الضحايا وصل إلى 200 شخص فقط.