ترامب عرض على ملك الأردن منحه الضفة الغربية... صفقة يكشفها كتاب أمريكي جديد
وفقًا لصحيفة واشنطن بوست، يُعد العرض الذي قُدِّم للعاهل الأردني ولم يتم الكشف عنه، من التفاصيل الجديدة المذهلة عن رئاسة ترامب.

ترجمات – السياق
كشفت صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، أن الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب عرض -خلال فترة رئاسته- ما عدَّها "صفقة عظيمة"، عام 2018، على العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني، تتضمن السلطة والسيطرة على الضفة الغربية.
الكشف يأتي عبر مقتطفات نُقلت من كتاب "الحاجز... ترامب في البيت الأبيض 2017-2021"، بقلم بيتر بيكر، كبير مراسلي البيت الأبيض لصحيفة نيويورك تايمز، وسوزان غلاسر من نيويوركر، ويتحدث عن حقبة مهمة وحرجة في تاريخ الولايات المتحدة، أثناء حكم ترامب.
ووفقًا للكتاب المقرر نشره 20 سبتمبر الجاري، فإن ملك الأردن- أثناء حديث مع صديق أمريكي- قال "اعتقدت أنني أصبت بنوبة قلبية" عندما قدم الرئيس السابق للولايات المتحدة عرضه، مضيفًا: "لم أستطع التنفس، ملت بنفسي إلى الأمام وحبست أنفاسي"، بينما كان ترامب يعتقد -كما جاء في الكتاب- أنه "يقدم خدمة لملك الأردن".
تفاصيل مذهلة
ووفقًا لصحيفة واشنطن بوست، يُعد العرض الذي قُدِّم للعاهل الأردني الملك عبدالله الثاني ولم يتم الكشف عنه، من التفاصيل الجديدة المذهلة عن رئاسة ترامب الفوضوية.
وبينت أن الكتاب -الذي حصلت الصحيفة على نسخة منه- الأحدث في سلسلة طويلة من المؤلفات المماثلة، التي ركزت على كواليس عهد ترامب، وتعرض لها أو كتبها مطلعون في إدارته، كما يعرض تفاصيل رئاسة الرئيس الـ 45 غير التقليدية وتجاهله الواضح لمعايير منصبه السياسية.
ويُبين الكتاب أن ترامب "اعتقد أن العرض الذي قدمه للملك عبدالله الثاني للسيطرة على الضفة الغربية –التي تحدها إسرائيل والأردن- في يناير 2018، سيقدم خدمة للملك الأردني، من دون أن يدرك أن ذلك سيزعزع استقرار بلاده، التي يتحدر أكثر من نصف سكانها البالغ عددهم 9.5 مليون نسمة من أصول فلسطينية".
وأشار بيكر وغلاسر إلى أن كتابهما يستند إلى تقارير من قرابة 300 مقابلة حصرية، وقالا: "حصلنا على مذكرات خاصة وملاحظات حصرية ورسائل بريد إلكتروني ورسائل نصية ووثائق أخرى تسلط ضوءًا جديدًا على رئاسة ترامب"، كما أجرى الصحفيان مقابلتين مع ترامب بمنزله في منتجع مار آ لاغو بولاية فلوريدا.
أحد الموضوعات التي ظهرت في الكتاب، تزايد تركيز ترامب على مهاجمة أعدائه المتصورين، وقلق متزايد بين كبار المسؤولين في إدارته، من أنه يجب عليهم منع خروج ترامب عن القانون، وأن يتوقف عن مطالبه غير المعقولة.
وفقًا للكتاب، كان العديد من كبار المسؤولين "على وشك الاستقالة بشكل جماعي"، مستشهدة برسالة في أكتوبر 2018، كتبتها كيرستين نيلسن، وزيرة الأمن الداخلي آنذاك، إلى أحد كبار مساعديها بشأن التطبيق المشفر "سيجنال".
وقالت نيلسن في رسالتها: إن رئيس الأركان جون كيلي، ووزير الدفاع جيم ماتيس، والجنرال جوزيف إف دانفورد جونيور، رئيس هيئة الأركان المشتركة، ووزيرة التعليم بيتسي ديفوس، ووزير الداخلية ريان زينكي، "الكل" أرادوا الاستقالة.
جذب مؤيديه
في ذلك الوقت -حسب "واشنطن بوست"- كان ترامب يخشى فقدان السيطرة على الكونغرس، وكان حريصًا على جذب قاعدة مؤيديه.
أمام ذلك -حسب ما جاء في الكتاب- بينما كانت شبكة فوكس نيوز الأمريكية، تركز اهتمامها على قافلة من المهاجرين، تتحرك عبر أمريكا الوسطى باتجاه الحدود الجنوبية، مشيرة إلى ذلك على أنه "غزو"، حثَّ ترامب نيلسن على "تشديد الحدود حتى لدرجة دفعها إلى اتخاذ إجراء ليس لديها سلطة اتخاذه".
