أمريكا تمد أوكرانيا بأنظمة صواريخ هيمارس... فلماذا تخشاها روسيا؟
سيمنح هيمارس القوات الأوكرانية القدرة على الضرب أكثر خلف الخطوط الروسية، وعلى مسافات محمية بشكل أفضل من أسلحة روسيا بعيدة المدى

السياق
رغم مرور قرابة 5 أشهر على الحرب الأوكرانية، فإنها لم تضع أوزارها، كاشفة عن قرب تحقق السيناريوهات التي توقعت أن تكون تلك الأزمة طويلة الأمد.
إلا أن الدول الغربية تحاول حسم تلك الحرب بشكل عاجل، عبر إرسال المزيد من الأسلحة إلى كييف، لمقاومة القوات الروسية وتعزيز صفوفها التي بدأت تنهار على وقع الضربات المتلاحقة.
إحدى تلك الدول، التي كانت لأسلحتها أهمية في الصمود الأوكراني، الولايات المتحدة، التي أعلنت -مساء الجمعة- عبر وزارة دفاعها (البنتاغون)، إرسال مساعدات عسكرية لأوكرانيا بـ400 مليون دولار إضافية، تركز على الأسلحة طويلة المدى عالية الدقة.
وبحسب صحيفة واشنطن بوست، فإن حزمة الأسلحة تتكون من أربعة أنظمة صواريخ مدفعية عالية الحركة، تُعرف باسم هيمارس، إضافة إلى الأنظمة الثمانية التي سلَّمتها واشنطن إلى كييف، وتشمل 1000 طلقة من نوع جديد من الذخيرة عيار 155 ملم لاستخدامها في مدافع الهاوتزر التي كانت جزءًا من عمليات النقل.
وقال مسؤول دفاعي كبير، بشرط عدم كشف هويته، بموجب القواعد الأرضية التي حددها البنتاغون، إن دقة الأسلحة يجب أن تكون أكثر كفاءة من الطلقات القياسية، التي تستخدمها القوات الأوكرانية حاليًا.
نظام هيمارس
تقول صحيفة الغارديان، إن M142 Himars نظام صاروخ عالي الحركة من إصدار حديث ووزن أخف وأكثر رشاقة، مثبتًا على عجلات من طراز M270 MLRS، تم تطويره في السبعينيات للقوات الأمريكية والقوات المتحالفة.
وقال مسؤول أمريكي للصحفيين، إن طائرات الهيمار التي توفرها واشنطن لأوكرانيا، سيكون لها مدى يصل إلى 50 ميلًا (80 كيلومترًا).
وتحمل وحدات هيمارس جرابًا واحدًا مُحمَّلًا من ستة صواريخ موجَّهة عيار 227 ملم (تحمل M270 جرابين) ، أو جرابًا كبيرًا محملاً بصاروخ تكتيكي لنظام الصواريخ التكتيكية (ATACMS). ولن تزود الولايات المتحدة أوكرانيا بنظام ATACMS، الذي يبلغ مداه 300 كيلومتر.
ومع طاقم صغير، يمكن لنظام هيمارس إزالة جراب مستهلك وتحميل واحد جديد في دقائق، من دون مساعدة المركبات الأخرى، إلا أن الطاقم يتطلب فقط بعض التدريب.
أهمية "هيمارس"
سوف يمنح "هيمارس" القوات الأوكرانية القدرة على الضرب أكثر خلف الخطوط الروسية، وعلى مسافات محمية بشكل أفضل من أسلحة روسيا بعيدة المدى.
والصواريخ الموجهة بواسطة نظام تحديد المواقع العالمي (GPS) التي تطلقها هيمارس، لها مدى يقارب ضعف مدافع الهاوتزر M777 التي زودت بها الولايات المتحدة القوات الأوكرانية مؤخرًا.
وعلى بعد 80 كم تقريبًا، تضع "هيمارس" بشكل عام خارج نطاق المدفعية الروسية، بينما تعرض البطاريات الروسية للخطر، كما يمكن أن يهدد مستودعات الإمداد الروسية، وسط اعتقاد غربي بأن القوات الروسية تعاني مشكلات لوجستية، بحسب «الغارديان».
وقال بعض المحللين إن "هيمارس" يمكن أن يكون «عامل تغيير» في الحرب، في وقت يبدو فيه أن القوات الأوكرانية تكافح تحت نيران المدفعية الروسية، لكن آخرين يقولون إن "هيمارس" لن تقلب الطاولة فجأة.
وأكد المحللون العسكريون، أن الجيش الروسي لا يمكنه حماية مواقعه من أنظمة هيمارس، مشيرين إلى أن أنظمة موسكو الدفاعية، لا يمكنها اعتراض نظام هيمارس الأمريكي، ما يجعل قواتها كالمجردة من الأسلحة.
وأشاروا إلى أن نظام هيمارس لديه قدرة عالية على إصابة الهدف بدقة، فمداه يصل إلى 70 كيلومترًا، مؤكدين أن الحل الوحيد لتفادي هذا النظام، هو الهروب من مداه.
ماذا قالت الشركة المصنعة؟
غيَّـر نظام الصواريخ المدفعية عالي الحركة (هيمارس) التابع لشركة لوكهيد مارتن، الطريقة التي يدخل بها المحاربون ساحة المعركة، من خلال تقديم قدرة تنقل لا مثيل لها في الميدان.
وأكدت الشركة أن نظام هيمارس قابل للتشغيل المتبادل مع أحدث الذخائر الدقيقة، التي تتراوح بين 15 و499 كم. ويتضمن ذلك مجموعة من ذخائر نظام الإطلاق الصاروخي المتعدد (MLRS): MLRS واسع المدى (ER GMLRS) ، و GMLRS، و Precision Strike Missile (PrSM) ، ونظام الصواريخ التكتيكية للجيش (ATACMS).
ويمكن لـ «هيمارس» إطلاق عائلة الذخيرة مثل قاذفات MLRS مع اختلاف واحد هو هيكل بعجلات بدلاً من المسارات. يوفر هذا التصميم قدرة إطلاق نار وسكوت فريدة، تمكن الجنود ومشاة البحرية من التمركز والاشتباك والانتقال بسرعة بعد إطلاق النار.
ماذا قال عنها بايدن؟
كتب الرئيس الأمريكي جو بايدن في صحيفة نيويورك تايمز: "الصواريخ المتطورة ستمكن الأوكرانيين من ضرب أهداف رئيسة بدقة أكبر في ساحة المعركة بأوكرانيا".
ومع ذلك، تخطط الولايات المتحدة للحد من مدى الصواريخ التي تمنحها لأوكرانيا لتجنُّب استخدامها لضرب أهداف في عمق روسيا، بحسب «الغارديان»، التي قالت إن بايدن أكد أن واشنطن لن ترسل إلى أوكرانيا أنظمة صواريخ يمكنها ضرب روسيا.
ومنذ العملية العسكرية الروسية في 24 فبراير، كانت الولايات المتحدة حساسة بشأن اتخاذ أي إجراء لدعم كييف، قد يستفز موسكو لشن الحرب خارج حدود أوكرانيا.
وشمل ذلك عدم الدعم العلني للضربات الأوكرانية داخل الأراضي الروسية. واستخدمت أوكرانيا مرات عدة صواريخها وطائراتها من دون طيار وطائرات هليكوبتر، لضرب أهداف روسية قريبة، في ولايتي كورسك وبلغورود المجاورتين.