بايدن... استيقظ.. احتجاجات إيرانية حاشدة بأمريكا وإضرابات في الداخل
احتجاجات إيرانية حاشدة أمام البيت الأبيض وإضرابات في الداخل... التظاهرات الغاضبة على صفيح ساخن

السياق
«بايدن، استيقظ، لا تتفق مع نظام الملالي»، هتافات ضجت بها شوارع العاصمة الأمريكية واشنطن أمس، في تظاهرات حاشدة، طافت مناطق عدة، قبل أن ترسو سفينتها أمام البيت الأبيض، تنديدًا باستمرار قمع النظام الإيراني للتظاهرات التي دخلت شهرها الرابع، من دون أن تخمد جذوتها.
إلا أن تلك الاحتجاجات، التي فشل النظام الإيراني في قمعها بكل الوسائل الممكنة، التي تنوعت بين العنف تارة والخداع أخرى، وجدت من المساندة المحلية والدولية ما أذهل نظام الملالي، وجعله غير قادر على التصرف.
آخر أوجه الدعم التي تلقتها الاحتجاجات الإيرانية، كانت تلك الرسالة التي وُصفت بـ«القوية» والمؤثرة للإيرانيين في العاصمة الأمريكية واشنطن، الذين ساندوا التظاهرات بطريقتين، الأولى تنظيم مؤتمر كبير، حضره ساسة أمريكيون ووزراء حاليون وسابقون، بينما كانت الأخرى تظاهرات طافت مناطق عدة.
وقال موقع إيران إنترشيونال، إنه بالتزامن مع الاحتجاجات الجارية في إيران، نظم الإيرانيون والناشطون مظاهرة حاشدة في واشنطن العاصمة، متجهين إلى البيت الأبيض، مشيرة إلى أن النشطاء نظموا مسيرة حاشدة أمام البيت الأبيض مرددين بهتافات بينها: «بايدن، استيقظ، لا تتفق مع نظام الملالي».
ونظمت المعارضة في أمريكا، مساء السبت «مؤتمر واشطن لدعم انتفاضة إيران من أجل جمهورية ديمقراطية وحرة في إيران»، الذي قالت عنه منظمة مجاهدي خلق المعارضة، إنه بدأ ببث نشيد وطني «يا إيران» بصوت المغنية الشهيرة الإيرانية الراحلة مرضية.
وبينما قالت البروفيسورة سولماز أبوعلي، الأستاذة في جامعة جورج ميسون، في كلمتها خلال المؤتمر، إن الشعب الإيراني يتطلع إلى مستقبل زاهر بقيادة البطلات لنيل الحرية وإسقاط الدكتاتورية، قالت مريم رجوي، إن الوقت حان لتعترف الحكومات الغربية بمعركة الشعب الإيراني لإسقاط نظام الملالي.
وأضافت رجوي، التي تسمي نفسها الرئيسة المنتخبة من المقاومة الإيرانية، في كلمتها خلال مؤتمر واشنطن، إن خامنئي يريد أن يتأكد من استمرار المفاوضات النووية مع مجموعة 5 + 1، لأن النظام بحاجة إلى استمرار المفاوضات مع الغرب في مواجهة الانتفاضة.
وأشارت إلى أن شعب إيران نهض لهزيمة وحش القمع والإرهاب، واختار أن يدفع ثمن الحرية بدمائه، مضيفة: عسی أن ينهض العالم إلى التضامن معه.
من جانبه، قال وزير الخارجية الأمريكية السابق مايك بومبيو: «رأيت في الانتفاضة الوحدة وشعبًا متحدًا، يعملون بنشاط على إسقاط النظام»، مضيفًا أن الانتفاضة بقيادة النساء والشباب، تعني أنهم يريدون الحرية وجمهورية ديمقراطية حرة، وعلى إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن أن تدين هذه الإعدامات.
وأضاف بومبيو: «الشعب الإيراني انتفض وثار ضد الظلم والطغيان وعلى الإدارة الأمريكية دعم الثورة الإيرانية»، مشيرًا إلى أن «هذه الثورة ليست صنيعة الأجانب، إنها نتيجة 40 سنة مقاومة شعبية في إيران».
39 في انتظار حكم الإعدام
يأتي ذلك، بينما أعلنت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية، في أحدث تقرير، السبت، قائمة بـ39 مواطنًا يتعرضون لخطر أحكام الإعدام أو تنفيذها.
أحكام إعدام
وأضاف التقرير أن 39 متظاهرًا اعتُقلوا في الاحتجاجات، معرضون لخطر إصدار أحكام بالإعدام، أو تنفيذ بعض الأحكام الصادرة، بينما قدرت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية، أن عدد المعرضين لخطر الإعدام أكبر من هذا العدد، لضغوط النظام الإيراني على أسر المعتقلين.
