بايدن في إسرائيل خلال أيام... وتقارير تكشف أهم الملفات في جدول أعماله
قال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، إن تعاونًا أكبر في قضايا مثل الدفاع الجوي، لاسيما في ما يتعلق بمواجهة طهران، سيكون على جدول أعمال بايدن خلال رحلة الشرق الأوسط

السياق
وسط تصاعد حرب الظل بين إيران وإسرائيل خلال الفترة الماضية، كانت الولايات المتحدة الأمريكية الدولة الأكثر تشابكًا بين البلدين، فبينما تقف إلى جوار تل أبيب، منعًا لخروج حرب الظل تلك عن طورها، تحاول عقد صفقة مع طهران، لإنهاء أزمة الاتفاق النووي.
وبينما تعثر الملف الأخير (الاتفاق النووي) حتى اللحظة، تحاول إسرائيل استغلال زيارة الرئيس الأمريكي إلى إسرائيل -الأربعاء المقبل- التي تستمر يومين، لمناقشة توسيع العمل المشترك لمواجهة إيران.
ومن المقرر أن يتوجه بايدن مباشرة إلى جدة، لحضور قمة دول مجلس التعاون الخليجي السبت، مع قادة دول المجلس إضافة إلى العراق ومصر والأردن، التي ستناقش ملفات عدة، بينها «الناتو العربي» الموجَّه ضد إيران، بحسب مصادر أمريكية.
إلى ذلك، قال رئيس الوزراء الإسرائيلي، يائير لابيد إن توسيع العمل المشترك لمواجهة إيران، يتصدر جدول الأعمال، خلال زيارة الرئيس الأمريكي جو بايدن المقبلة لإسرائيل، داعيًا إلى الرد «الحاسم» على طموحات طهران النووية.
وفي خطابه خلال رئاسته الاجتماع الثاني لمجلس الوزراء، قال لابيد الذي يشغل منصب رئيس الوزراء ووزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال الإسرائيلية، حتى موعد الانتخابات المقرر إجراؤها في الأول من نوفمبر المقبل، إن الزيارة ستركز أولاً وقبل كل شيء على قضية إيران.
ووفقًا لتقرير الوكالة الدولية للطاقة الذرية، الذي ظهر نهاية الأسبوع، فإن إيران أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية ومقرها فيينا بشأن التحسينات في قدرتها على تخصيب اليورانيوم.
رسالة تحذيرية
وقال لبيد: «تم الكشف -أمس- عن أن إيران تخصب اليورانيوم في أجهزة طرد مركزي متطورة، في انتهاك للاتفاقيات التي وقعتها»، مضيفًا أن «الاستجابة الدولية يجب أن تكون حاسمة: العودة إلى مجلس الأمن الدولي وتفعيل آلية العقوبات بكل قوتها».
وتعارض إسرائيل استعادة الاتفاق المبرم عام 2015 بين إيران والقوى العالمية، الذي عرض تخفيف العقوبات على طهران مقابل قيود على برنامجها النووي.
وانسحبت الولايات المتحدة من الصفقة عام 2018 في عهد الرئيس دونالد ترامب، الذي شرع في إعادة فرض عقوبات قاسية على طهران.
ورحب الكثيرون في إسرائيل بهذا التطور، الذي دفع إيران إلى التراجع عن العديد من الالتزامات النووية، التي تعهدت بها بموجب الاتفاق.
وانطلقت المفاوضات التي تسعى لاستعادة الاتفاق، بما في ذلك المحادثات غير المباشرة مع الولايات المتحدة، بفيينا في أبريل 2021، لكنها وصلت إلى طريق مسدود منذ مارس الماضي.
إسرائيل تهدد
وبعيدًا عن البرنامج النووي الإيراني، عبَّـرت إسرائيل عن قلقها من دعم طهران لمليشيات حزب الله اللبنانية، التي أرسلت هذا الشهر طائرات مسيرة باتجاه منصة نفطية إسرائيلية في البحر المتوسط، تزعم بيروت أنها تقع في المياه المتنازع عليها.
