في ظهور نادر... زعيم طالبان يشارك باجتماع ديني في كابل
شارك القائد الأعلى لحركة طالبان، هبة الله أخوند زاده، الذي يبقى عادة بعيدًا عن المناسبات العامة، في اجتماع لشخصيات دينية، الجمعة، في كابل حسب ما أعلن مساعد الناطق باسم الحكومة الأفغانية.

السياق
شارك القائد الأعلى لحركة طالبان، هبة الله أخوند زاده، الذي قلما يشارك في مناسبات عامة، في اجتماع لشخصيات دينية الجمعة في كابل.
يذكر أن أخوند زاده لم يسبق أن صور علنًا منذ وصول حركة طالبان إلى السلطة في أغسطس الماضي، ولم تنشر له أي صورة جديدة على الإنترنت.
وقوبل وصوله، الذي نقلته الإذاعة الرسمية، بأناشيد تمجد حركة طالبان وصيحات من قبيل "تحيا إمارة أفغانستان الإسلامية".
ويشارك أكثر من ثلاثة آلاف شخصية دينية ووجهاء قبائل منذ الخميس بالعاصمة الأفغانية، في مجلس موسع يستمر ثلاثة أيام لإضفاء شرعية على نظام طالبان.
وزخرت الصحف الأفغانية -في الأيام الأخيرة- بتكهنات لاحتمال مشاركة أخوند زاده، الذي نُشرت تسجيلات صوتية له منذ أغسطس الماضي، وإن تعذر التحقق من صحتها من مصدر مستقل.
ورغم تكتمه يقول محللون إن أخوند زاده، الذي يُقال إنه سبعيني ولقبه "أمير المؤمنين" يقود بقبضة من حديد حركة طالبان.
تأتي هذه الاجتماعات، وهي الأوسع منذ تولي حركة طالبان السلطة، بعد أكثر من أسبوع على زلزال ضرب جنوبي شرق البلاد، أسفر عن أكثر من ألف قتيل، وتشريد عشرات الآلاف.
غياب النساء
ولم يسمح لأي امرأة بالمشاركة في هذه الاجتماعات إذ رأت حركة طالبان الأمر غير ضروري، لأنهن ممثلات بأقارب ذكور.
وأكد مصدر مطلع في الحركة -لوكالة فرانس برس- أنه سيسمح للمشاركين بانتقاد السلطة، وستطرح مسائل شائكة خلال الاجتماع، بينها تعليم الفتيات الذي يثير جدلًا حتى داخل الحركة المتطرفة.
ونهاية مارس منعت حركة طالبان مجددًا الفتيات من ارتياد المدارس الإعدادية والثانوية، بعد ساعات فقط من إعادة فتحها، وهو قرار صدر عن أخوند زاده، حسب ما ذكرت مصادر داخل الحركة.
وعادت حركة طالبان لتطبيق الشريعة بشكل متشدد، كما كانت خلال فترة حكمها الأولى بين عامي 1996 و2001 حارمة النساء من كل حقوقهن تقريبًا، خصوصًا العمل في الدوائر الرسمية بشكل شبه كامل، كما فرضت عليهن ارتداء البرقع، ووضعت قيودًا على حقهن في التنقل.
ومنعت الحركة الموسيقى غير الدينية، وإظهار وجوه أشخاص في الإعلانات، وعرض الأفلام أو المسلسلات التي تشارك فيها غير محجبات بالتلفزيون، وطلبت من الرجال ارتداء الملابس التقليدية وإرخاء اللحى.
واتخذت الحركة إجراءات أمنية مشددة في إطار هذا الاجتماع، ورغم ذلك استطاع رجلان مسلحان -الخميس- الاقتراب من مكان الاجتماع بكلية البوليتيكنيك في كابل، قبل أن ترديهما القوى الأمنية.
الطاعة
ولم تنشر حركة طالبان تفاصيل عن الاجتماعات التي وصفتها بأنها مجلس "جيرغا" الذي يضم عادة وجهاء، وينبغي تسوية الخلافات فيه بالتوافق.
ومنعت وسائل الإعلام من الحضور، إلا أن بعض الكلمات بثتها إذاعة الدولة، وقد دعت بأغلبيتها إلى رص الصفوف وراء النظام.
وقال حبيب الله حقاني، الذي يرأس التجمع، في خطابه الافتتاحي الخميس، إن "الطاعة المبدأ الأهم في النظام". وأضاف حقاني: "يجب أن نطيع قادتنا في كل القضايا، بصدق وإخلاص".
وأكد رجل دين نافذ -من على منبر الاجتماع- ضرورة قطع رأس كل من يحاول قلب النظام.
وأكد مجيب الرحمن أنصاري إمام مسجد في هراه غربي البلاد، مشيرًا إلى علم طالبان، أن "هذا العلم لم يرفع بسهولة ولن ينزل بسهولة".
وأضاف: "كل علماء الدين في أفغانستان يجب أن يتفقوا على أن... كل مَنْ تسوِّل له نفسه التحرك ضد حكومتنا الإسلامية، يجب أن يقطع رأسه أو تتم تصفيته".