مايكل روبين: على بايدن ألا ينتزع الهزيمة من فكي النصر في لبنان
بعد أن وضع اللبنانيون حياتهم على المحك، لتحدي حزب الله -هذا الأسبوع- من الضروري ألا ينتزع بايدن الهزيمة من فكي النصر.

ترجمات - السياق
توجه اللبنانيون إلى صناديق الاقتراع -هذا الأسبوع- لانتخاب برلمان جديد، وتأتي الانتخابات بعد عامين صاخبين هيمن عليهما انفجار مرفأ بيروت وأزمة عملة واغتيالات لنشطاء المجتمع المدني البارزين. النبأ الأولي لم يكن جيدًا لكثير من شاغلي المناصب، بمن في ذلك حزب الله.
قبل عام ونصف العام، زرت النبطية، وهي بلدة في قلب محيط مناصري حزب الله. وقتها و على خلفية حملة "الضغط الأقصى" لوزير الخارجية مايك بومبيو، كان حزب الله ينزف داعميه لسبب بسيط: جفت الأموال الإيرانية وسط نقص الدولارات. و سرعان ما أدرك حزب الله أن 90 في المئة من مناصريه منحوا الأولوية لسلطتهم وامتيازاتهم على الأيديولوجيا. في
هذا الأسبوع، منح حزب الله قسائم لمن في محطات الوقود سعياً لملء خزانهم. لم تنجح الخطة، وأقر حزب الله بخسارة مقعد واحد على الأقل في المنطقة.
يبدو أن النبطية هي القاعدة وليست الاستثناء. حزب الله وحلفاؤه على وشك الخسارة المفاجئة للأغلبية، لأن الحزب المدعوم من إيران، لم يكن قادرًا على توفير الاستحقاق والشعبية المعتادة في العديد من المناطق.
القوات اللبنانية -وهي جماعة مسيحية معارضة تقليدياً لحزب الله- ستكون لها الكتلة الأكبر في البرلمان، كما أبلى السنة المناهضون لحزب الله بلاءً حسنًا.
انتصار القوات اللبنانية يجرِّد حزب الله من الغطاء الشعبي المسيحي، الذي كان يتمتع به بدعم ميشال عون، الذي نجح مع صهره وزير الخارجية السابق جبران باسيل، في الحصول على نحو 12 مقعدًا فقط.
إن خسارة حزب الله مدهشة أكثر بالنظر إلى مدى التلاعب بالانتخابات في المناطق اللبنانية.
لا تقل أهمية خسارة حزب الله عن حقيقة أن ثلاثة من وكلاء الرئيس السوري بشار الأسد خسروا أيضًا، أبرزهم نائب رئيس مجلس النواب إيلي فيرزلي.
بينما تمنح نتائج الانتخابات الأمل، تتمتع النخب اللبنانية بقدرة جيدة على التعامل الذاتي مع الظروف لمصالحهم على حساب عموم السكان.
على سبيل المثال، تعاون زعيم القوات اللبنانية سمير جعجع مع حزب الله، بالامتناع عن ترشيح نفسه في مرجعيون جنوبي لبنان. ربما كان يعتقد أنه سيحتاج إلى مساعدة الحزب في مكان آخر إذا فاز، من أجل الحفاظ على شبكة المحسوبية الخاصة به على قيد الحياة.
على البيت الأبيض أن يستوعب ثلاثة دروس من الانتخابات اللبنانية.
أولًا: الانتخابات مهمة، هي ليست محصلة الديمقراطية، لكن الفاسدين يكرهون المساءلة، بينما ضحايا الفاسدين يتوقون إلى الحرية والمساءلة لمضطهديهم، وينبغي للولايات المتحدة ألا تشطب الحرية لمجرد أنها صعبة، أو لأنها تؤمن بتعالٍ بأن بعض الثقافات لا تتأثر بالرغبة في حياة أفضل.
ثانيًا: كان الضغط الأقصى أتى بثماره، قد ترغب إدارة بايدن في تحفيز الدبلوماسية، لكن توفير الموارد للحرس الثوري أو وكلائه للقيام بذلك، سوء ممارسة سياسية، سوف يتردد صداها إلى ما هو أبعد من حدود إيران... لا تقضوا على أمل لبنان في التخلص من حزب الله، بسبب العداء الحزبي لواشنطن.
أخيرًا، المساعدة مهمة، لكن المبلغ الممنوح ليس هو المقياس للحكم على نجاحها. عندما توجه الولايات المتحدة أو المجتمع الدولي الأموال إلى بيروت، فإنهم يمكّنون أولئك الذين يعدهم اللبنانيون طفيليات تتغدى على أمتهم.
تتمثل الاستراتيجية الأفضل في تجاوز بيروت، وتوجيه القروض الصغيرة والمنح إلى البلديات، حيث تكون الشفافية أكبر وفرص السرقة أكثر صعوبة.
بعد أن وضع اللبنانيون حياتهم على المحك، لتحدي حزب الله -هذا الأسبوع- من الضروري ألا ينتزع بايدن الهزيمة من فكي النصر.
_______
مايكل روبين من موقع إيه إي آي أورغ