إلا أن لابيد قال: «إسرائيل لن تقف مكتوفة اليدين بينما تحاول إيران مهاجمتنا»، مشيرًا إلى أن بلاده سنناقش مع الرئيس الأمريكي وفريقه توسيع التعاون الأمني ضد جميع التهديدات.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي في البيت الأبيض جون كيربي، إن تعاونًا أكبر في قضايا مثل الدفاع الجوي، لاسيما في ما يتعلق بمواجهة طهران، سيكون على جدول أعمال بايدن خلال رحلة الشرق الأوسط.
وبحسب «المونيتور»، فإن إسرائيل تأمل أن يعلن بايدن أن فرص توقيع اتفاق نووي بين إيران والقوى العالمية ليست عالية، وأنه سيعد بأن العقوبات على إيران لن تُرفع بل سيتم تشديدها.
ومن المتوقع أن يثير الجانب الأمريكي، من جانبه، اعتراضات على البناء الإسرائيلي في الضفة الغربية والتوغلات العسكرية الإسرائيلية في المنطقة A الخاضعة للسيطرة الفلسطينية بالضفة الغربية في أعقاب الموجة الأخيرة من الهجمات في إسرائيل.
جدول الزيارة
وبحسب صحيفة المونيتور، فإنه بعد وقت قصير من هبوطه في مطار بن غوريون في 13 يوليو، والاستماع إلى خطب الرئيس إسحاق هرتسوغ ورئيس الوزراء يائير لابيد وإلقاء خطاب قصير بنفسه، سينتقل الرئيس الأمريكي جو بايدن إلى قاعدة عسكرية في بلماشيم على ساحل البحر المتوسط.
وأوضحت الصحيفة، أن مضيفي الرئيس الأمريكي سيظهرون له أفضل البضائع وأحدث التقنيات التي يجب أن تقدمها صناعة الدفاع الإسرائيلية، وتحديداً قاذفة اعتراض الصواريخ القائمة على الليزر، التي يتم تطويرها بتمويل من الولايات المتحدة، والتي تعلِّق عليها إسرائيل آمالاً كبيرة كعامل تعادل في الشرق الأوسط.
وتوصف قاذفة الإطلاق، التي يقدر الخبراء أنها ستعمل في غضون 18 شهرًا، بأنها رد قوي على المخزون الهائل من الصواريخ التي يحتفظ بها حزب الله وتعديلها إلى صواريخ دقيقة من قِبل إيران.
وعلى عكس صاروخ القبة الحديدية المعترض الذي طورته إسرائيل، الذي تكون قدراته على الاعتراض محدودة النطاق، سيكون الليزر قادرًا على التعامل مع عدد كبير من عمليات الإطلاق المتزامنة، بحسب «المونيتور».
ومن المتوقع أن تطلب إسرائيل من بايدن زيادة التمويل الأمريكي، لتطوير صواريخ الليزر الاعتراضية.
كيف تؤثر زيارة بايدن في لابيد؟
أشارت «المونيتور» إلى أن زيارة رئيس أمريكي لإسرائيل وجيرانها، حدث كبير سيكون له تأثير خاص في السياسة الداخلية، فلابيد -الذي تولى منصبه منذ أكثر من أسبوع بقليل- في حاجة إلى الصور التي يمكنه الحصول عليها، لتعزيز صورته كزعيم عالمي قبل انتخابات 1 نوفمبر المقبل، بينما يحتاج بايدن إلى المساعدة التي يمكنه الحصول عليها للديمقراطيين في انتخابات منتصف نوفمبر.
وبحسب «المونيتور»، فإنه على جدول أعمال بايدن لقاء قصير مع منافس لبيد، زعيم المعارضة بنيامين نتنياهو.