ماتت أحلامهم في لبنان وأرواحهم في البحر.. حادث مأساوي جديد يخلف عشرات القتلى

المرصد السوري: ارتفاع حصيلة ضحايا قارب المهاجرين إلى 81 قتيلا

ماتت أحلامهم في لبنان وأرواحهم في البحر.. حادث مأساوي جديد يخلف عشرات القتلى

السياق

حادث مأساوي يهز لبنان إثر غرق مركب يحمل مهاجرين غير شرعيين كانوا في طريقهم إلى قبرص، فيما تظهر مقاطع فيديو جثث الغرقى طافيةً قُبالة سواحل طرطوس السورية، كانت آخر حصيلة لتعداد الموتى 81 و19 ناجيًا، حسب وسائل إعلام سورية، ومازالت عمليات البحث جارية.

مركب المهاجرين المشؤومة كانت تحمل لبنانيين وسوريين نازحين وجنسيات أخرى، حسب وزير الأشغال والنقل في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية علي حمية، والذي أكد على أن معظم الجثث كانت لأشخاص لا يحملون أوراقًا ثبوتية.
وحسب ناجين تحدثوا لمسؤولين سوريين فإن القارب غادر من المنية في شمال لبنان قبل أيام، وهم من جنسيات مختلفة.

150 شخصًا

فيما أشار المدير العام للموانئ البحرية السورية، سامر قبرصلي إلى أنَّ عمليات البحث مستمرة في خضم ظروف صعبة، بسبب أمواج البحر الهائجة والرياح العاتية.
وسائل إعلام سورية حكومية نقلت عن أحد الناجين قوله: إن الزورق كان يحمل ما يزيد عن 150 شخصًا.

المرصد السوري لحقوق الإنسان أفاد بأن الزورق قد انطلق صباح يوم الثلاثاء 20 سبتمبر، من ميناء المنية في طرابلس شمال لبنان، نحو جزيرة قبرص اليونانية، وكانوا في طريقهم باتجاه دول الاتحاد الأوروبي، لكنه غرق قرب جزيرة أرواد السورية".
وأكد على أن الصيادين السوريين وقوات حكومية شاركوا في عمليات البحث عن ناجين وانتشال الجثث.

وأشار إلى أن طائرة مروحية تابعة للحكومة السورية مزوَّدة بكشافات ضوئية بدأت البحث عن المفقودين بعد 6 ساعات من غرق المركب.

وحسب رويترز نظم عشرات الأشخاص وقفة احتجاجية أمس الخميس، في مدينة طرابلس شالي لبنان لتنبيه سلطات بلادهم بأنهم فقدوا الاتصال بذويهم في قارب يحمل على متنه العشرات من المهاجرين.
لكن لم تؤكد رويترز أنه هو القارب ذاته الذي انتشلت السلطات السورية جثث ركابه.
وقبل يوم من هذه الرحلة المنكوبة أعلن الجيش اللبناني إنقاذ 55 شخصًا كانوا على متن قارب معطل في مياهه الإقليمية وقام بسحبه إلى الشاطئ بنجاح.

 

 ميلشيا حزب الله
لبنان الذي يبلغ تعداد سكانه 6 ملايين نسمة- من بينهم مليون لاجئ سوري- يعاني أسوأ أزمة اقتصادية منذ عقود نتيجة توترات سياسية فضلًا عن الظلال الكارثية لانفجار مرفأ بيروت، بات هو الآخر منطلقا للهجرة غير الشرعية بعد ارتفاع معدلات الفقر وانعدام الأمن في البلاد التي تسيطر ميلشيا حزب الله على جزء كبير من قرارها السياسي والمالي.

 

الجيش اللبناني السبب

تلك الأزمات المتعددة والمتلاحقة تدفع اللبنانيين بقوة إلى الفرار من الانهيار الاقتصادي المستمر منذ سنوات؛ إذ فقد عشرات الآلاف وظائفهم، فيما انخفضت الليرة اللبنانية بأكثر من 90 في المئة من قيمتها، ما جعل كثيرين يقعون تحت فقر مدقع.
وهذه الحادثة ليست الأولى في لبنان ويبدو أنها لن تكون الأخيرة؛ ففي أبريل الماضي، غرق قارب هجرة غير شرعية انطلق من أحد السواحل القريبة من مدينة طرابلس قبل اعتراضه من قبل البحرية اللبنانية، مخلفًا عشرات القتلى.

وحمّل ناجون من حادث الغرق، القوات البحرية اللبنانية، مسؤولية غرق المركب أثناء مطاردتهم ومحاولة منعهم من دخول المياه الإقليمية للبلاد.

بعد خمسة أيام على هذه الحادثة  أعلن الجيش اللبناني، إحباط  محاولة تهريب 85 مهاجرًا.

وفي إحصائية للأمم المتحدة، حاول أكثر من 1500 مهاجر مغادرة لبنان بحرًا منذ عام 2020، تم اعتراض أو إعادة أكثر من 75 في المئة منهم.