سهام الشرق... عملية عسكرية للقوات الجنوبية لدحر الإرهاب في أبين
بعد ساعات من انطلاق عملية سهام الشرق، تمكن المشاركون فيها، من تطهير بلدتي خبر المراقشة وشقرة في أبين من الإرهاب، بعد مطاردة مع الإرهابيين

السياق
عملية عسكرية جديدة، أطلقتها القوات المسلحة الجنوبية في اليمن، لتحرير محافظة أبين من الجماعات الإرهابية والخارجين عن النظام والقانون، واستئصال خطر التخادم الإخواني الحوثي مع تنظيم القاعدة، وتعزيز تأمين العاصمة المؤقتة عدن.
تلك العملية العسكرية التي أُطلقت قبل يومين، جاءت بتوجيهات من رئيس المجلس الانتقالي الجنوبي القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية عيدروس الزُبيدي، تهدف لحماية الطرق الرابطة بين محافظات الجنوب وإيقاف عمليات تهريب الأسلحة عبر الشريط الساحلي لمحافظة أبين.
وبحسب وكالة الأنباء اليمنية «سبأ»، فإنها تهدف إلى إتاحة الفرصة لأبناء أبين لحماية أرضهم وإدارة شؤون محافظتهم، وتأمين تحرك القوات الجنوبية بين العاصمة عدن ومحافظات شبوة وحضرموت والمهرة، وإزالة خطر دعم وتعزيز أي تمرد أو عمليات إرهابية محتملة في محافظات الجنوب لاسيما شبوة وحضرموت.
العميد مختار النوبي: تكاتف الشعب يكسر #الإخوان، وسنطهر محافظة #أبين من عناصر تنظيمي #داعش و #القاعدة#السياق #اليمن #سهام_الشرق pic.twitter.com/wnaWQm2eNy
— السياق (@alsyaaq) August 23, 2022
أهداف العملية
كما تهدف –بحسب البيان- إلى إنهاء الانقسام الذي تشهده محافظة أبين، وتهيئة الأرض لبدء عملية عسكرية لتحرير باقي مناطق أبين من سيطرة المليشيات الحوثية، وفقاً لما نص عليه اتفاق الرياض.
وعن العملية، قالت القوات الجنوبية في اليمن، في بيان بثه التلفزيون الرسمي للمجلس الانتقالي الجنوبي، «إن رئيس المجلس الانتقالي القائد الأعلى للقوات الجنوبية وجَّه بإطلاق عملية عسكرية لتحرير محافظة أبين من الجماعات الإرهابية والخارجين عن القانون».
القوات الجنوبية دعت -في بيانها- الجنوبيين من منتسبي الجيش والأمن في شقرة والمنطقة الوسطى بأبين، إلى «تجاوز التباينات السياسية والحزبية، وبدء صفحة جديدة تسمو فيها المصلحة العليا للوطن وشعب الجنوب ومحافظة أبين على أي مصالح حزبية أو شخصية أو مناطقية ضيقة».
وناشدت القوات الجنوبية جميع الجنوبيين، سرعة الالتحاق بـ«صفوف إخوانهم الجنوبيين للوقوف جميعًا في خندق الدفاع عن أرض الجنوب وأمنه واستقراره وشعبه وهويته وتاريخه وحاضره ومستقبله».
انتصارات عسكرية
بعد ساعات من انطلاق عملية سهام الشرق، تمكن المشاركون فيها، من تطهير بلدتي خبر المراقشة وشقرة في أبين من الإرهاب، بعد مطاردة مع الإرهابيين.
وبحسب وسائل إعلام محلية، فإن القوات التابعة للمجلس الانتقالي الجنوبي، نشرت وحداتها في شقرة وخبر المراقشة، لتأمين تنقل القوات المعنية بمكافحة الإرهاب في المحافظة الاستراتيجية، وجعلها نقطة انطلاق لتطهير باقي مناطق المحافظة من فلول تنظيم القاعدة، بينما وصل اللواءان الأول والثامن مشاة، التابعان للقوات المسلحة الجنوبية إلى شقرة بمحافظة أبين، لمحاربة التنظيمات الإرهابية.
من جانبه، قال رئيس هيئة التشاور والمصالحة المساندة لمجلس القيادة الرئاسي، رئيس الإدارة العامة للشؤون الخارجية بالمجلس الانتقالي الجنوبي محمد الغيثي، عبر «تويتر»، إن الوقت قد حان لتنعم محافظة أبين بالسلام والأمان.
