هل تضطر دول أوبك إلى تعليق تحالفها مع روسيا؟
رأت سارة فاخشوري، رئيسة الشركة المتخصصة في الاستراتيجيات المتعلقة بالنفط، أنه إذا لم تحقق روسيا التزاماتها من حصصها المتفق عليها من إنتاج النفط، فلن تكون ذات فائدة كبيرة لأوبك

ترجمات - السياق
اجتمعت دول منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك) وحلفاؤها في إطار "أوبك بلاس"، مؤخرًا، لبحث إنتاجها النفطي، في لقاء طغى عليه إعلان الاتحاد الأوروبي فرض حظر على الخام الروسي، الأمر الذي يضع موسكو في موقف حرج داخل التحالف.
وتضم "أوبك بلس" جميع الدول الـ 13 الأعضاء في منظمة البلدان المصدرة للبترول، إضافة إلى 10 دول من خارج أوبك، وتشمل تلك المجموعة الأخيرة روسيا، أحد أكبر مصدري النفط في العالم.
وحسب موقع ماركت بليس -المتخصص في تسهيل بيع وشراء المنتجات ما يعني أنه سوق أون لاين- فإن اجتماع المنظمة جاء لبحث زيادة الإنتاج للحد من ارتفاع الأسعار، مشيرًا إلى أن هذه الاستراتيجية -التي بدأت في ربيع 2021- تهدف إلى العودة تدريجيًا إلى مستويات ما قبل جائحة كورونا، بعد التخفيضات الكبيرة التي تم تحديدها في مواجهة انهيار الطلب المرتبط بالقيود الصحية وإجراءات العزل في العالم.
لكن مقالًا في "وول ستريت جورنال" أثار بعض الشكوك، إذ ذكرت الصحيفة الأمريكية أن عددًا من أعضاء أوبك يدرسون إمكانية استثناء روسيا من الاتفاق المتعلق بتحديد حصص الإنتاج.
ووفقًا للصحيفة، فإن بعض أعضاء منظمة البلدان المصدرة للبترول يدرسون فكرة تعليق مشاركة روسيا في اتفاق لإنتاج النفط، بينما تلحق العقوبات الغربية ضررًا بقدرة البلاد على ضخ المزيد من الخام.
وأشارت إلى أن استبعاد روسيا قد يمهد الطريق أمام أعضاء آخرين في أوبك لإنتاج المزيد من الخام لتلبية المستويات المستهدفة للإنتاج، إذ سيسمح هذا السيناريو للسعودية والإمارات العربية بالاستفادة من طاقتهما الفائضة لتعويض النقص جزئيًا، وتهدئة السوق.
علاقة مثيرة
وحسب ماركت بليس فإنه طالما كانت العلاقة بين روسيا وأوبك مثيرة للجدل، لافتًا إلى أنه رغم أنها ليست عضوًا رسميًا في "أوبك"، فإن موسكو تعمل مع المنظمة لتحديد كمية النفط التي تدخل السوق منذ منتصف العقد الماضي.
ونقل الموقع عن مارك فينلي، الخبير في مجالات الطاقة والاقتصاد، والزميل بمعهد بيكر بجامعة رايس الأمريكية، قوله: السعوديون والروس دائمًا ما اتفقوا على أهمية هذا التواصل، في ما يخص تحديد كمية النفط التي تدخل السوق، كقيمة استراتيجية كبيرة.
وأوضح أن هذه القيمة ترجع جزئيًا إلى حقيقة أن السعوديين والروس ينتجون ثاني وثالث أكبر كمية نفط في العالم، خلف الولايات المتحدة، ومن ثمّ فإن شراكتهما تحمل قدرًا كبيرًا من قوة التسعير، بل إنه في بعض الأحيان بدا التحالف كأنه رهان جيوسياسي جيد أيضًا.
وقال فينلي: "لقد رأينا جهودًا، في الواقع، من الجانبين للتشدق على الأقل بفكرة توسيع تلك العلاقة الاستراتيجية إلى ما وراء الأبعاد التكتيكية لخفض إنتاج النفط وإدارته".
وأضاف أن ذلك كان حتى غزت روسيا أوكرانيا، إلا أنه منذ ذلك الحين، كانت روسيا تخفق في تحقيق أهداف إنتاج النفط.
تراجع فائدة روسيا
من جانبها، رأت سارة فاخشوري، رئيسة الشركة المتخصصة في الاستراتيجيات المتعلقة بالنفط، أنه إذا لم تحقق روسيا التزاماتها من حصصها المتفق عليها من إنتاج النفط، فلن تكون ذات فائدة كبيرة لـ "أوبك".
وقالت للموقع الأمريكي: "لأن روسيا لا تستطيع تقديم التزاماتها -فضلًا عن أن سياساتها لا تتماشى مع اتفاق (أوبك)- فقد يكون الحل الجيد هو إخراجها من المنظمة".
وأوضح ماركت بليس، أن أوبك كانت قد أعفت بعض الدول الخاضعة للعقوبات من تحقيق أهداف الإنتاج، بما في ذلك العراق في تسعينيات القرن الماضي، وحاليًا إيران وليبيا وفنزويلا.
وتعليقًا على ذلك، قال مايكل لينش، الزميل المتميز في مؤسسة أبحاث سياسة الطاقة، إن "أوبك" يجب أن تكون حذرة إذا كانت ستنأى بنفسها عن روسيا.
وأضاف: "ما لم يُسمح لهم بمخرج سلس للغاية، أعتقد أنه سيجعل الأمر أكثر صعوبة للحصول على تعاونهم في المستقبل، ومن ثمّ قد يسبب ذلك مشكلة لأوبك"، متوقعًا أنه إذا أرادت "أوبك" خفض الإنتاج في المستقبل، للمساعدة في تنظيم الأسعار، فقد ترفض روسيا.