جيروزاليم بوست: دبلوماسي إيراني سابق طالب بقتل الكاتب سلمان رشدي
السفير الإيراني السابق لدى الأمم المتحدة، محمد جعفر محلاتي، دافع عن الفتوى الصادرة عام 1989 باغتيال الكاتب الحامل للجنسية البريطانية والأمريكية سلمان رشدي

ترجمات - السياق
كشفت صحيفة جيروزاليم بوست الإسرائيلية، أن سفير إيران السابق لدى الأمم المتحدة، محمد جعفر محلاتي، الذي يعمل في كلية أوبرلين الأمريكية، يواجه اتهامًا إضافيًا، لدوره في مؤامرة لاغتيال الكاتب البريطاني من أصل هندي سلمان رشدي، بسبب روايته المسيئة للنبي محمد.
وأشارت إلى أن السفير الإيراني السابق لدى الأمم المتحدة، محمد جعفر محلاتي، دافع عن الفتوى الصادرة عام 1989 باغتيال الكاتب الحامل للجنسية البريطانية والأمريكية سلمان رشدي، بسبب هذه الرواية.
وفي تقرير أصدرته عام 2018، قالت منظمة العفو الدولية إن محلاتي تواطأ في "جرائم ضد الإنسانية" على خلفية ما ورد عن تستره على مذبحة قتل فيها 5 آلاف معارض سياسي على الأقل عام 1988.
تصريحات التجديف
ووفقًا لتقرير نشرته رويترز عام 1989، عندما سُئل عن فتوى المرشد الأعلى الخميني و "الحق في وضع مكافأة على رأس شخص ما" -وهي الفتوى التي كانت تقصد سلمان رشدي- أجاب محلاتي: "أعتقد أن جميع الدول الإسلامية تتفق مع إيران في أن أي بيان تجديفي -يتضمن السخرية- ضد الشخصيات الإسلامية المقدسة تجب إدانته.
وأضاف: "أعتقد أنه إذا كانت الدول الغربية تؤمن حقًا بحرية التعبير وتحترمها، يجب عليها أيضًا احترام حريتنا في التعبير، ونحن بالتأكيد نستخدم هذا الحق للتعبير عن أنفسنا، ومعتقداتنا الدينية، للرد على أي بيان تجديفي ضد الإسلام".
وأوضحت "جيروزاليم بوست" أنه بعد أن أصدر الخميني فتواه بسبب كتاب رشدي "آيات شيطانية"، اضطر المؤلف إلى الاختباء، بينما زاد النظام الديني الإيراني المكافأة على حياة رشدي، ورفض توقيع اتفاقية تمنع اغتياله على الأراضي الأوروبية.
ونقلت الصحيفة الإسرائيلية عن حميد شرخار، الذي حدد موقع تقرير رويترز المؤرشف من عام 1989، قوله: "أثناء نشأتي في إيران، أتذكر كيف اعتادت وسائل الإعلام الحكومية رسم صورة شريرة لرشدي، الذي استحق أن يموت من أجل ما تسمى "جرائمه الشنيعة"...!
وأضاف: "لقد استغرق الأمر مني سنوات لأفهم ما فعله رشدي، وكيف كان من العبث الدعوة إلى قتله".
وتابع شارخار، وهو أكاديمي يعيش في الولايات المتحدة، عضو في التحالف ضد النظام الإيراني: "عندما صادفت بيان محلاتي الذي يدافع عن الفتوى ضد رشدي، لم أفاجأ، فلقد كان الموقف نفسه الذي سمعته من المسؤولين في إيران، وما زال كثيرون منهم يؤيدونه حتى اليوم، ومع ذلك، فإنني في حيرة من أمري، كيف يمكن لمحلاتي التدريس في مكان مرموق في الولايات المتحدة مثل كلية أوبرلين، حيث يجب أن تكون حرية التعبير أمرًا لا غنى عنه، وفي الوقت ذاته يدافع عن فتوى كتلك".
تضامن
وبينت "جيروزاليم بوست" أنه عام 1989 -وفقًا لرويترز- أعلن المؤلف نورمان ميلر وغيره من الكتاب الأمريكيين تضامنهم مع رشدي، قائلا: "من واجبنا أن نشكل صفوفًا خلفه ومن واجبنا أن نعلن للعالم أنه إذا تم اغتياله، سيكون ذلك واجبًا علينا لنقف مكانه"، مضيفًا: "إذا قُتل رشدي من أجل الحماقة، يجب أن نُقتل من أجل الحماقة نفسها".
وتابع ميلر: "لقد دخل الفساد الروحي -في القرن العشرين- صفوف المسلمين أيضًا"، متهمًا الخميني ورجال دين إيرانيين بإصدار "أكبر عقد قتل في التاريخ".