دعوة رئاسية
وحذر الغيثي من أنه لن يُسمح «باستمرار ضرب أهلنا بالإرهاب الذي يجري على قدم وساق بالتنسيق مع ميليشيات الحوثي»، داعيًا شركاء اليمن الإقليميين والدوليين، لمضاعفة دعم جهود مكافحة الإرهاب «التي تبذلها قواتنا الباسلة»، لما تمثله الجماعات «الإرهابية» من تهديد لمصالح الجميع ومستقبلهم.
بدوره، قال الخبير العسكري العميد حسين صالح، في تصريحات صحفية، إن عملية سهام الشرق تستهدف قطع دابر التخادم الحوثي الإخواني، وحشد الجهود للتعامل مع الحوثيين سلمًا أو حربًا، حال فشل الهدنة.
الخبير العسكري، قال إن عملية سهام الشرق تجرى وفقًا للتدابير العسكرية والأمنية، التي ترتكز على اتفاق الرياض وإعلان نقل السلطة ومشاورات الرياض، لتحقيق الأمن والاستقرار في المناطق المحررة.
من جانبه، قال الخبير العسكري الجنوبي العميد خالد النسي، عبر «تويتر»، إن «سهام الشرق» لن تتوقف في محافظة أبين، مشيرًا إلى أنها ستمتد إلى محافظتي حضرموت والمهرة.
وأوضح الخبير العسكري، أن «سهام الشرق» عملية عسكرية وأمنية ستتجاوز أبين، لتطهير المحافظات والمناطق الشرقية الجنوبية من الارهاب من مدينة شقرة إلى المهرة، مشيرًا إلى أن تعاون أبناء الجنوب مع هذه الحملة يعزز فرص نجاحها وتنفيذ مهام مكافحة الإرهاب.
أين تقع أبين؟
محافظة أبين التي تتكون من 11 مديرية، تقع على طرق تربط شرق وشمال اليمن بالعاصمة عدن. وتعد منطقة استراتيجية تربط المحافظات الجنوبية ببعضها.
ونظرًا لموقعها الاستراتيجي، عدَّتها التنظيمات الإرهابية أحد أهم معاقلها، متخذة من القوات الإخوانية غطاءً لشرعية وجودها، إلا أن تواطؤ تنظيم الإخوان مع «القاعدة» ومليشيات الحوثي في المحافظة الجنوبية، عجل انطلاق العملية العسكرية لمكافحة الإرهاب في أبين، الذي توحش في الفترة الأخيرة.
أبرز الهجمات
أبرز الهجمات الأخيرة، كان ذلك الذي شنه تنظيم القاعدة الإرهابي، قبل أيام، على مقر الشرطة في مديرية لودر في أبين، الذي يأتي بعد شهر من هجومين منفصلين على حافلتي نقل للحجاج خلال يونيو ويوليو الماضيين.
وفي 22 يونيو الماضي، شن تنظيم القاعدة هجومين متزامنين، على حاجز أمني لقوة دفاع شبوة قرب مدينة عتق ودورية لمحور أبين العسكري في مديرية أحور.
وفي 15 مارس الماضي، شن تنظيم القاعدة هجومًا بسيارة مفخخة على موكب قائد الحزام الأمني في أبين، العميد عبداللطيف السيد، شرقي زنجبار، أسفر عن إصابته وقتل 4 جنود من مرافقيه.
وفي فبراير الماضي، اختطف مسلحو «القاعدة» 5 موظفين أمميين، واقتادوهم إلى موقع محصن في مديرية مودية شرقي أبين، ولا يزالون -حتى اللحظة- أسرى للتنظيم الإرهابي، الذي يشترط فدية ضخمة لإطلاقهم.
وفي يناير الماضي، هاجمت القاعدة والحوثي، إمدادات لقوات العمالقة، واستولت على 5 مركبات عسكرية، في حوادث جعلت قرار تخليص أبين من هؤلاء ضرورة، لا فرار منها.
تلك الهجمات كانت أحد الأسباب التي ارتكز عليها المجلس الرئاسي في إطلاق عملية سهام الشرق، الهادفة لتحقيق أهداف أمنية في الجنوب، منها خنق طرق تهريب السلاح للمليشيات، ومكافحة تنظيم القاعدة، وحماية الطرق، وتأمين إمداد القوات من العاصمة المؤقتة عدن حتى شبوة وحضرموت والمهرة، وتعزيز أمن عدن.
كما تهدف إلى تأمين المحافظات الجنوبية، خاصة أن مليشيات الحوثي تستغل سيطرتها على بعض المناطق في بلدتي المحلحل وثرة التابعتين لمديرية لودر في أبين وبعض القرى من مديرية جيشان، لتهديد تلك المحافظات.