هي لنا دار.. السعودية تحتفي بذكرى التأسيس باحتفالات ضخمة

تحت شعار -هي لنا دار-، نظمت المملكة العربية السعودية احتفالات باليوم الوطني في كل أرجاء البلاد، برًا وبحرًا وجوًا، لمشاركة السعوديين فرحتهم بالإنجاز التاريخي.

هي لنا دار.. السعودية تحتفي بذكرى التأسيس باحتفالات ضخمة

السياق

باحتفاليات ذات نكهة خاصة وبتهنئات من معظم دول العالم، تحتفي المملكة العربية السعودية، اليوم الجمعة، باليوم الوطني الـ92، الذي أعلن فيه الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود توحيد البلاد تحت اسم «المملكة العربية السعودية».

فبعد جهود استمرت نحو 3 عقود من بداية تأسيس الملك عبدالعزيز آل سعود للدولة السعودية الثالثة عام 1902، كانت المنطقة على موعد مع تاريخ مهم في عمرها، بإعلان توحيد المملكة في 23 سبتمبر/أيلول 1932، تحت اسمها الحالي.

فما قصة اليوم الوطني السعودي؟

إعلان الملك المؤسس عبدالعزيز آل سعود توحيد البلاد تحت اسم المملكة العربية السعودية في 23 سبتمبر/أيلول 1932، جاء بعد سنوات من الفراغ السياسي.

فبعد سنوات من انقضاء عمر الدولة السعودية الثانية (1824 -1891) التي أسسها الإمام تركي بن عبدالله بن محمد بن سعود، نجح الملك عبدالعزيز آل سعود، في يناير/كانون الثاني 1902 في إعادة تأسيس الدولة السعودية الثالثة بعد أن ضم إليها العاصمة الحالية الرياض.

ومع مضي قرابة 3 عقود من ذلك التاريخ وتحديدًا في سبتمبر/أيلول 1932، صدر أمر ملكي يقضي بتوحيد البلد الخليجي تحت اسمها الحالي «المملكة العربية السعودية»، على أن يدخل حيز التنفيذ في الشهر نفسه، وتحديدًا يوم 23 سبتمبر/أيلول، ليكون هذا اليوم يومًا وطنيًا للمملكة، تحتفي فيه بإنجازات المؤسسين، وتجدد عهدها بالمضي قدمًا في مواجهة التحديات المتجددة.

إلا أن هذا اليوم والذي يؤسس لذكرى خالدة في نفوس السعوديين، يعيد للأذهان جهود الإمام محمد بن سعود حكم الدرعية الذي أسس الدولة السعودية الأولى قبل قرابة 3 قرون.

 

كيف احتفت السعودية باليوم الوطني؟

تحت شعار «هي لنا دار»، نظمت المملكة العربية السعودية احتفالات باليوم الوطني في كل أرجاء البلاد، برًا وبحرًا وجوًا، لمشاركة السعوديين فرحتهم بـ«الإنجاز التاريخي»، الذي يضاف إلى سجل البلد الخليجي الحافل بالخير والسلام.

بعروض عسكرية، احتفت وزارة الداخلية السعودية باليوم الوطني الـ92 تحت برنامج أسمته «عز الوطن»، يتضمن استعراضا للمعدات والأجهزة الأمنية والوسائط البحرية مثل الزوارق والحوامات متعددة المهام والأحجام وسيارات الأمن العام القديمة والحديثة.

كما تتضمن الفعاليات عروضًا تحاكي الواقع الافتراضي، وتجسد صورة لتضحيات رجال الأمن بمشاركة منسوبي القطاعات الأمنية، إضافة إلى بعض العروض الترفيهية المصاحبة للأطفال التي تمزج بين المتعة والفائدة بما يتناسب مع جميع الفئات العمرية، ويلبي اهتماماتهم العائلية.

واكتست مباني وزارة الداخلية وقطاعاتها الأمنية في جميع مناطق المملكة اللون الأخضر، فيما رسمت طائرات القوات الجوية الملكية السعودية لوحة احتفاء باليوم الوطني الـ92 في سماء مدينة تبوك، وسط حضور وتفاعل كبيرين من المواطنين والمقيمين.