حتى أن نيلسن وأليكس عازار، وزير الصحة والخدمات الإنسانية، اتفقا على أنهما سيستقيلان احتجاجًا إذا استأنف ترامب سياسة فصل العائلات عند الحدود الجنوبية.
وأشار الكتاب إلى أنه في خريف 2018، كتبت نيلسن إلى أحد مساعديه: "لقد تم التخلص من الجنون"، في إشارة إلى انتهاء أزمة المهاجرين على الحدود الجنوبية.
كان ترامب، وقَّع أمرًا تنفيذيًا -في يونيو 2018- بإنهاء حالات الفصل العائلي عند الحدود الجنوبية للولايات المتحدة، في رضوخ للضغوط المكثفة من الحزبين الديمقراطي والجمهوري، في القضية التي أثارت إدانات عالمية لإدارته.
وذكرت وسائل إعلامية -حينها- أن ترامب واجه انتقادات من الحزبين لسياسة "عدم التسامح" مع العائلات التي تعبر الحدود الأمريكية مع المكسيك بشكل غير قانوني، فبموجب هذه السياسة سيلقى القبض على جميع البالغين الذين لا يحملون وثائق، الذين يعبرون الحدود وتتم محاكمتهم، حتى لو كانوا يعتزمون تقديم طلب للحصول على اللجوء.
ونتيجة لذلك، يتم إبعاد الأطفال ووضعهم في عهدة السلطات الأمريكية فترة وجيزة مع دائرة الجمارك وحرس الحدود، ثم مع مكتب إعادة توطين اللاجئين في إدارة شئون الأطفال والعائلات.
استغلال منصبه
وحسب "واشنطن بوست" فإن الكتاب يصوِّر أيضًا رئيسًا أمريكيًا منشغلًا بمهاجمة أولئك الذين يعتقد أنهم يعملون ضده، بينما عمل بعض كبار أعضاء إدارة ترامب على تخفيف بعض مطالبه الأكثر تطرفًا.
كما استهدف ترامب مسؤولي المخابرات السابقين جيمس آر كلابر جونيور وجون برينان، وطالب بتجريدهم من التصاريح الأمنية أكثر من 50 مرة.
وأشارت الصحيفة إلى أنه عندما منعت محكمة الاستئناف الأمريكية للدائرة التاسعة إحدى سياساته، أخبر ترامب نيلسن بأنه يريد إلغاء المحكمة، وقال له -وفقًا للكتاب: "دعنا نلغيها فقط"، مضيفًا أنه يجب "التخلص" من القُضاة واستخدم ألفاظًا نابية.
ووفقًا للكتاب، أعلن ترامب ترشحه للرئاسة، بعد انتخابات التجديد النصفي في نوفمبر المقبل، لكن كما قال ترامب لبيكر وغلاسر، فإنه لن يدعو نائبه السابق مايك بنس للانضمام إلى فريقه، بعد أن رفض الأخير طلبه منع التصديق على فوز الرئيس الحالي جو بايدن في انتخابات 2020، وحسب الكتاب قال ترامب: "سيكون ذلك غير مناسب على الإطلاق، مايك انتحر سياسياً".
كما نقل الكتاب عن زوجة ترامب، ميلانيا، مخاوفها العميقة بشأن تعامل زوجها مع كورونا، إذ إنها تحدثت مباشرة إلى ترامب في الأيام الأولى للوباء، ووفقًا للكتاب، روت تلك المحادثة إلى الحاكم كريس كريستي (جمهوري من نيوجيرسي)، الذي طلب منه الرئيس بشكل روتيني النصيحة.
بينما وصف مقتطف سابق من الكتاب، كيف أخبر ترامب ذات مرة أحد كبار المستشارين بأنه يريد جنرالات "مخلصين تمامًا" مثل أولئك الذين خدموا أدولف هتلر، غير مدرك أن بعض جنرالات هتلر حاولوا اغتيال الزعيم النازي مرات عدة.
فقد ورد في أحد المقتطفات أن ترامب اشتبك بشكل متكرر مع جنرالات،ه بشأن رغبته في تنظيم مسيرة عسكرية ضخمة بالعاصمة واشنطن، وأعرب عن أسفه لأنهم لم يظهروا التفاني نفسه الذي ادعى أن هتلر تمتع به.
ومع زيادة إحباط ترامب من عدم إظهار جنرالاته ولاءً أعمى له، صرخ في وجه كبير موظفيه، جون كيلي، وهو جنرال متقاعد من مشاة البحرية: "أيها الجنرالات الملاعين، لماذا لا يمكنكم أن تكونوا مثل الجنرالات الألمان؟".
فسأله كيلي: أي جنرالات؟
فأجاب ترامب: "الجنرالات الألمان في الحرب العالمية الثانية".
وقال كيلي: "هل تعلم أنهم حاولوا قتل هتلر ثلاث مرات وكادوا أن ينجحوا في ذلك؟".
ورد عليه ترامب رافضًا التاريخ الموثق: "لا، لا، لا، لقد كانوا موالين له".