وأوضحت الصحيفة الإسرائيلية، أنها لم تتمكن من العثور على أي تصريحات من محلاتي، ترفض الفتوى ضد رشدي، منذ مغادرته وزارة الخارجية الإيرانية، أواخر ثمانينيات القرن الماضي، مشيرة إلى أنه عام 2020 أرسل بريدًا إلكترونيًا إلى صحيفة واشنطن بوست الأمريكية، نفى فيه أنه تستر على جريمة القتل الجماعي عام 1988.
وذكرت أنه عام 2005، قاطع النظام الإيراني معرض فرانكفورت للكتاب في ألمانيا، لأن سلمان رشدي كان ضيفًا متحدثًا، وذكرت وكالة فرانس برس في ذلك الوقت، أن علماء إيرانيين قالوا إنه يجب قتل رشدي، بينما قالت وزارة الخارجية الإيرانية إنه "بحجة حرية التعبير، دعا معرض الكتاب شخصًا مكروهًا في العالم الإسلامي وهيأ الفرصة لسلمان رشدي لإلقاء خطبه أمام الجمهور".
جرائم محلاتي
وحسب "جيروزاليم بوست" كانت "واشنطن بوست" قد نشرت رسالة موقعة من 50 منظمة غير حكومية تابعة للأمم المتحدة، تطالب الأمم المتحدة بفتح تحقيق في جرائم محلاتي المزعومة ضد الإنسانية.
وطالبت منظمات حقوق الإنسان والمجتمع المدني بـ "أن تجري كلية أوبرلين تحقيقًا فوريًا ونزيهًا في استمرار توظيف محمد جعفر محلاتي، السفير الإيراني السابق المتورط في تضليل المجتمع الدولي بشأن الجرائم ضد الإنسانية".
وأشارت الصحيفة الإسرائيلية، إلى أنه من بين الموقعين الخمسين على الرسالة هيليل نوير المدير التنفيذي في منظمة مراقبة الأمم المتحدة، ود.موكيش كومار ميشرا، واليونسكو، وجمعية تنمية القدرات الخاصة، ومحمد صافي العلم، مؤسسة شباب بنغلادش، وأولوفيمي أدوو، مركز اتفاقية النزاهة الديمقراطية، ووليد معلوف، شراكة النهضة اللبنانية الأمريكية، ومراد لافكين، منتدى البحر المتوسط لتعزيز حقوق المواطن، وديدييه كيانجا من جمهورية الكونغو الديمقراطية.
وخلصت الرسالة إلى "نحثكم على إصدار إدانة لمحمد جعفر محلاتي، والمطالبة بتحقيق شفاف ومستقل في استمرار توظيفه بإحدى مؤسسات التعليم ما بعد الثانوي الرائدة في الولايات المتحدة"، مشددة على أن محاسبة انتهاكات حقوق الإنسان أمر بالغ الأهمية، وخطوة رئيسة في تحقيق العدالة بمذبحة عام 1988.
احتجاجات المنشقين
وبينت "جيروزاليم بوست" أن المنشقين الإيرانيين وحلفاءهم ينظمون احتجاجات دورية ضد أعمال أمناء كلية أوبرلين، بسبب رفض رئيسة الكلية كارمن تويلي أمبار مقابلة عائلات ضحايا مذبحة عام 1988.
وأشارت إلى أنه -الأسبوع الماضي- احتج معارضون ألمان وإيرانيون أمام مكتب المحاماة جرينبرغ تراوريغ في برلين، المملوك لتشارلز بيرنباوم، أحد أمناء كلية أوبرلين، الممثل القانوني لمحلاتي أيضًا.
ونقلت عن جيل بيري، العضو المنتدب، مدير التسويق في جرينبرغ تراوريغ، قوله: محلاتي "لم يعد عميلاً لشركتنا"، بينما رفضت كلية بيري وأوبرلين الإجابة عن أسئلة عمن دفع الرسوم القانونية لمحلاتي.
وكشفت الصحيفة الإسرائيلية، أنه بعد استفسارات "واشنطن بوست" ، حذفت كلية أوبرلين شركة المحاماة ومحاميها جريجوري دبليو كيهو من صحيفة الوقائع الخاصة بها للدفاع عن محلاتي.
وذكرت أن صحيفة واشنطن بوست أرسلت 16 مايو الجاري، استعلامًا جديدًا إلى بيرنباوم وبيري، عن دعوة محلاتي المزعومة لقتل رشدي، إضافة إلى الاحتجاجات ضد جرينبيرغ تراوريغ في برلين وأتلانتا وكاليفورنيا ولندن وأماكن أخرى.
وحسب الصحيفة، احتج عشرون من المتظاهرين على فرع مكتب المحاماة في برلين الأسبوع الماضي، وقال كاظم موسوي، المنظم الرئيس لمظاهرة برلين ضد غرينبرغ تراوريغ ومحلاتي: "مغازلة المسؤولين في جمهورية إيران الإسلامية المسؤولين عن جرائم حقوق الإنسان يجب أن تتوقف"، مضيفًا: "محمد محلاتي وجه نظام معاد للسامية وإسلامي متشدد، فكيف يكون له مكان في مؤسسة تعليمية لبلد ديمقراطي؟".