 في سياق متصل، تشارك القوات البحرية الملكية السعودية، بمسيرة تضم عربات عسكرية وفريق دراجين واستعراض الخيالة، إضافة إلى استعراض بحري بالقطع البحرية الحديثة، واستعراض زوارق مجموعة الأمن البحرية الخاصة، واستعراض جوي بالطائرات العامودية.

وبهذه المناسبة، قررت الهيئة العامة للترفيه في المملكة، تنظيم مسيرة لموكب وخيالة الحرس الملكي بجولة بالطرق الرئيسة في العاصمة الرياض ومدينة جدة، بمشاركة الفرقة الموسيقية بالسلام الملكي السعودي والسيارات الكلاسيكية برئاسة الحرس الملكي، لتشكل موكبًا وطنيًا يشارك المواطنين فرحهم.

وأعلنت هيئة الترفيه، إطلاق مهرجانات تحتفي بتاريخ المملكة وتراثها الوطني في الحدائق والمتنزهات العامة، بـ13 منطقة، تضم عشرات الفعاليات الترفيهية والأنشطة التفاعلية والعروض التراثية والأعمال الحرفية، إضافة إلى عروض الألعاب النارية الضخمة التي ستزين سماء 18 مدينة في مختلف المناطق.

وبأحدث تقنيات الإضاءة والصوت، ستضم المهرجانات منصات تفاعلية للعروض، للاحتفاء بتراث المملكة من خلال العروض الأدائية المستوحاة من التراث الشعبي لكل منطقة.

فيما ستشهد عدد من مدن المملكة مجموعة من الحفلات للاحتفاء باليوم الوطني في الرياض وأبها والقصيم وجدة والأحساء، يحييها نجوم الطرب السعودي والخليجي والعربي، بينهم الفنانون محمد عبده وعبادي الجوهر ورابح صقر وماجد المهندس وأحلام وأنغام وأحمد سعد.

ويحتفي الاتحاد السعودي للدراجات بالتعاون مع الاتحاد السعودي للرياضة للجميع، اليوم الجمعة، باليوم الوطني الـ92 للمملكة من خلال مسيرة الدراجات الهوائية، في ثلاث مدن رئيسة هي: الرياض وجدة والدمام.

وستشهد المسيرة التي ستنطلق عند الرابعة مساءً بالتوقيت المحلي مشاركة ما يقارب 1500 مشارك ومشاركة، ونخبة من اللاعبين واللاعبات، وعدد من الشخصيات المهتمة بهذه الرياضة، سيقطعون خلالها ما يعادل 15 كيلومترًا.

 

لَمَ اليوم الوطني الـ92 مختلف؟

أسباب عدة جعلت من الاحتفاء باليوم الوطني الـ92 في المملكة مختلفًا؛ أبرزها أن المناسبة الوطنية تأتي بعد أيام من نجاح وساطة «استثنائية» لولي عهد السعودية الأمير محمد بن سلمان بين روسيا وأوكرانيا، في إطلاق سراح 10 أسرى من خمس دول.

تلك الوساطة السعودية والتي لَقِيت إشادات محلية وعربية ودولية، كشفت عن تنامي دور المملكة، وتصاعد الثقة الدولية فيه، باعتباره طرفًا محايدًا في الصراعات.

وباتصالات هاتفية، تلقى ولي عهد السعودية مساء أمس، تهنئة من رئيسي روسيا فلاديمير بوتين وأوكرانيا زيلينيسكي بنجاح الوساطة، فيما عبرت بريطانيا وأمريكا والسويد والمغرب في بيانات منفصلة عن ترحيبها بهذه الوساطة.

لم يكن نجاح الوساطة السعودية وحدها من جعل الاحتفاء باليوم الوطني الـ92 مختلفًا؛ فالبلد الخليجي يحتفي لأول مرة بمناسبتين وطنيتين في عام واحد، بعد صدور أمر ملكي من خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، في يناير/كانون الثاني الماضي، بأن يكون يوم 22 فبراير/شباط من كل عام يومًا لذكرى تأسيس الدولة السعودية، على أن يطلق عليه «يوم التأسيس».

