مقتل جندي في اشتباكات بلبنان.. من هو أبو سلة الذي يطارده الجيش؟
أبو سلة ما زال في المنطقة وقيد الملاحقة

السياق
على وقع أزمات متلاحقة، يحاول لبنان الخروج من عثراته، التي أبطأت خطواته نحو الانفراج في المسارين السياسي والاقتصادي، وسط أوضاع يئن من آثارها مواطنوه.
إلا أن تلك الأوضاع التي فاقمتها الأزمة الاقتصادية الحالية، جعلت البلد الآسيوي وشبابه محل أطماع «قوى إجرامية»، تحاول السيطرة على زمام الأمور، مستغلين حاجة مواطنيه.
وأمام هذا المشهد، تحاول السلطات الأمنية السيطرة على تلك القوى «الإجرامية»، التي تعيث فسادًا في لبنان بمساع متعددة، كان آخرها ما شهده البلد الآسيوي اليوم، من عمليات دهم شنها الجيش في الشراونة بالبقاع.
مداهمات أمنية
تسببت تلك العمليات الأمنية، في مقتل عسكري واصابة خمسة، أثناء عملية الدهم التي تنفذها قوة من الجيش في الشروانة، التي أسفرت عن توقيف عدد من المطلوبين، بحسب بيان للجيش.
وبحسب معلومات نشرتها وسائل إعلام محلية، فإن الجيش تمكن من توقيف مطلوبين خطيرين يُعدان اليد اليمنى لـ "أبو سلة" بينما أفادت تقارير محلية بأن الجيش أغلق مداخل مدينة بعلبك وعمد إلى تسيير دوريات فيها.
ورغم ذك، فإن المهمة الرئيسة، التي انطلقت من أجلها القوات الأمنية، لم تكلل بالنجاح، فبحسب تقارير محلية فإن المداهمات التي نفذها الجيش في المنطقة لمنزل الملقب بـ«أبو سلّة»، أدت إلى هرب الأخير بعد إصابته بطلق ناري.
وتداولت وسائل الإعلام المحلية، تسجيلًا صوتيًا قيل إنه منسوب للمدعو «أبو سلة»، يقول فيه «إنه بخير وتمكن من الهرب»، في المقابل، قالت تقارير أخرى إنه ما زال في المنطقة، لم يغادرها.
وفي ظل تضارب المعلومات بشأن مصير «أبو سلة»، قال مصدر أمني إن عمليات الجيش في حي الشراونة ببعلبك مستمرة، مشيراً إلى أن التقارير التي أفادت بهروب الأخير غير صحيحة ومحض إشاعات، مشيرًا إلى أن «أبو سلة ما زال في المنطقة وقيد الملاحقة».
اشتباكات عنيفة
وأشارت إلى أن هناك اشتباكات عنيفة تدور بين مطلوبين والقوة استخدمت فيها الأسلحة الرشاشة والقذائف الـB7، ما أسفر عن عدد من الجرحى بالقوة المداهمة حالة أحدهم خطرة.
وتوسعت دائرة الاشتباكات بين حي الشراونة وتل الأبيض، ما دفع الجيش إلى استقدام تعزيزات إلى المنطقة للمؤازرة، جراء الرصاص الطائش الذي أصاب أحياء بعلبك.
من جانبه، قال رئيس حركة النهج النائب السابق حسن يعقوب عبر «تويتر»: «يجب أن تتوقف مسخرة الوضع في البقاع»، مشيرًا إلى أن هناك «جهات تحمي بعض المطلوبين وتقبض الثمن»، في إشارة إلى مليشيات حزب الله.
وأوضح رئيس حركة النهج، أن «الجيش والأهالي ضحايا لعبة، والنتيجة سمعة سيئة وهروب الاستثمارات وتفلت أمني من دون أي وزن سياسي».
من هو "أبو سلة"؟
أبو سلة هو علي منذر زعيتر، ويعرف بـ«أبو سلة»، نظرًا لبيعه المخدرات لزبائنه، عبر سلة ينزلها من شرفة منزله في الفنار.
انتقل «أبو سلة» من الفنار إلى حي آل زعيتر في الشراونة قبل 5 سنوات، ويعد من أكبر تجار المخدرات في لبنان ومن أخطر المطلوبين.
وبحسب تقارير محلية، فإن «أبو سلة» تعرض إلى ما يزيد على 10 عمليات دهم من قِبل الجيش خلال السنوات الأخيرة، تمكن من الفرار منها كلها، بعد اشتباكات مع القوات المداهمة.
من جهة أخرى، كشفت مصادر لموقع «لبنان 24»، أن الأزمة الأوكرانية زادت رغبة الدول الغربية والولايات المتحدة الأمريكية، بالحفاظ على الأمن في لبنان وعدم الذهاب إلى الفوضى، وتدهور الواقع المؤسساتي للدولة.
فراغ سياسي
وأكدت المصادر اللبنانية، أن الدول العربية حذرت من أن الفراغ السياسي سيكون ممنوعًا في المرحلة المقبلة، وتحديدًا في الحكومة، مشيرة إلى أن الحفاظ على الوضع السياسي القائم سيكون مناسبًا في لبنان، لمعظم المعنيين الإقليميين، من دون السماح لمليشيات حزب الله باستيعاب التغييرات الحاصلة في موازين القوى النيابية.
وأشارت إلى أن التوترات الإقليمية تعد عاملًا مساعًدا لمنع الفوضى والفراغ في لبنان، إلا أنها حذرت من أن انزلاق الأزمات الحالية إلى حروب، سيكون مدخلًا جدًيا للانفجار في لبنان، مع ما يستتبع ذلك من تطورات وتدهور على كل المستويات.
وشددت على أن التطورات الإقليمية والدولية ستلعب دورًا أساسيًا في المسار السياسي/ الذي سيسلكه لبنان في المرحلة المقبلة، من دون إغفال التطورات الداخلية، وكيفية تعامل القوى السياسية مع التوازنات الجديدة.