كيف غيرت عودة حركة طالبان حياة الأفغانيات؟
تقول حركة طالبان إنها تعد التعليم حقًا للفتيات أيضًا، لكن الأغلبية العظمى للمدارس التكميلية والثانوية، أغلقت أبوابها أمامهن منذ أغسطس الماضي.

السياق
بعد سيطرتها على السلطة في أفغانستان، وعدت حركة طالبان بأن تكون أكثر تساهلًا مع النسا،ء مما كانت عليه خلال فترة حكمها الأولى بين عامي 1996 و2011، عندما كانت الأفغانيات محرومات من كل حقوقهن.
ومن أجل مراعاة الأسرة الدولية، حرصت الحكومة الجديدة على عدم إصدار تدابير صارمة، إلا أن سلطات الولايات المختلفة تولت المهمة، لتحديد القواعد التي ينبغي للنساء احترامها.
في ما يأتي بعض الأمثلة على تحول حياة النساء بشكل جذري.
العمل
بينما تقول حركة طالبان إنها تسمح للنساء بالعمل مع منع المخالطة، يتبين في الواقع أنهن مُنعن من العمل في الوظائف الرسمية، باستثناء القطاعات المتخصصة مثل الصحة والتربية، بحسب تقرير لوكالة فرانس برس.
وفي القطاع الخاص، تشتكي النساء من مضايقات، عندما يتجهن إلى العمل. وتخضع الشركات والمتاجر لمراقبة وثيقة، إذ غالبًا ما تحضر إليها طالبان للتحقق من احترام عدم الاختلاط بين الجنسين.
وفي بعض المناطق، سُمح لتعاونيات تديرها نساء فقط بمواصلة عملها، مثل مصنع معالجة زهر الياسمين في مدينة هرات غربي أفغانستان، التي تعد من أكثر مدن البلاد انفتاحًا.
إلا أن عشرات آلاف النساء فقدن عملهن، منذ عودة طالبان إلى السلطة، ما وضع حدًا لتقدم أحرز على مدى عقدين، وسمح لهن بمزاولة مهن جديدة، في قطاعات مثل الشرطة والقضاء.
تربية
تقول حركة طالبان إنها تعد التعليم حقًا للفتيات أيضًا، لكن الأغلبية العظمى للمدارس التكميلية والثانوية، أغلقت أبوابها أمامهن منذ أغسطس الماضي.
وتؤكد السلطات أن المدارس ستستقبل الجميع نهاية مارس، إلا أن نقص المدرسات وقرار منع الرجال من تعليم الفتيات، سيصعبان تحقيق هذا الهدف.
وأعادت أغلبية الجامعات الخاصة فتح أبوابها، بعضها منذ سبتمبر، لكنها تعاني نقص الأساتذة، والفصل بين الجنسين أيضًا.
وقبل أسبوعين فتحت الجامعات الرسمية أبوابها أيضًا في ثماني ولايات، على أن تتبعها الأخرى في 26 فبراير، لكن قلة من الفتيات عدن إلى الصفوف، مع فصلهن عن الطلاب الذكور أيضًا.
حريات فردية
في فترة حكمها الأولى، فرضت حركة طالبان على النساء وضع البرقع عند الخروج.
وهذه المرة علقت لافتات في متاجر كابل، تفيد بأن على النساء أن يضعن الحجاب كحد أدنى، إلا أنها مرفقة بصورة برقع، ما يشير إلى أنه من الأفضل وضعه.
وجاء في مرسوم أيضًا، أن على النساء أن يكن برفقة محرم لدى خروجهن في رحلات طويلة من مدينة إلى أخرى.
وتلقى سائقو سيارات الأجرة أمرًا، بعدم السماح لنساء غير محجبات بدخول سياراتهم.
كانت صالونات التجميل ومتاجر الملابس، تلقى إقبالًا كبيرًا قبل عودة طالبان، إلا أنها غابت بشكل كبير من الشوارع.
وانتزعت رؤوس العارضات الخشبية في واجهات المتاجر في هرات، بينما اختفت لوحات الإعلانات التي تتضمن وجوهًا بشرية.
رياضة وثقافة
منعت محطات التلفزة بث مسلسلات تشارك فيها نساء، بينما ينبغي على الصحافيت وضع الحجاب عند ظهورهن على الشاشة.
وقال مسؤول كبير في حركة طالبان، إن ممارسة الرياضة "غير ضرورية" للنساء، لكن الحركة لم تضف طابعًا رسميًا على هذا الموقف، لأن الأموال الآتية من الاتحادات الرياضية العالمية ومنها الكريكيت وكرة القدم، ستجمد في حال عدم السماح للنساء بممارستها.
وعلى غرار زملائهم الذكور، فرت أغلبية المغنيات والعازفات والفنانات والمصورات البارزات من بلادهن، في الأسابيع التي تلت عودة طالبان إلى الحكم في كابل، أما اللاتي عجزن عن المغادرة فيعشن في الخباء أو يتجنبن الظهور.