بين وثائق ترامب ومستندات بايدن... هل ضل الإعلام الأمريكي طريقه؟
محطات في دقيقتين مع حسينة أوشان
الهندُ تُحطِّمُ جميعَ الأرقامِ القياسيةِ لشِراءِ النفطِ الروسي... لكنْ مَنْ المُشتري المُفاجئ؟
ربما تعرِف أن الهند ثاني أكبرِ مشتــر للنفط الروسي في العالم، بعد الصين، هذا الشهر... كثفت الهند مشترياتها من النفط الخام الروسي، إلى مستويات قياسية.
وزير النفط الهندي، كان واضحًا بهذا الشأن، ولم يشعر بالحرج، من سؤال مذيعة عن الأمر، مؤكدًا أن الأولوية لشعبه، عندما يتعلق الأمر بالطاقة... الفيديو.
معضلة أخلاقية... ربما تفكرون، لكن قول الصدق مثير للإعجاب... الوزير قال إن من أرادوا العقوبات مازالوا يشترون... فمن يَقصد يا ترى؟!
هل يَقصد الولايات المتحدة، التي برزت كأكبرِ مشتر للمنتجات البترولية المكررة من الهند؟!
صحيفة تليغراف البريطانية، أوردت التفاصيل، وحتى لا نرهقَهم، بالأرقام وأسماء الشركات الهندية، التي تتعامل معها الولايات المتحدة، وهي بالمناسبة الشركات نفسها التي تستورد الخام من الروس.
نكتفي بالتذكيرِ بأنـه طالما كانت الولايات المتحدة مشتريًا كبيرًا لمنتج روسي مكرر، يسمى زيت غاز التفريغ، الآن، نظرًا لعدم قدرتها على شرائه مباشرة من روسيا، فإنها تشتريه من مصافي التكريرِ الهندية... رغم توسلات واشنطن لبقية العالم، بعدم شراء الوقود الروسي.
تخيل ذلك...!
يذكرنا ذلك بتصريحِ بوتين، بأن الحبوب الأوكرانية -بعد الاتفاق مع روسيا على تصديرِها أثناء الحرب- تذهب بشكل أساسي إلى الدول الغربية، وليس للدول الفقيرة... الحبوب ثم الآن النفط، معضلة أخلاقية صحيح!
ننتظر أن تسأل عنها وسائل الإعلام الغربية زعماءها...!
+++++++
2
بينَ وثائقِ ترامب ومُستنداتِ بايدن... هَلْ ضَلَّ الإعلامُ الأمريكيُ طريقَه؟
السؤال أصبح على أكثر من منصة، وجوابه كذلك...!
المناسبة هذه المرة، هي طريقة معالجة الإعلام الأمريكي للخبر نفسه، والحيثيات نفسها، لكن الأشخاص مختلفون.
دعوني أوضح... بعد الكشف عن الوثائق السرية، في مكتب الرئيس جو بايدن وكراجه، ابتعدت وسائل الإعلام "العريقة" عن مقاربة الخبر، وربطه بخبر العثور على وثائق في بيت الرئيس السابق دونالد ترامب.
إقران الخبرين، أمر صحفي يعرفه حتى المبتدئون في الإعلام... مع ذلك، تغافل الإعلام الأمريكي.
حين عثــر على وثائق في منزل ترامب، علت الأصوات بعبارات مثل: هل يشكل الأمر خطرًا جسيمًا على الأمن القومي؟ هل يشكل تهديدًا على الشعب الأمريكي؟ كل ذلك لم يذكره أحد، حين أعلن البيت الأبيض العثور على مستندات بايدن السرية.
التمييز الإعلامي الصريح، استفز مجلة سبايكد البريطانية، التي توقفت عند أحد عناوين شبكة بي بي سي البريطانية، الذي وصفته بالناعم والمتعاطف مع بايدن.
"خلوني نجيبها لكم بعبارة أخرى"... "بي بي سي" تساءلت "وهي مسبلة عينيها" عما إذا كانت الوثائق تمثل صداعًا لبايدن.
تخيلوا "جو المسكين... وكأن وسائل الإعلام تريد أن تقول، إنه يجب الغضب على ترامب، بسبب تمسكه بوثائق سرية، لكنها تريد منا أن نشعـر بالأسف تجاه بايدن، لفعله الشيء نفسه.
++++++
3
لماذا لا يكتب زعماؤنا مذكراتهم؟
هذا السؤال تبادر إلى ذهني، بعد استقرار رئيس الوزراء البريطاني السابق، بوريس جونسون، على فكرة كتابة مذكراته، وبيعها إلى دار ويليام كولينز للنشر، في اتفاق يبدو أنه سيعود على الزعيم السابق للمحافظين البريطانيين، بأكثر من ستة ملايين جنيه استرليني.
القرار جاء بعد أشهر فقط، من إجبار جونسون على التنحي، وسط تكهنات بأنه قد يكون لديه طموح، للعودة إلى السياسة في الخطوط الأمامية.
جونسون سيكتب روايته عن الفترة التي قضاها في المنصب، خلال بعض أهم الأحداث، التي شهدتها بريطانيا، في الآونة الأخيرة.
وسيتعرض لانتقادات، هذا مؤكد... سيقف معه كثيرون، وضده كذلك، عندما يحاول تفسير بعض الفضائح، التي أودت بحكومته.
لكنه انتقاد صحي، وجدل منطقي، سيحددان شخصية الرجل في زمنه، ويسلطان الضوء على أخطائه في الحكم، وإنجازاته كذلك... حتى لا يضيع التاريخ، ولا يحرف ولا يزور، ولكيلا تطفو سحابة من القداسة، على رأس هذا الزعيم أو ذاك...