وبسياسة خارجية متزنة جعلت المملكة العربية السعودية من الاحتفال باليوم الوطني الـ92، ذا نكهة مميزة؛ فالرياض نجحت خلال التسعة أشهر الماضية، في إعادة بوصلة العلاقات مع عدد من الدول، عبر إنهاء توترات استمرت عقودًا من تايلند، وإعادة العلاقات مع تركيا بزيارتين لولي العهد وللرئيس رجب طيب أردوغان.

وفيما عملت المملكة العربية السعودية على دعم هدنة اليمن وتجديدها مرتين متتاليتين، لم تغفل عن مساعدة البلد الآسيوي لانتشاله من أزماته، فيما مدت يد العون لباكستان في الفيضانات التي ضربتها. كما لم تبد السعودية اعتراضًا على بدء حوار مع إيران شريطة التزام الأخيرة بحسن الجوار.

تلك الاختراقات التي نجحت المملكة في إحداثها خلال الفترة الماضية، جعلت من اليوم الوطني الـ92 له نكهة مختلفة لدى السعودية وجيرانها الذين لم يألوا جهدًا في تهنئة المملكة بيومها الوطني، وإضاءة المعالم والمباني الرسمية فيها باللون الأخضر، احتفاء بهذه المناسبة.

 

من الدول المهنئة؟

فالإمارات العربية المتحدة التي هنأ رئيسها الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، القيادة السعودية بيومها الوطني الـ92، بدأت المعالم الرئيسة فيها وقائمة من المؤسسات الرسمية والخاصة تزيين مبانيها بألوان العلم السعودي.

وبحسب وكالة الأنباء الإماراتية «وام»، فإن مراكز التسوق أعلنت عن فعاليات وأنشطة احتفالية خاصة بالمناسبة، فيما خصصت الجهات المعنية في مطارات الدولة ومنافذها البرية أختامًا خاصة بالمناسبة لاستقبال السعوديين القادمين للإمارات.

ومن الإمارات إلى البحرين، كانت المنامة حاضرة بمظاهر مختلفة للاحتفال باليوم الوطني، فتوشحت عدد من المباني والمرافق والمعالم بمختلف محافظات البلد الخليجي باللون الأخضر وعلت مظاهر البهجة والفرح لدى الشعب البحريني مشاركين شعب المملكة هذه المناسبة.

بدوره، هنأ سلطان عمان هيثم بن طارق قيادة المملكة بمناسبة اليوم الوطني، قائلًا: «حضْرةُ صَاحِب الجَلالة السُّلطان هيثم بن طارق المعظم -حفظه الله ورعاه- يبَعَث برقية تهنئة إلى أخيه خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية؛ بمناسبة اليوم الوطني للمملكة».

ووجه أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح وولي عهده الأمير مشعل الأحمد الجابر برقيتي تهنئة إلى خادم الحرمين الشريفين بذكرى اليوم الوطني للمملكة العربية السعودية.

فيما بعث الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، برقية تهنئة إلى خادم الحرمين الشريفين سلمان بن عبد العزيز آل سعود، ملك المملكة العربية السعودية، بمناسبة الاحتفال بذكرى اليوم الوطني، وأوفد مندوبًا عنه إلى سفارة الرياض بالقاهرة للتهنئة بهذه المناسبة.

وغربيًا، قدمت قدمت القائم بأعمال بعثة الولايات المتحدة الأمريكية لدى المملكة العربية السعودية مارتينا سترونغ، التهنئة لخادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي العهد السعودي، بمناسبة اليوم الوطني السعودي، مشيرة إلى أن الرياض وواشنطن تتعاونان معًا لمواجهة بعض التحديات الأكثر إلحاحًا في العالم بما في ذلك أزمة المناخ وانعدام الأمن الغذائي والتعافي من جائحة كورونا.

بدوره، هنأ سفير الاتحاد الأوروبي لدى المملكة باتريك سيمونيه، السعودية باليوم الوطني الـ92، معلنًا ترحيبه بوساطة ولي العهد الناجحة التي أدت إلى إطلاق سراح عشرة سجناء من 5 دول، في إطار تبادل أسرى الحرب بين روسيا وأوكرانيا.