رسالة تحذيرية من إسرائيل لحزب الله... كيف ردت تل أبيب على تصعيد إيران؟

رئيس وزراء إسرائيل يحذر حزب الله... وتل أبيب تكشف سبب ضربات السبت في سوريا

رسالة تحذيرية من إسرائيل لحزب الله... كيف ردت تل أبيب على تصعيد إيران؟
يائير لابيد

السياق

في تصاعد جديد لحرب الظل بين إسرائيل وإيران، حاولت الأخيرة التغطية على هزائمها المتوالية في الداخل، بإطلاق يد وكلائها في المنطقة، لإثارة القلاقل مع تل أبيب.

وعلى الفور استجابت مليشيات حزب الله، التي تعد أحد أهم وكلاء إيران في المنطقة لتعليمات طهران، فأطلقت من لبنان -مساء السبت- ثلاث مسيَّرات نحو المجال الجوي فوق المياه الاقتصادية لإسرائيل.

وبينما تبنى حزب الله عملية إطلاق المسيَّرات الثلاث فوق المياه الاقتصادية، أكد أن مهمة الطائرات التي وصفها بـ«الاستطلاعية أنجزت ووصلت الرسالة».

إلا أن الرسالة التي وصلت كانت إسرائيل مستعدة للرد عليها، فالمتحدث باسم الجيش الإسرائيلي أفيخاي أدرعي أعلن -مساء السبت- إسقاط المسيَّرات الثلاث، التي قال إنها لم تشكل تهديدًا منذ بدء تحليقها حتى اعتراضها.

 

رسالة ساخرة

وبينما تعهد المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي ران كوخاف، بالرد على إطلاق مسيَّـرات حزب الله، تندر على حسن نصر الله، قائلًا: «حسن نصر الله يفشل دائمًا (...) إنهم يحاولون تقويض سيادتنا ويفشلون».

وبلهجة ساخرة، اقترح كوخاف على الأمين العام لحزب الله، إجراء تحقيق في أحداث السبت، متعهدًا بالرد على تلك العملية، قائلًا: «نحن عادة لا نبقي الحسابات مفتوحة».

وبتحذير شديد اللهجة، توعد رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد يائير لابيد -في أول اجتماع للحكومة برئاسته- حزب الله اللبناني، مشيرًا إلى أن بلاده ستواصل الدفاع عن نفسها ومواطنيها وممتلكاتها.

وقال المسؤول الحكومي الجديد، إن حزب الله مستمر في طريق «الإرهاب»، مشيرًا إلى أن ممارساته تضر بقدرة لبنان على التوصل إلى اتفاق الحدود البحرية، في إشارة إلى حقل كيروش، الذي أثار أزمة بين تل أبيب وبيروت قبل أيام، ولم تصل المفاوضات فيه إلى طريق آمن.

ولوَّح يائير لابيد باتخاذ قرارات وإجراءات، ومواصلة زيادة القوة الاقتصادية والدبلوماسية والأمنية لإسرائيل، بينما لم يكشف القرارات الذي يعتزم اتخاذها.

ولم يكتفِ الجيش الإسرائيلي بإحباط المسيَّرات أو بالرد شديد اللهجة، بل وجَّه ضربة جديدة لإيران، عبر شن غارات جوية على مواقع في بلدة الحميدية السورية، بالقرب من مدينة طرطوس الساحلية، استهدفت سلاحاً نُقل بحراً، بسفن إيرانية رست في الميناء.

 

سبب ضربة السبت

وبحسب «تايمز أوف إسرائيل»، فإن الضربة استهدفت محاولات إيرانية لإدخال أنظمة دفاع جوي إلى سوريا، لتغيير قواعد اللعبة، مشيرة إلى أن الضربة جاءت وسط تحرك جديد من الإيرانيين في سوريا، لإدخال منظومة دفاع جوي لحماية مصالحهم العسكرية.

وقال مسؤولون عسكريون إن سوريا حسَّنت قدراتها الدفاعية الجوية بمكونات إيرانية مطورة. وفي هجوم عام 2018، ورد أن إسرائيل استهدفت نظام دفاع جوي إيراني متقدم سينشر قريبًا.

وقالت القناة 12 –السبت- إن هذا الجهد الجديد يقوده قائد كبير في الحرس الثوري الإيراني بالتعاون مع الجيش السوري، لتمكين طهران من تشغيل أنظمة الدفاع الجوي الخاصة بها في سوريا.

وشنت إسرائيل مئات الضربات على أهداف في سوريا خلال السنوات الماضية، لكنها نادرًا ما تعترف أو تناقش هذه العمليات. وتقول إنها تستهدف قواعد إيران والميليشيات المتحالفة معها، مثل مليشيات حزب الله اللبنانية، التي لها مقاتلون منتشرون في سوريا، وشحنات أسلحة يعتقد أنها متجهة إلى وكلاء مختلفين، بحسب «تايمز أوف إسرائيل».

التهديد الأكثر إلحاحًا

وقالت الصحيفة، إن مليشيات حزب الله في لبنان تشكل التهديد الأكثر إلحاحًا، بعد أن أسقطت إسرائيل –السبت- ثلاث طائرات من دون طيار لبنانية، عبرت مياهها الاقتصادية في طريقها لمراقبة حقل الغاز الطبيعي في كاريش.

ومن المقرر أن يعقد لابيد اجتماعات فردية مع وزراء في الحكومة، تبدأ بوزير الدفاع بيني جانتس ووزير الصحة نيتسان هورويتز الأحد، لمناقشة الرد على حزب الله بشكل عملي.

وتصاعدت التوترات بين إسرائيل وإيران في الأسابيع الأخيرة، بعد اغتيال ضابط إيراني كبير في طهران الشهر الماضي، وعدد آخر من القتلى من رجال الأمن داخل إيران، وضربات جوية على أهداف مرتبطة بإيران في سوريا، وتهديد تصريحات القادة الإيرانيين.

ورفع مجلس الأمن القومي الإسرائيلي -قبل أيام- مستوى التحذير من سفر مواطنيه إلى اسطنبول لأعلى مستوياته، واضعًا إياها -إلى جانب العراق واليمن وأفغانستان وإيران- كأماكن يتعين على الإسرائيليين مغادرتها على الفور وقد لا يزورونها.