وبحسب منظمة حقوق الإنسان، فإن الأمن الإيراني نقل –الخميس- ما لا يقل عن 5 سجناء متهمين بالحرابة في سجن أرومية، شمال غربي البلاد، إلى مكان مجهول، ما أثار مخاوف على مصيرهم، إضافة إلى نقل سجين سادس إلى العنبر 390، والانفرادي، وسط مخاوف جدية من احتمال إعدامه قريبًا.
ويقول التقرير، إنه إضافة إلى هؤلاء الستة، فإن هناك 33 معتقلًا آخر معرضون لخطر الإعدام في إيران، مشيرًا إلى أن الأحكام الصادرة بحق بعض المعتقلين غير واضحة، لكنهم معرضون لإصدار أحكام بالإعدام.
كما أعدت منظمة حقوق الإنسان الإيرانية قائمة بأسماء المعرضين لخطر إصدار أو تنفيذ عقوبة الإعدام، بناءً على تقارير غير رسمية، بينما قال محمود أميري مقدم، مدير منظمة حقوق الإنسان الإيرانية، إن النظام الإيراني بعد مرور ثلاثة أشهر، لم ينجح في إخماد الاحتجاجات التي عمت أرجاء البلاد.
وأضاف: إنهم يحاولون إشاعة الخوف بين الشعب عبر إصدار وتنفيذ أحكام الإعدام، مشيرًا إلى أن نظام طهران يتبنى قضية المتظاهرين سياسيًا، إلى جانب حملات الشوارع والحملات الافتراضية وعبر ضغوط المجتمع الدولي، ما يسهم في منع المزيد من عمليات الإعدام.
في الوقت نفسه، قالت المنظمة، إن 469 مواطنًا لقوا مصرعهم في عمليات القمع، بينهم 63 طفلًا و32 امرأة، بينما تظهر إحصاءات هذه المنظمة، ومقرها النرويج، أن القتلى، حتى الآن، من 25 محافظة في إيران، أكثرهم سقطوا في سيستان-بلوشستان (جنوب شرق)، وأذربيجان الغربية (شمال غرب)، وكردستان (غرب)، وطهران، ومازندران (شمال)، على التوالي.
حملات اعتقال
يأتي ذلك، بينما قالت صحيفة إيران، السبت، إن محامية صحفيتين اعتُقلتا عقب الإبلاغ عن وفاة مهسا أميني، في 16 سبتمبر بعد اعتقالها لخرقها المزعوم لقواعد اللباس.
وقالت صحيفة هام ميهان، إن محمد علي كامفيروزي، محامي عدد من النشطاء والصحفيين اعتُقل، بينما قالت صحيفة الإصلاحية اليومية، إن الاعتقال يرفع عدد المحامين، المحتجزين على خلفية الاحتجاجات إلى 25.
ونُقل عن محامي كامفيروزي، محمد علي باقربور، قوله إن موكله لم يتلق استدعاءً ولم يكن على علم بالتهم الموجهة إليه، وأنه احتُجز من دون إجراءات قانونية.
ونقلت "هام ميهان" عن شقيق كامفيروزي قوله إن المحامي اعتُقل الأربعاء، محملًا القضاء «مسؤولية حماية حياة أخيه وصحته».
الإضراب
دخل موظفو صناعة النفط الإيرانية في إضراب، السبت، مطالبين بإلغاء الضرائب المرتفعة على الرواتب، وإلغاء سقف الرواتب، وزيادة الأجور.
وتجمع عدد من الموظفين بصناعة النفط، في مناطق عسلويه، والأهواز، وماهشهر، وتنك بيجار، وكجساران، احتجاجًا على عدم تلبية مطالبهم، مرددين هتافات، بينها: «كفى وعودًا طاولتنا فارغة».
وفي صناعة النفط بالأهواز، أضرب الموظفون أيضًا وتجمعوا أمام الشركة الوطنية لمناطق النفط الجنوبية، بينما تجمع الموظفون في شركة كجساران للنفط والغاز وأضربوا بشكل منسق مع مدن أخرى.
ونشرت تقارير عن تجمع وإضراب الموظفين في مركز الدراسات الكيميائية بالمناطق الغنية بالنفط، بينما دخل الموظفون بشركة غرب للنفط والغاز في إضراب وتجمعوا في منطقة عمليات تنك بيجار.
احتجاجات في مترو الأنفاق
بالتزامن مع الإضرابات، أظهرت مقاطع فيديو، المواطنين في مترو أنفاق طهران، يرددون شعارات مثل «الموت للجمهورية الإسلامية»، و«الموت لخامنئي».
وبينما واصل طلاب جامعة خاجه نصير إضرابهم، احتجاجًا على اعتقال طلاب هذه الجامعة، أعلنت السجينات السياسيات في القاعة رقم 8 بسجن قرتشك أنهن سيبدأن إضرابًا جماعيًا عن الطعام من 22 ديسمبر الجاري، إذا لم يعالج وضع المعتقلات، بمن فيهن المريضات، ودون العشرين من العمر.
كما نُشرت الدعوات إلى تنظيم إضراب واحتجاج على مستوى البلاد لمدة 3 أيام، من الاثنين إلى الأربعاء (19 إلى 21 ديسمبر الجاري).